التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

الدب الروسي لن يعير بن سلمان قيمة 

وكالات ـ سياسة ـ الرأي ـ

بريق أمل سرعان ما أنطفأ وغاب عن شاشات الفضائيات الكثيرة التي تدار بمال النفط السعودي العربية منها والأجنبية التي سلطت الأضواء وبشكل كبير على زيارة ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان الى روسيا..

ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إطار المنتدى الاقتصادي الدولي ببطرسبورغ لمناقشة القضايا في سوريا واليمن ومكافحة تنظيم “داعش”؛ لإذابة الجليد القائم في العلاقات بين البلدين بعد زيارة ابن عمه بندر بن سلطان رئيس المخابرات السعودية السابق والاخطاء الستراتيجية التي ارتكبها، ومازالت تلك الإهانة التي وجهها بندر للرئيس الروسي حاضرة في ذهن بوتين ولم ينساها، حيث لوح رئيس المخابرات السعودية آنذاك بدفتر الشيكات في قصر الكرملين وصفقات اسلحة بقيمة 15 مليار دولار لإغراء القيادة الروسية بالتخلي عن نظام بشار الاسد، ليرد عليه الرئيس الروسي بأن موسكو لاتساوم على مواقفها ولن تبيع أصدقاءها – حسبما نقل عنه مساعده يوري أوشاكوف لبعض إصدقائه المقربين ونقلت محطة روسيا اليوم بعضاً من ذلك الحوار.
صحيفة “كوميرسانت” الروسية وبحسب مراقبين بيّنت أن زيارة الوفد السعودي بقيادة محمد بن سلمان رغم انها إحدى المفاجآت الكبيرة في المنتدى بسبب العلاقات التي تجمع الرياض بواشنطن لكنها فشلت قبل أن تبدأ، خاصة وإن الولايات المتحدة الأميركية تفرض على حلفائها الرئيسيين الالتزام بسياسة العقوبات الموجهة ضد روسيا، ومن هذا المنطلق نرى أن الاعلان عن الاتفاقيات الست وبناء 16 مفاعلاً نووياً من قبل روسيا في العربية السعودية بقيمة 10 مليارات دولار هي حبر على ورق كسابقاتها التي تم التأكيد على تفعيلها مرة اخرى خلال هذه الزيارة وأدرجت ضمن صفقة الاتفاقيات السعودية – الروسية الجديدة .
البعض كتب “ان هناك التفسير الابرز لدوافع الزيارة التي قام بها الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الى موسكو، وتوقيعه جملة من الاتفاقيات هو قلق الجانبين، السعودي والروسي من التقارب الايراني الاميركي الذي قد يتوج بتوقيع اتفاق حول المنشآت النووية الايرانية في نهاية الشهر الحالي، وان السعودية تريد من خلال هذه الزيارة توجيه رسالة قوية الى واشنطن مضمونها انها وجدت “مبدأيا” البديل..”.
الحقيقة غير ذلك فليس للدب الروسي أي حليف ستراتيجي في المنطقة العربية حيث العرب يعرفون ذلك جيداً أكثر من غيرهم وهزائمهم في الحروب مع الأعداء شاهد قوي على ما نقول، وطهران طالما قالتها وبصوت مرتفع انها لن تعول على الروس؛ كما وان الكل يعلم ان السعودية ليس بمقدورها الخروج من الحظيرة وبيت الطاعة الأميركي مهما كان الهدف والسبب وليست هناك مصالح بين الرياض وموسكو لامن قريب ولامن بعيد فهي التي تسببت بخسائر كبيرة في الاقتصاد الروسي بخفضها اسعار النفط في السوق العالمية بزيادة الانتاج بهدف ثنيها وطهران من دعمهما للرئيس السوري بشار الأسد، فكيف يمكن للكرملين هذه المرة قبول اتفاقيات بـ(10) مليارات دولار لسد فراغ خسائر الاقتصاد الروسي التي تجاوزت المئة مليار دولار جراء سياسة الرياض في خفض اسعار النفط وإغراق السوق العالمية ؟
من هذا المنطلق نرى أن “الجزرة” السعودية لن تحرك ساكناً لدى الدب الروسي وإن الاتفاقيات غير المدروسة التي وقعها بن سلمان في موسكو لن تأخذها الأخيرة على محمل الجد ما دفع القيادة الروسية بعد التجاوب للطلب السعودي بانقاذها من ورطة وحل المستنقع اليمني الذي تورطت به حتى العنق وتخلى عنها كل حلفائها حتى الراعي الأمريكي ما دفعها بالتلويح لواشنطن بانها سترتمي في الحضن الروسي الذي لم ير صدىً لذلك ايضاً لدى الحليف الستراتيجي ومر من أمامها مرور الكرام دون أدنى تعليق ووسائل الاعلام الأميركية هي الاخرى جعلت الخبر مجهولاً دون تفسير .
الدب الروسي قرأ الرسالة السعودية جيداً قبل وصول محمد بن سلمان الى بطرسبورغ ولقاء بوتين و”توسله لاستخدام نفوذه في إقناع الإيرانيين وانصار الله بالموافقة على إيقاف الحرب في اليمن دون اعتذار سعودي”، وإن الاقتصاد السعودي آيل الى الانهيار ولم يعد يتحمل تخفيض الإنتاج بسبب ارتفاع نفقات الحرب على اليمن ناهيك عن نفقات دعم الرياض للمجموعات المسلحة في العراق وسوريا وليبيا ومصر، حيث تجاوز العجز خلال 4 أشهر الأولى هذا العام ربع تريليون ريال سعودي، وأن السوق العالمية تشبعت بالنفط بعد زيادة الانتاج السعودي ولا يمكن عودة الأسعار لما كانت عليه إلا بتخفيض سعودي هائل بمقدار 3 ملايين برميل يومياً عما عليه حالياً على أقل تقدير .انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق