أبرز مستجدات الوضع السوري ميدانيا
رغم حلول شهر رمضان وأشعة الشمس الحارقة لم تخف وتيرة العمليات العسكرية والأمنية بل بقيت على حالها بالنسبة لطرفي النزاع، الجيش العربي السوري من جهة والمجموعات الارهابية المختلفة من درعا الى حلب والرقة وجبال القلمون من جهة أخرى، ففي عملية نوعية نفذ سلاح الجو السوري عدة غارات جوية على تجمعات للارهابيين بين بلدتي صيدا والنعيمة وفي بلدة أبطع بريف درعا (حيث كان المسلحون يتجهزون لمعركة “عاصفة الجنوب” كما أسموها) ودمر آليات ومدافع لهم وأوقع العشرات بين قتيل وجريح، كما استقدم الجيش تعزيزات عسكرية لدعم محور درعا ومنع المسلحين من التقدم باتجاه المدينة.
وليل أمس أفاد شهود عيان عن انفجار سيارة مفخخة بالقرب من جامع بيدر السلطاني في مدينة التل شمال دمشق، تزامنت مع صلاة التراويح فيالمسجد ما ادى الى مقتل عدد من المصلين واصابة اخرين نقلوا الى مشفى الزهراء لتلقي العلاج ويرجح أن يكون سبب الانفجار تصفية حسابات بين المجموعات المسلحة في منطقة تسيطر عليها تلك المجموعات.
وفي محاولة لشد عصب مقاتليه دعا تنظيم داعش الارهابي أتباعه إلى تصعيد الهجمات خلال شهر رمضان مستهدفين المسيحيين والشيعة والسنة الذين يقاتلون ضمن التحالف الذي تقوده أمريکا ويسعى لهزيمة التنظيم، ودعا المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني إلى تحويل شهر الصيام إلى “شهر وبال على الكافرين” والشيعة “والمرتدين من المسلمين” حسب قوله.
وعلى خط الصراع بين تنظيمي النصرة وداعش الارهابيين أفادت مصادر ميدانية من شمال سوريا أن تنظيم داعش أعدم “ابو البر العراقي” المفتي الشرعي لجبهة النصرة في ريف حلب الشمالي بعد اعتقاله.
وفي محافظة الرقة أثار التقدم المستمر الذي تحققه “وحدات حماية الشعب الكردية” على إرهابيي تنظيم “داعش” في مدينة الرقة السورية، مخاوف مسلحي التنظيم من خسارة معقله الأخير، خصوصاً بعد استعادة “الوحدات” منطقة عين عيسى في المدينة ومقر اللواء 93 في الريف الشمالي، لذا بدأ التنظيم يعد العدة لمواجهة هجوم محتمل على المدينة، حسبما قالت مصادر محلية من الرقة. وقد أشارت المصادر إلى أن حركة نزوح محدودة شوهدت لبعض سكان المدينة، سمح بها التنظيم باتجاه الجهة الجنوبية للطبقة جنوب غرب المدينة التي احتلها التنظيم في شهر مارس/آذار من عام 2013.
كما أفادت المصادر أن “داعش” استقدم بعض التعزيزات من المقاتلين الموجودين في الطريق الواصل بين الرقة ودير الزور والميادين لسد الفراغ الذي نشأ بعد مغادرة المقاتلين من داخل المدينة باتجاه الشمال والشمال الغربي، مضيفة ان مسلحي التنظيم بنوا سواتر جديدة ودشماً في مواقع حيوية متقدمة في الشمال حول فندق الفروسية ومحطة الرشيد للمحروقات ومدرسة المعري وصولاً إلى مزرعة “حطين” التي تقع خارج المدينة.
في المقابل، أكدت مصادر إعلامية ان المقاتلين الأكراد بمساندة من طيران “التحالف” استعادوا من التنظيم آخر معقل له في ريف الرقة الشمالي، وتقدّمت “الوحدات الكردية” أكثر في عمق المحافظة باتجاه مدينة الرقة جنوباً بعد سيطرتها على مدينة كردي سبي وبلدة سولوك وعشرات القرى المجاورة، وهذا ما يتيح لها إحكام الحصار على تنظيم “داعش” في الرقة والطبقة ومحيطهما.
ووفقاً لناشطين إعلاميين فإن التطورات الميدانية دفعت التنظيم الإرهابي إلى نقل أسر عناصره من الغرباء اي المهاجرين من مدينة الرقة إلى ريف حلب الشمالي الشرقي.
وفي خطوة لافتة تؤكد تمسك الموحدين الدروز بخيار الدولة ومؤسساتها، أكدت مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين في سوريا أن الثوابت الوطنية غير مسموح المساس بها أو التعرض لها بسوء وهي الوطن وقائده ووحدته والدولة ومؤسساتها والجيش العربي السوري والعيش المشترك والسلم الأهلي.
ودعت مشيخة العقل في بيان لها أبناء الوطن الى توحيد الكلمة والموقف وليكونوا يداً واحدة في مواجهة الظلم والظلاميين والحفاظ على وحدة الوطن وسلامة ابنائه من الخطر التكفيري ومنع الأعمال التي تخالف الدين والعرف والأخلاق والقيم، ولفت البيان إلى أن العشائر بمواقفهم الوطنية هم جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي وأمنهم من أمن أبناء المحافظة، داعياً الجميع إلى التشبث بالأرض وعدم الانجرار نحو الهجرة والتهجير كونه مخالفاً للقيم الوطنية وخاصة أن المصير واحد والهدف مشترك في الدفاع عن الأرض والعرض.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق