التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

كتائب “القسام” في “رام الله” ترسم حزمة معادلات جديدة 

نفذت كتائب الشهيد عز الدين القسّام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية حماس عملية ضد مستوطني الكيان الاسرائيلي، العملية استهدفت سيارة لمستوطنين اسرائيليين قرب مستوطنة “دولف” في قرية الجانية الفلسطينية غرب مدينة رام الله، وأصدرت الكتائب بياناً جاء فيه: “إن کتائب القسّام مجموعات الشهیدین -مروان القواسمة وعامر أبو عیشة- تعلن تبنیها للعملیة التي نفذت مساء الجمعة وأدت إلى مقتل مستوطن صهیوني وإصابة آخرین بجراح”.

العملية التي نفذتها كتائب عز الدين القسام تفتح معادلات جديدة في الصراع مع الكيان الاسرائيلي:

المعادلة الأولى:

الضفة الغربية بما فيها رام الله كانت قد انحسرت فيها حركات المقاومة والانتفاضات، وذلك حسب ماذكره مدير البحوث في المركز الفلسطيني للبحوث والسياسيات الإستراتيجية في رام الله “خليل شاهين” يعود الى أن السلطة الفلسطينية لا قرار فيها بتطوير الحراك الشعبي لانتفاضة، بل هناك قرار بإحباط مثل هذا الخيار ومنعه، وبالتالي كانت رام الله تشكل مكاناً خالياً أو شبه خالي من أي حراك ضد الكيان الاسرائيلي، ما جعل من هذه المدينة تحت السيطرة وفي وضع آمن بالنسبة للمستوطنين الاسرائيليين، ولكن عملية كتائب عز الدين القسام جاءت لتقلب هذه الصورة على عقبيها، فرام الله ليست آمنة للمستوطنين بعد اليوم.  

المعادلة الثانية:

هذه العملية تنبت براعم الحراك الشعبي في الضفة الغربية، الحراك الذي وصفه “راسم عبيدات” -الكاتب المقدسي والأسير السابق- بأنه لم يتطور للمستوى المطلوب، معتبرا أن التفاعل والعمل الجماهيري كانا بمستوياتهما الدنيا، وأشارعبيدات الى أن السبب يعود إلى وجود السلطة الفلسطينية التي تقوم بتنسيق أمني تسبب بتراجع الفعل الكفاحي في الضفة الغربية بكافة أشكاله، رغم هذا فإن عملية كتائب عز الدين القسام أثبتت أن سكان الضفة الغربية جاهزون للمقاومة اذا ما قُدم لهم السلاح والعتاد، وكذلك فهم على أتم الاستعداد للإنخراط في صفوف فصائل المقاومة.  

المعادلة الثالثة:

من المعادلات التي فرضتها عملية عز الدين القسام، معادلة غزة لم تعد وحيدة، فالكيان الصهيوني كان يعتقد أن غزة هي المكان الوحيد الذي يشكل تهديداً أمنياً له، فحركات المقاومة متمركزة هناك، ولكن مقتل مستوطن وجرح آخرين في رام الله على يد كتائب عز الدين القسام وضع موازين جديدة للقوى، فعلى هذا الكيان أن يدرك أن كل نقطة في فلسطين باتت تشكل تهديداً جدياً لأمنه ولأمن مستوطنيه، فالمعركة باتت أكثر شمولية وعلى بقعة أوسع، وهذا ما أكدته كتائب عز الدين في بيانها بعد العملية حيث أكدت على أنها “تستطیع أن تضرب في الوقت والمکان والزمان الذي تختاره”.  

المعادلة الرابعة:

عملية رام الله هذه حطمت آمال العاملين على اضعف حركات المقاومة وكسر شوكتها، فالعملية نفت أي إدعاء بأن حركات المقاومة تتعرض للإنحسار، وقد أعلنت كتائب القسام في بیانها أن هذه العملیة توجه عدة رسائل: “الرسالة الأولى، أن المقاومة ورغم حرب الاستئصال التي تتعرض لها فهي باقیة وموجودة”. 

المعادلة الخامسة:

استمرارية المقاومة ضد الكيان الاسرائيلي في مختلف الأمكنة والأزمنة دلالة أخرى من دلالات عملية رام الله، فالمقاومة التي لم تنكسر رغم محاولات الاستئصال، مستمرة بالسير على خطها ونهجها، وكتائب القسام أشارت الى هذا في بيانها ضمن ما أسمته “بالرسالة الثانیة” والتي هي “التأکید على استمرار المقاومة والجهاد، وأن هذه العملیة تأتي في هذا السیاق، وأن هذه العملیة لن تکن الأولى ولا الأخیرة، فسبقها أکثر من ٢٠ عملیة مختلفة من إطلاق نار وتفجیر عبوات ناسفة في مختلف محافظات الضفة”، واستمرار المقاومة لا يختص بكتائب عز الدين القسام فالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أشادت بالعملية داعيةً الى تصعيد المقاومة في الضفة الغربية.

معادلاتٌ جديدة فرضتها كتائب عز الدين القسام في عمليتها التي نفذتها في رام الله، فالأمر قد تغير وملامحٌ جديدة بدأت تُضاف الى المعركة التي يخوضها الشعب الفلسطيني ضد الكيان الاسرائيلي، فلا مكان آمن لهذا الكيان، ولامنطقة تخلو من مقاومة، فالمقاومة مستمرة وهي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق