الوثائق القطرية في “ويكيليكس السعودية”
كشفت العديد من الوثائق التي نشرها موقع “ويكيليكس” مؤخراً، تحت مسمي “سري جدا”، والتي تحوي مراسلات سريه بين مختلف السفارات السعوديه حول العالم، كشفت عن تدخّل قطري، وأماطت اللثام عن الدور الذي تلعبه دولة قطر حالياً في المنطقة.
فيما يلي أبرز ما جاء في هذه التسريبات:
دور قيادي في مصر
نقلت وثيقة منسوبة لرئاسة الاستخبارات العامة بالمملكة العربية السعودية، نشرها موقع “ويكيليكس”، مساء السبت، أن قطر تتطلع لدور قيادي مستغلة انحسار دور مصر بسبب الأزمة التي تعيشها بعد ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ .
وتضمنت الوثيقة، التي حملت عنوان “برقية سرية”، بتاريخ ٢٧/٢/ ١٤٣٣، عن المعلومات المتوفرة لدى رئاسة الاستخبارات السعودية عن الدور القطري على الساحة الصومالية .
وخلصت الوثيقة إلى استنتاج أن “الدور القطري أخذ في التزايد إقليميًا وعربيا بشكل كبير اعتمادا على الدبلوماسية القطرية المتميزة بروح المبادرة والجرأة، إضافة للتأثير الإعلامي المتزايد بسبب قناة الجزيرة، كما أن دولة قطر تتطلع لدور قيادي مستغلة فرص الانحسار لدور مصر بسبب الأزمة التي تعيشها بعد ثورة ٢٥ يناير، بحسب الوثيقة .
مخطط الشاطر لتولي رئاسة مصر
كذلك نشرت ويكليكس برقية تتعلق بتفاصيل زيارة خيرت الشاطر، نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، في ١٢ ربيع الثاني ١٤٣٣ للدوحة، منسوبا صدورها من السفارة السعودية بقطر إلى الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وذلك قبيل انتخابات الرئاسة ٢٠١٢ التي فاز بها الرئيس المعزول محمد مرسي .
واعتبر السفير السعودي بالدوحة، بحسب البرقية، أن زيارة الشاطر كانت ضمن جولة له على بعض دول الخليج منها قطر التقى فيها كبار المسؤولين وطمأنهم بأن السلطة في مصر أصبحت في يد جماعة الإخوان وأن الاستثمارات القطرية التي ستضخ في مصر ستكون في أمان من خلال قوانين الاستثمار الأجنبي التي سيشرعها المجلس المنتخب .
وأوضح أن هدف الشاطر من لقائه بالشيخ القرضاوي، وعدد من المنتمين للإخوان في قطر من المصريين إيجاد دعم له لاختياره رئيسًا للجمهورية، أو على الأقل دعم رأي الجماعة في عدم اختيار أبوالفتوح الذي فصلته الجماعة عقب إعلانه الترشح لرئاسة الجمهورية، ورأت أن رأي شورى الجماعة أحسن من رأي الفرد، وأن اختيار أبوالفتوح يعد مخالفة للبيعة التي أعطاها كل فرد في الإخوان بأن يتنازل عن رأيه ويتبع رأي الجماعة.
دعم الخرطوم خلال قالها غرب دارفور
وقالت الوثيقه، التي ارسلها وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، الى ملك السعوديه، ان السفاره السعوديه في الخرطوم علمت من مصادرها الخاصه، ان دولة قطر ضخت مبالغ كبيره من الدولارات لصالح حكومه الخرطوم من رصيدها لدي بنك (اعمار دارفور)، خلال قتالها الذي دار في منطقه “هيجيليج” وغرب دارفور .
واضافت الوثيقه، “الامر الذي ادي الي التذمر الشديد من رئيس سلطه دارفور، التيجاني السيسي، حيال تلك التصرفات التي جرت من حكومتي الدوحه والخرطوم معًا “.
٢٥٠ مليون دولار لإثارة الفوضى في اليمن
كذلك تضمنت إحدى الوثائق المسربة، رسالة من السفير السعودي باليمن إلى الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، قال خلالها إنه توصل لمعلومات من مصادر مختلفة تفيد أن دولة قطر تدفع مبالغ كبيرة لخلط الأوراق السياسية والدفع للفوضى .
وأضاف: “قطر خصصت لهذا الغرض مبلغ ٢٥٠ مليون دولار، ويتولى المخطط الشيخ حميد الأحمر، رجل أعمال وسياسي يمني، ويعمل الآن على دعم الاحتجاجات في القوى الأمنية والعسكرية والتحريض على التمرد وإفراغها من قيادتها الأمنية “.
وبحسب الوثيقة فقد خصص “حميد الأحمر” هذه المبالغ القطرية لدعم حركات الاحتجاج في المعسكرات والالوية العسكرية اليمنية اواخر العام ٢٠١١ بحسب ما قالته السفارة السعودية أنه أضعاف القدرات العسكرية اليمنية .
واتهمت السفارة السعودية في الوثيقة المسربة حميد الأحمر بأنه يسعى إلى افشال انتخابات الرئيس هادي في ٢١ فبراير ٢٠١٢ .
التأثير في دول الجوار عبر “الإخوان“
وأكدت إحدى الوثائق، أن دولة قطر تسعى للتأثير في القرار السياسي للدول المجاورة من خلال نسج علاقات جيدة مع جماعة الإخوان المسلمين، وأكدت أن “نظرة الحكومة القطرية لهم (للإخوان) واستقطابها لكثير من رموزهم سواء الإعلاميين منهم في قناة الجزيرة أو قادتهم الدينية مثل الشيخ يوسف القرضاوي والسياسية مثل حركة حماس تأتي من باب أن قطر ترى بأنها من أجل أن تكون فعالة في المنطقة لا بد لها من أوراق ضغط في كثير من الدول وهذا ما تحققه لها حركة الإخوان المسلمين ذات التنظيم الهيكلي العالمي والمتواجد في أغلب الدول العربية وحتى الإسلامية مثل تركيا” .
وأفردت إحدى الوثائق المنسوبة إلى السفارة السعودية في الدوحة الحديث حول قناة الجزيرة وعلاقتها بصانع القرار السياسي في قطر .
وقالت الوثيقة التي تخص الخارجية، “فيما يتعلق بالعلاقة بين قناة الجزيرة وصانع القرار السياسي في قطر ومن منهما يحرك الآخر، فمهما قيل عن تأثير العاملين في قناة الجزيرة من إعلاميين لهم وزنهم وأجندتهم وغالبيتهم من المنتمين للإخوان المسلمين أو المتعاطفين معه فإن الكلمة الفصل في النهاية لصانع القرار القطري فهو من يحدد أهدافه ومن يحدد اتجاهات القناة لتحقيق أهدافه ويمكن ملاحظة ذلك من موقف القناة من بعض الدول حسب علاقتها بدولة قطر وإن ترك هامشا محدودا لمسئولي القناة لمستوى التعاطي مع الأحداث” .
وأضافت البرقية أن: “وجود عدد من الإعلاميين البارزين المنتمين للإخوان المسلمين في القناة مسألة جديرة بالاهتمام حيث إن حكام قطر وشعبها السنة للمذهب الحنبلي المؤمن بحركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب والإخوان المسلمين ليس لهم جذور في المجتمع القطري” .
ترجمة وثائق بريطانية تسيء لتاريخ السعودية
وكشفت وثيقة آخرى، أن الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، تدخل لمنع قطر من ترجمة الوثائق البريطانية الخاصة بفترة تأسيس الدولة السعودية الثالثة في مطلع القرن العشرين، على يد الملك عبدالعزيز .
وفي خطاب من الملك السعودي إلى وزير خارجية بلاده، طالبه بالاتصال بالدوحة وبريطانيا لمنع ترجمة الوثائق “لما فيها من معلومات حساسة قد تسيء إلى تاريخ المملكة “.
وقال الخطاب: “بالنظر في عناصر المشروع القطري البريطاني المشار إليه، إن مسألة إخراج الوثائق والمحفوظات على الإنترنت فيها من الأمور التي تحتوي على حساسيات ومعلومات، ربما تفهم مضامينها اليوم في سياقات غير صحيحة، وتسيء لتاريخ المملكة ودول الخليج العربي ”.
رد وسائل الإعلام القطرية على التسريبات
في المقابل، تجنبت وسائل الإعلام القطرية التطرق إلى الوثائق التي سربها موقع “ويكيليكس”، حيث اكتفت صحيفة “العرب” بعرض بيان وزارة الخارجية السعودية لحث المواطنين على عدم نشر الوثائق التي قد تكون مزورة، وقامت قناة “الجزيرة” بتجميل صورة قطر ولم تعرض الوثائق التي تدين قطر ولكنها عرضت الوثائق التي تبرزها نشيطة في المنطقة ولها دور، بينما تغاضت باقي الصحف ولم تلفت إلى الوثائق من الأساس.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق