وحدة الحشد الشعبي والعشائر مفتاح تحرير الأنبار و الفلوجة
بدأت طبول المعركة ضد تنظيم داعش الارهابي تُقرع، فالعد التنازلي لإقتحام مدينة الرمادي قد بدأ، حسب ما أكده قائم مقام المدينة “دلف الكبيسي”، الذي أشار الى أن القادة الأمنيين أعدوا الخطط اللازمة لتحرير المدينة حيث تمركزت القوات على ثلاثة محاور، الشرقي والغربي والجنوبي؛ وكذلك فإن عامل الوحدة والذي يعتبر من أهم عوامل النصر بات محققاً، ما يضمن نصراً سريعاً على تنظيم داعش الارهابي، وتجلت الوحدة هذه في الحشد الشعبي الذي انضم اليه مؤخراً الآلاف من مقاتلي اهل السنة من عشائر الرمادي والفلوجة .
انضمام مقاتلي العشائر الى الحشد الشعبي يعزز الثقة الجماهرية بالحشد كما يهز القاعدة الشعبية التي يزعم تنظيم داعش الارهابي امتلاكها، وهذا ما يشكل عاملاً أساسياً لتحقيق النصر على هذا التنظيم، واللافت أن السلطات الأمريكية ادعت أن انضمام المقاتلين السنة الى الحشد الشعبي جاء بمساعدة ومباركة منها، الأمر الذي يعتبر محاولة أمريكية لخطف النصر، فأي نصر سيتحقق سيكون بفضل هذه الوحدة التي ادعت أمريكا أنها هي التي ساعدت على تحققها، وهذا ما سيسجل النصر في مذكرات الرئيس الأمريكي !
مزاعم السلطات الأمريكية لا يمكن أن تكون حقيقية، فأمريكا تسعى الى زرع التفرقة والانقسام في العراق بين مكونات الشعب العراقي كافة وخاصة الشيعة والسنة وليس راغبة في الوحدة، فلقد اعتبر الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “ديفيد بتريوس” في تصريح نقله صحيفة واشنطن بوست أن “ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران سوف تشكل خطراً على العراق اكثر من تنظيم داعش الارهابي” وقال إن الحشد الشعبي “يقوم بفظاعات ضد المدنيين السنة”، وأشار “بتريوس” إلى ضرورة خلق قوات سنية مناوئة لتنظيم داعش الارهابي .
تصريحات بتريوس تحمل جانبين، الجانب الأول هو أن الحشد الشعبي شيعي بحت وهو لا يحترم أهل السنة، وهذا كلامٌ نفاه شيخ أحد أكبر القبائل السنية، الشيخ خطاب العلي السليمان شيخ عموم عشائر البو عساف في محافظة الأنبار، حيث أكد لقناة “المیادین” أن: “الحشد الشعبي یتکون من السنة والشیعة، على خلاف ما یقوله البعض من أنهم شیعة وملیشیات شیعیة، فالحشد الشعبي في صلاح الدین یضم جمیع العشائر، وفي الأنبار لدینا مقاتلون انتموا الى الحشد الشعبي”، وهذا ما يهدم ادعاءات “بتريوس “.
والجانب الثاني الذي تشير اليه تصريحات “بتريوس”، هو أن أمریكا غير راضية على الحشد الشعبي، ولا يمكن أن تدعمه، وهذا ينفي الإدعاءات الأمريكية بأنها هي التي أسهمت في انضمام أهل السنة الى الحشد الشعبي، ويؤكد حقيقة أن هذه الادعاءات محاولة أمريكية لتسجيل النصر باسمها، في خطوة مماثلة لتلك التي قامت بها في تكريت، والتي أشار اليها زعيم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي “عمار الحكيم” في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم” حيث نوه الى أن التحالف الدولي بزعامة أمریكا يحاول سرقة جهود القوات العراقية في تكريت، وكذلك فإن المتحدث باسم الحشد الشعبي “معين الكاظمي” أشار الى النقطة نفسها .
ومن كلام “بتريوس” يتضح الكيد الأمريكي والنظرة الطائفية التي تحاول زرعها بين مكونات الشعب العراقي، وهذا ما ظهر في مشروع قانون اقترحه الكونغرس الأمريكي في وقت سابق، يتم وفقه التعامل مع الكرد والسنة في العراق كـدولتين، وهذا ما نددت به مختلف مكونات الشعب العراقي معتبرةً أن هذا القرار يسيء الى وحدة العراق، كما أنه يعتبر تقسيماً للعراق على اسس طائفية .
إذن، فالادعاء الأمريكي بأن انضمام آلاف المقاتلين السنة الى الحشد الشعبي جاء بمباركتها لا يتعدى كونه ادعاءً، فأمريكا تعمل في السر والعلن على اضعاف العراق من خلال زرع الفتن الطائفية والعرقية بين شعبه تنفيذاً لمخطط تقسيم العراق طائفيا وعرقيا، كما تحاول واشنطن من خلال هكذا تصريحات تسجيل الإنتصارات التي يحرزها الحشد الشعبي في سجل انتصاراتها وانجازاتها في العراق للتقليل من أهمية الحشد الشعبي .
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق