التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

الموصل في عهد داعش..نار وقودها الناس! 

تُجمع كافّة الأخبار والتقارير الإعلامية على إستياء ممزوج بمعاناةً غير مسبوقة يعيشها سكّان الموصل في ظل تنظيم داعش الإرهابي الذي يحكم المدينة. التنظيم الإرهابي الذي فتح أبواب جهنم على حوالي الـ١.٥ مليون مواطن، لم يتوانى عن أفعال إجرامية تبدأ بدعوة الموصليين لتحضير جميع فتيات المدينة لممارسة جهاد النكاح، ولا تنتهي بالتعزير والقتل في حال مخالفة أوامر التنظيم .

تعيش مدينة الموصل ظروفا حياتية قاسية جدا، ويعاني سكانها الامرّين في سبيل توفير ايسر مقومات الحياة بعد ان ركز داعش الإرهابي الذي احتل المدينة قبل سنة وأعلن نفسه الجهة الحاكمة لها، جهده على نشاطات بعيدة عن اهتمام وحاجة السكان بقدر ما يستمر الى تقوية التنظيم محولا المدينة الى سجن كبير لسكانها يمنعهم من مغادرتها الا بشروط قاسية .

فمنذ احتلال تنظيم داعش الإرهابي لهذه المحافظة تم قطع حركة التجار والسياحة والتوافد على هذه المحافظة كما تم قطع الطرق المؤدية الى الاراضي السورية وشل حركة التجارة والسفر عبر ذلك المنفذ الذي كان يسلك فقط لنقل مقاتلي داعش وتبادل المؤونة بينهم. جميع الطرق التي تربط الموصل بالمحافظات العراقية مقطوعة حتى مع اقرب المدن وهي كركوك، اما الذي يريد ان يغادر فعليه استحصال موافقة تحريرية من التنظيم الإرهابي تسمح له بمغادرة المدينة متعهدا بالعودة اليها والا يتم مصادرة المنزل والممتلكات، لكن حتى الحصول على هذه الموافقة مستحيل كما عرف عن العديد من عناصره باخذهم الرشوة من المواطنين مقابل التوسط لاطلاق سراح احد ذويهم المعتقل او تمشية اي معاملة لدى التنظيم الذي احكم قبضته على ادارة الحياة المدنية في الموصل عبر مؤسسات انشأها لهذا الغرض .

جهاد النكاح

لم تقف الممارسات الداعشية بحق سكان الموصل عند هذا الحد، حيث تفيد الأخبار الواردة من المدينة عن دعوة التنظيم جميع سكّان المدينة عبر مکبرات الصوت لتحضیر الفتیات غیر المُتزوجات لممارسة “جهاد النكاح” مع عناصر التنظيم في مهلة أقصاها عيد الفطر .

وقالت “لمى أسعد”(٣٠ عاما من سکان الموصل) لاذاعة”روسیا سیجودنیا“ ، “إن تنظیم داعش أمر السکان بتقدیم کل الفتیات بعد عید الفطر لتزویجهن لعناصر التنظیم “.

ونوهت لمى، إلى أن التنظیم شدد فی إعلانه عبر مکبرات الصوت أعلى المساجد التی یُسیطر علیها عناصره، بعقوبات صارمة بحق کل من یتخلف عن تقدیم ابنته لجهاد النکاح .

وأجبر تنظيم داعش الإرهابي أهالي محافظة نینوى (شمال العراق) في الأیام الأولى من سیطرته على ممارسة “جهاد النكاح” مع مقاتلي التنظيم .

 

أطفال الموصل

لأطفال الموصل قصّة مؤلمة مع التنظيم الإرهابي، فبدل أن يعيشوا طفولتهم كباقي الأطفال في العراق والعالم، يتعرضون  حالياً لاقسى انواع التعبئة والتحريض ضد القتل والعمليات الاجرامية التي يقودها التنظيم الإرهابي، عبر المراكز الاعلامية المنتشرة في الشوارع، وعبر تبادل مقاطع الفيديو التي تظهر مشاهد الذبح والصلب والقتل، وقد تأثرت اعداد كبيرة من المراهقين بهذه القدرة الاعلامية الهائلة لداعش الإرهابي وتطوع اعداد كبيرة من المراهقين في صفوفهم، آخر احصائية لاعداد الاطفال الذين لا تتجاوز اعمارهم ١٦ عاما بلغ ٣٧٠ طفل تطوعوا في صفوف داعش وتلقوا تدريبات دينية وعسكرية في معسكرات ومخيمات داعش، وقد شارك فعليا في المعارك والعمليات الانتحارية اكثر من ١٣٠ طفل ماتوا معظمهم في معارك بيجي والانبار وغرب نينوى .

 

حياة بنكهة الموت

للمعاناة نكهة خاصة مع أبناء الموصل، حيث يفرض تنظيم داعش الإرهابي كل يوم شروط وقرارات صارمة ومتشددة على المواطنين، وآخر ما فرضته هو منع حلق اللحى خاصةً للشباب، اما النساء فالشروط عليهنّ قاسية جدا، فرض النقاب، ومنع دخول الاسواق الا بوجود شخص مرافق من عائلة المرأة، ومنعت داعش خروج النساء بشكل مطلق من البيوت في شهررمضان .

التدخين ممنوع، كانت العقوبة في البداية لبائعي السجائر ٧٠ جلدة، وغرامة مالية كبيرة، واصبحت العقوبة الان “قطع الرأس” لكل من يبيع او يتاجر بالسجائر. كما فرضت داعش عقوبات شديدة على من لا يدخل الى المسجد اثناء الصلاة ولا يغلق دكانه، والعقوبة هي مصادرة الدكان و غرامة مالية كبيرة وسجن لمدة شهر كامل .

أغلقت العديد من المكتبات، ومنع منعا مطلقا تداول الكتب التي تسميها داعش “كتب الكفر والردة” من الروايات العالمية والعربية وكتب الفلسفة والتاريخ والأدب بانواعه .

بات الموصل في عهد داعش عبارة عن جحيم كبير سكانها هم المحترقون، اذ نفتقد الى ايسر مقومات الحياة، لا ماء لا كهرباء لا وقود لا اتصالات لا دواء، العمل شبه متوقف، السكان خائفون من كثرة الحركة خشية ارتكابهم مخالفة لتعليمات داعش ولم يعد أغلب سكان الموصل يخفون استياءهم من الطريقة التي يتعامل بها عناصر تنظيم داعش الإرهابي مع مفاصل الحياة كافة التي فرض نفسه عليها، إلا أنهم يواجهون الرصاص .

 

خلاصة

يبدو واضحاً غياب أي اشارة للحياة في الموصل، تلك الحياة التي يكون فيها الانسان حراً كريماً قادراً على التصرف بحريةٍ تنتهي عند حقوق الآخرين وليس أهوائهم. أضحت الحياة هناك حقّاً حصرياً يُؤخذ صكّه من تنظيم داعش الإرهابي، وبات الموصليون يعيشون حالياً في جهنّم وقودها الناس بلا حجارة ! .

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق