هل يعود العراق الى غابة سوداء ؟!
لست بصدد الحديث عن ثورة زراعية او صناعية او ثقافية او بصدد الحديث عن قلب مفهوم الاستيراد الى التصدير علما اننا لم نترك شيئا لم نستورده من (الخضار ) الى (الماء) ومن فسائل النخيل الى المخدرات , كلا لان الاسباب اصبحت بديهيات واجوبتها جاهزة منها الموضعي ومنها الذي يستحق النقد بل ارغب بالحديث عن ارض السواد عن الغابة التي اسمها العراق حيث كان العراق يمتلك اكثر من خمسين مليون نخلة في خمسينيات القرن الماضي كي لايمتلك اليوم الا خمسة ملايين والى بلد يستورد الفسائل بعد ان كان يصدرها ولا مناص من الاعتراف بالحقائق الاخرى ومنها ان العراق كان يصدر الرز والقمح والشعير والجلود والماشية وغيرها في خمسينيات القرن نفسه فأصبح مستوردا لها ..
قلت لست بصدد الحديث عن الشروع بثورة زراعية او صناعية بل الحديث عن المواطن وحكومته في اجراءات لن تتطلب مزيدا من الاموال ولا مزيدا من الافكار والمهارات التكنوقراطية المتخصصة والعلمية ولا مزيد من الجهد اوالعبقرية او حتى التضحية عندما يشرع كل مواطن وكل مسؤول في الدولة ومشارك في الوطن لمناسبة ما من المناسبات الدينية كثورة استشهاد الحسين او الوطنية كثورة العشرين او العالمية كيوم الطفل او يوم الحب او يوم الحد من الفساد وهي مناسبة متلاصقة كحلقات السلسلة الواحدة …ان يسأل نفسه ماذا زرعت لاننا على مدى القرن الماضي عندما نقلب سجلات تاريخنا الحديث والمعاصر سنتوقف عند اعمال كل من اقترن اسمه بوظيفة عليا او وسطى او صغيرة وماذا فعل ذالك المسؤول وماذا اثمرت اعماله من خير للبلد وللعباد ..؟
اعود الى ارض السواد لكثرة نخيلها النخلة ابنة خالتنا او عمتنا كما في الحديث الشريف وكانت تبدو مساحة سوداء ولكنها خضراء بسيدة الشجر كما قال (انكي ) الاله السومري لاتعد فوائدها ولا تحصى ومنها انها كانت تخفض درجة حرارة مناخ الارض في خمسينيات القرن الماضي لانها كانت تمثل ثلث عدد اشجار النخيل في العالم !
ولان فوائدها لاتحصى نحلم ان نجد مع مواسم الاعياد والاحتفالات والمسرات العراقية تقليدا يرسخ قانونا نابعا من ارادة الشعب وضميره ومن حكومته كي يقوم كل مواطن وكل مسؤول بزراعة نخلة واحدة في اي عيد يختاره من اعيادنا التي لاتحصى
وانا شخصيا في صحيفة الكلمة الحرة سأقوم بنشر اسماء كل مواطن وكل مسؤول يقوم بهذه المبادرة زراعة فسيل واحد في اي عيد من اعيادنا كي نقول ان فوائد النخلة لاتحصى وفي مقدمتها انها توحدنا في العمل الذي كان الاسلاف قد انجزوه عندما كان وطننا العراق الحبيب رمزا للمعرفة والثقافة ومكارم الاخلاق .
د. ماجد اسد
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق