التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

ويكيليكس” يكشف هشاشة الاستخبارات السعودية 

وكالات – سياسة – الرأي –

أتى الكشف عن مئات الآلاف من الوثائق السرية التابعة للخارجية السعودية، ليؤكد المؤكد! عرّت هذه الوثائق واقع “الحرية والسيادة والاستقلال” الهشّ في لبنان.

زعماء أحزاب، ومؤسسات اعلامية، سياسيون وإعلاميون، كانت السفارة السعودية في لبنان محجتهم. فالمملكة التي تحكم بلاد نجد والحجاز بدون دستور عقدي، هي نفسها كانت مرجع “حماة السيادة والاستقلال”، وصاحبة الكلمة فيما يُنشر ويُذاع في إعلامنا، وفيما يقرر من سياسات في بلدنا.

المفاجئ لا يتعلق بما تكَشَّف عن شراء للذمم الاعلامية والسياسية… لا شيء يدعو للصدمة هنا. المفاجأة الحقيقة كانت في مكان آخر… حيث تقارير جهاز الاستخبارات السعودي التي تشوبها الكثير من المعلومات الخاطئة والقاتلة والتي على أساسها اتخذت القرارات المدمرة!.

•    في عددها يوم الاثنين 22/06/2015 تنقل جريدة الأخبار: “التقارير الاستخبارية عن لبنان وسوريا، تكاد لا تخلو من اسم أحمد جبريل، قائد «الجبهة الشعبية ــ القيادة العامة». فهو… الذي يساعد حزب الله والحرس الثوري الإيراني على «إنشاء قواعد عسكرية جديدة في لبنان، على امتداد 40 كلم من جبال رياق في البقاع على حدود عرسال الواقعة على الحدود السورية».

وتعلق الصحيفة: “لم يخبر أحد الاستخبارات السعودية بأن رياق تقع في سهل منبسط ولا جبال فيها.”

وفي مقال يستعرض الوثائق عن العلاقة بين النائب وليد جنبلاط والمملكة… تنقل جريدة الأخبار في عدد يوم الثلاثاء 23/06/2015  عن تقرير للجهاز الاستخباراتي: “هناك تنسيق بين جنبلاط والدروز في سوريا، مستفيداً من التواصل الجغرافي والبشري بين منطقة راشيا الدرزية في لبنان ومنطقة السويداء في سوريا”.

لا تمر المعلومة من دون تعليق… تكتب “الأخبار”: “كما في الكثير من تقارير الاستخبارات السعودية، ترد معلومات لا تمت إلى الواقع بصلة. وهنا، على سبيل المثال، لا وجود لأي تواصل جغرافي بين محافظة السويداء السورية ومنطقة راشيا اللبنانية، إذ تفصل بينهما أراضي محافظتي درعا وريف دمشق السوريتين”.

•    وفي عدد يوم أمس الاول، نقلت “الأخبار”: “معلومات «خطيرة»، حصّلتها الاستخبارات السعودية من مصادرها «السرية». إحدى أبرز البرقيات تقول فيها إن معاون نائب الرئيس السوري، اللواء محمد ناصيف، عقد اجتماعاً في دمشق، يوم 3/2/2012، مع مسؤولين لبنانيين… «أهمية» المعلومات ليست في أصل الاجتماع ولا في مضمونه، بقدر ما هي في أسماء «حاضريه» من الجانب اللبناني، وهم:

الوزير علي حسن خليل، النائب عاصم قانصوه، الوزير السابق عبدالرحيم مراد، رئيس حزب التيار العربي شاكر البرجاوي، القائد السابق للواء الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان، النائب السابق نجاح واكيم ونائبه في رئاسة حركة الشعب ابراهيم الحلبي، النائب السابق علي عيد، والوزير السابق وئام وهاب.”

يعلق العميد مصطفى حمدان، في حديث مع موقع قناة المنار، على ما نُشر منوهاً أنها أخبار المخبرين الكاذبين، التي تذكر بشهود الزور في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. “ما يتبين من الوثائق أن السعودية لا تعمل إلا على ضخ المال، لذلك فإن الكثير مستعدون للعمل كمخبرين ولو بأخبار كاذبة مقابل الحصول على المال”.

وبحسب العميد حمدان فإن حجاج السفارة لا يرون في المملكة “إلا دجاجة تبيض ذهباً.. ويريدون أن يحصلوا على هذا الذهب”.

ركاكة تقارير الاستخبارات السعودية يربطها العميد مصطفى حمدان بجهاز الحكم في السعودية … إلا أن خطورتها وفق ما يقول تكمن بأنها “معلومات مغلوطة وسيئة تقود لاتخاذ قرارات خاطئة ولا تقل سوءاً، وهو ما أوقع السعودية في مطبات عديدة بسبب سياساتها”.

تقارير الاستخبارات السعودية لا تنم عن”إبداع”( سرقة- نصب) بعض المخبرين اللبنانيين من خلال فبركة المعلومات، بل عن سذاجة أصحاب القرار في المملكة… التي ارتضاها كُثر. ربما هي سذاجة ساهمت في احراق سوريا، وأفرزت مجموعات التطرف في لبنان… وموّلت عمليات القتل في العراق، وشاركت في سفك دماء البحرينيين، واستفحلت إجراماً في اليمن.

 

الحديث عن “سذاجة” أهل القرار في السعودية يستوجب التوقف عند تحذيرات الخارجية السعودية من تناول وثائق ويكيليكس… وبأسلوب يعمد إلى استغباء المواطن السعودي بشكل مفضوح كما نقل حساب الوزارة على “تويتر”: “عزيزي المواطن الواعي… لا تنشر أي وثائق قد تكون مزورة تساعد أعداء الوطن في تحقيق غاياتهم”. انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق