الاتحاد الاوروبي وتحديات نزع السلاح النووي
في وقت تحاول فيه جهات اوروبية إظهار الاتحاد الاوروبي كمجموعة موحدة يبدو ان هذا الاتحاد ليس هكذا ففي اوروبا هناك بريطانيا وفرنسا اللتين تمتلكان السلاح النووي وهما موقعتان على معاهدة حظر الانتشار النووي لكنه بسبب سياسة التمييز الموجودة تعتبر لندن وباريس نفسيهما ملتزمتين فقط بالبندين الخامس والسادس من هذه المعاهدة وهذا الامر قد تحول الى مشكلة في داخل الاتحاد الاوروبي فبعض الدول الاوروبية تعارض الاستفادة من الطاقة النووية اما بسبب خلافات سياسية واما لأسباب غير علمية.
ومن التحديات التي تواجه الاتحاد الاوروبي وجود بعض القواعد النووية في بعض دول الاتحاد والتي تتسبب بخلق مشاكل فيها وتعارض سياسة نزع السلاح في الاتحاد الاوروبي، وتعتبر ايطاليا والمانيا وهولندا وبلجيكا من هذه الدول التي تستضيف قواعد نووية لدول اخرى على اراضيها ويمكن القول ان هذه الدول قد فقدت قسما من سيادتها.
وهناك تحد آخر يواجه الاتحاد الاوروبي وهو ان نظام “يورو اتم” الذي يعتبر مماثلا للوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي يراقب الدول الاوروبية لايستطيع مراقبة فرنسا وبريطانيا لأن هاتين الدولتين تعتبران منشآتهما ونشاطاتهما سريتين ولاتسمحان بعمليات مراقبة ما يثير حفيظة الدول الاخرى مثل المانيا الصناعية التي تخضع للمراقبة والتفتيش.
وفي حين يعلم الجميع أن هناك علاقات ودية بين امريكا واوروبا لكن ثمة خلافات ايضا فعندما يتم طرح قضايا مثل موضوع حلف الناتو وسياساته يظهر على السطح خلافات بين الطرفين كما ان هناك خلافات تحدث ايضا عندما يتعلق الامر بموضوع السلام فالدول الاوروبية لاتسعى وراء الصدام العسكري.
وهناك خلافات اخرى ايضا تتعلق بموضوع نزع السلاح النووي فبعض الدول اوروبية تسعى وراء نزع السلاح النووي وتختلف مع أمريکا في حين ان هناك دولاً اوروبية اخرى لاتريد هذا الشيء وتعتبر سياساتها في هذا المجال متطرفة حتى اكثر من امريكا نفسها على غرار فرنسا التي اعلنت في عام ٢٠١٠ عندما تم طرح موضوع التزامات وتعهدات الدول النووية بأنها لن تتعهد ابدا بنزع السلاح النووي.
اما في مجال الاسلحة الكيميائية والبيولوجية فهناك ايضا خلافات بين الدول الاوروبية وامريكا وان دولا اوروبية تنتقد السياسات الامريكية في هذا المجال حيث تعتبر امريكا من الدول التي تمتلك السلاح الكيميائي وانها بالاضافة الى روسيا وكوريا الجنوبية والهند كانت امامها ١٠ سنوات فقط للتخلص من ترسانتها وقد مضى من هذه المهلة ٥ سنوات لكن الدول الاوروبية تعتقد ان امريكا والدول الاخرى التي تمتلك الاسلحة الكيميائية لم تقم بما هو واجب في هذا المجال.
ويتكرر هذا الخلاف ايضا فيما يتعلق بالاسلحة البيولوجية فقد مضى ١٠ سنوات على بدء المباحثات في هذا المجال وكان من المقرر صياغة بروتوكول فيما يخص هذا الامر وتأسيس منظمة مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية مهمتها التفتيش البيولوجي والبيوتكنولوجي وقد تم تدوين ٣٠٠ صفحة من المفاوضات لكن بعد مجيء جورج بوش الى الرئاسة الامريكية اعلنت واشنطن رفضها لتأسيس مثل هذه المنظمة ما شكل صدمة للجميع.
وهناك موضوع آخر هو جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من السلاح النووي وكذلك موضوع الكيان الاسرائيلي، وقد كانت ايران اول دولة طرحت موضوع جعل الشرق الاوسط خالية من السلاح النووي في عام ١٩٧٤ وقد انضمت مصر الى هذه الدعوة ايضا، وعملت ايران بنشاط في هذا الجمال خلال الـ ٣٠ سنة الماضية وفي عام ١٩٩٥ طالبت ايران ومصر بأن يتم التداول بجدية في موضوع جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من السلاح النووي وكانت اوروبا تدعم ذلك وفي عام ٢٠١٠ تقرر ان تعقد كل من بريطانيا وامريكا وروسيا اجتماعا مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لنزع السلاح النووي في الشرق الاوسط لكن امريكا قامت بالغاء هذا الاجتماع من جانب واحد.
وتتواجد في اوروبا ايضا منظمات غيرحكومية ناشطة في مجال نزع السلاح النووي وليس من المهم من يدير هذه المنظمات لكن المهم هو ان هذه المنظمات تتخذ مواقف متشددة تجاه الدول التي تحتفظ بالسلاح النووي مثل اوروبا وفرنسا وامريكا.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق