التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

قراءة في المفارقات بين تنظيمي داعش والقاعدة الارهابيين 

 یتمدد تنظيم داعش الارهابي ويمتد نفوذه حتى في الكثير من الدول الاسلامية التي لم تشهد من قبل حضورا فعالا لهذا التنظيم داخل اراضيها وقد دق تقدم داعش في سوريا والعراق جرس الانذار للمراقبين واجبر الادارة الامريكية على وضع الترديد بشأن التدخل العسكري في المنطقة جانبا.

 

الاختلاف في النشأة بين القاعدة وداعش 

ظهر تنظيم القاعدة الارهابي من الجهاد ضد الاتحاد السوفيتي في افغانستان فبعد انسحاب السوفيت من هذا البلد قرر اسامة بن لادن وجماعته تبديل الجماعات الجهادية (حسب تسمیتهم) التي کانوا قد انشأوها الى جهاد عالمي وقد ركزوا على امريكا التي اعتبروها عدوا مشتركا يدعم كل الحكومات الفاسدة بالمنطقة.  

وقد برهنت الهجمات التي شنها القاعدة في افريقيا وامريكا عن قدرات وقوة وتجرؤ القاعدة لكن الرد الامريكي ایضا كان مدمرا لهذا التنظيم فقد استهدف الامريكيون الامدادات المالية للقاعدة كما استهدفوا قادته وقواعده العسكرية وشلوا قدراتهم كما قتلوا اسامة بن لادن وسلبوا القاعدة القدرة على مهاجمة امريكا من جديد.  

وفي المقابل ظهر تنظيم داعش الارهابي كتنظيم عراقي حينما تشرذمت الجماعات التي كانت تسمى بالجهادية بعد الغزو الامريكي للعراق في عام ٢٠٠٣ وبعدها قام هؤلاء بالالتفاف حول الزرقاوي الذي بايع تنظيم القاعدة، وبعد مقتل الزرقاوي عمد من خلفه الى التركيز على الحروب الطائفية وعندما بدأت الاضطرابات في سوريا ارسل الظواهري بعض القوات التي كانت في العراق الى سوريا وقد سمى هؤلاء انفسهم بالدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) لكي يعلنوا تميزهم عن الآخرين ووسعة الاراضي التي يسيطرون عليها. 

ان الحرب السوریة احيت الحركة التي تسمى بالجهادية لكنها فصلت بينها وبين تنظيم القاعدة ولذلك نرى ان الظواهري سعى الى تشكيل جبهة جديدة سميت بجبهة النصرة لتكون مستقلة في سوريا.

الاختلاف في التهديدات

لايختلف داعش والقاعدة فقط في التنافس على السلطة بل ان اعدائهما وطريقة قتالهما وهواجسهما الرئيسية مختلفة ولذلك فإن الخطر الذي يشكلانه على امريكا ايضا مختلف عن بعضهما البعض فهدف القاعدة هو الاطاحة بالحكومات “المرتدة” في الشرق الاوسط واستبدالها بحكومات تسمى بالاسلامية لكن يبقى العدو الرئيسي للقاعدة هو امريكا لأنها سبب المشاكل الاساسية في الشرق الاوسط، ويتجنب القاعدة قتل الشيعة ويعتبر ذلك هدرا لطاقاته رغم ان القاعدة يعتبر الشيعة مرتدين.  

اما داعش فلايذهب الى العدو البعيد ويفضل مقاتلة العدو القريب في المنطقة فداعش لايعتبر امريكا العدو الرئيسي بل يعتبر الحكومات المحلية عدوه الرئيسي، ويسعى البغدادي عبر مهاجمة الاقليات الدينية والشيعة الى تشكيل حكومته وتشمل دائرة اعداء داعش “حزب الله والايزديين والجماعات المنافسة له في سوريا”.

ویتبع داعش بعض اهداف القاعدة لکن سیاسته یختلف عن القاعدة، فاستراتيجية داعش هو السيطرة على الاراضي وتوسيع رقعة انتشاره وايجاد حكومة وبناء جيش والتحكم بشكل اكبر في المناطق التي يسيطر عليها، اما القاعدة فانه يمتنع عن قتل الامريكيين حتى في الزمن المناسب رغم انه يطلق النداءات لمهاجمة امريكا والغربيين فمسؤولو القاعدة يسمحون للصحفيين بالدخول الى مخابئهم الآمنة لأن الارهاب لايكون نافذا اذا لم يتمكن احد من رؤيته، وقد سعى القاعدة الى اطلاق سراح غربيين كان داعش يحتجزهم وكان يعتبر قتلهم خطأ لكن داعش لم يقبل بمنطق القاعدة وقام بقتلهم.

التنافس على الجماعات التابعة 

یدعي كل من القاعدة وداعش بأنه يقود من يسمون بالجهاديين في العالم الاسلامي وقد سعى القاعدة الى جذب حلفاء أجانب له بعد هجمات ١١ سبتمبر وقد زاد ذلك من رقعة انتشاره واصبح يقود بعض التنظيمات المحلية لكن داعش ايضا يتبع الاسلوب نفسه فمتى ما يكون هناك دعوة للجهاد من هذا النوع ينشأ التنافس بين القاعدة وداعش.

واستفاد القاعدة من تمركز الحرب على داعش وقام باستغلال ذلك بشكل جيد فعلى سبيل المثال زاد من نشاطاته في اليمن لكي يحصل على المزيد من الاراضي، وفي المقابل نرى ان هناك ايضا حلفاء لداعش مثل بوكو حرام في نيجيريا وانصار بيت المقدس في مصر حيث يدعي داعش بأن لديه الآن ٧ ولايات في بلدان مختلفة.

وقد حقق داعش اهدافه بشكل اكبر بكثير من القاعدة وبات يعتبر تهديدا لدول الجوار واصبح خطرا على استقرار المنطقة بشكل اكبر بكثير من القاعدة.

ولداعش تأثیر اکبر في شبكات التواصل الاجتماعي ولديه قدرة اكبر في جذب الاجانب الى صفوفه لكن نظرا الى التنافس الموجود بينه وبين القاعدة فهناك احتمال لامكانية الاستفادة من هذا التنافس بين هذين التنظيمين الارهابيين بغية ضربهما ببعضهما البعض واذكاء نيران الحرب بينهما لاضعافهما.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق