ما هو تأثير الانتصارات الأخيرة للأكراد على داعش في سوريا؟
بعد مضي ايام على قيام الوحدات الكردية في سوريا بتحرير مدينة تل ابيض الحدودية مع تركيا من يد تنظيم داعش الارهابي استطاعت القوات الكردية دحر عناصر داعش من قاعدة عسكرية في محافظة الرقة وهي قاعدة اللواء 93 شمال مدينة الرقة الواقعة شمالي سوريا، وتقع القاعدة على بعد 56 كليومتراً شمال المدينة وقد أفادت مصادر المسلحين أن خطوط الدفاع الأولى لداعش باتت على مشارف مدينة الرقة معتبرة أن هذه القاعدة كانت بالغة الأهمية للجماعة لإشرافها على الطرق التي تربط الرقة بأماكن تواجدها في محافظتي حلب والحسكة، فما هو تأثير هذه الانتصارات الاخيرة والى ماذا سيؤدي ازدياد قوة الوحدات الكردية؟
ازدياد قوة حزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي
ان الانتصارات الاخيرة ستزيد من قوة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي على الصعيد الداخلي وستزيد من شرعية هيمنة هذا الحزب على الوسط الكردي في سوريا ففي الوقت الذي لم تحصل التيارات المتحفظة على القتال على شعبية كبيرة داخل اكراد سوريا فإن حزب صالح مسلم قد استطاع فرض نفسه كتيار مهيمن على الكردستان السوري ولذلك يمكن ان يحصل هذا الحزب على دعم بشري كبير من قبل اكراد العراق وتركيا وسوريا .
ازدياد رقعة انتشار الاكراد والضغط على داعش
ان وصول الوحدات الكردية الى منطقة قريبة من الرقة دفع عناصر داعش الى حفر الخنادق على مشارف الرقة للدفاع عن انفسهم وهكذا يمكن القول بأن داعش يستعد لمواجهة الاكراد بالقرب من الرقة وان هذه المواجهة ستؤدي الى اضعاف قوة تنظيم داعش الارهابي في باقي مناطق سوريا وهذا ما سيعود بالنفع على الحكومتين السورية والعراقية، وبغض النظر عن هذا فإن اهمية الانتصارات التي حققتها الوحدات الكردية تكمن في قطع الاتصال بين الرقة التي كانت مركزا هاما لنشاط داعش وطريقا يربط بين المناطق التي يسيطر عليها داعش وبين تركيا التي هي المصدر الاساس والاول لدعم داعش وهذا ما سيعود بالنفع ايضا على كل الجماعات والدول التي تحارب داعش.
وهنا يجب القول ايضا ان مدينة تل ابيض ايضا تحظى بأهمية استراتيجية وان تحريرها ادى الى الوصل بين منطقتين كرديتين في شمالي سوريا كانتا مفصولتين عن بعضهما البعض وهذا ما سيؤدي الى تماسك المقاومين الاكراد بشكل اكبر واذا تم تحرير الرقة فإن هذا الانتصار يمكن اعتباره انتصارا هاما لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وسيساهم في زيادة اماكن انتشار الاكراد المنضوين تحت الحكم الذاتي.
تشكيل الحكم الذاتي في كردستان سوريا
رغم اعلان قيام الحكم الذاتي لاكراد شمال سوريا في شهر ديسمبر 2013 لكن النجاح العسكري الاخير للوحدات الكردية قد تسبب باتصال منطقتين كرديتين منفصلتين في شمال سوريا ببعضهما البعض وهما الحسكة وكوباني وهذا ما زاد من مساحة منطقة الحكم الذاتي وفي الوقت الحالی یستعد الاكراد للانطلاق ايضا نحو منطقة عفرين في اقصى شمال غربي سوريا، وفي الحقيقة ان الاوضاع الميدانية والسياسية اصبحت مؤاتية بالنسبة للاكراد الذين لديهم عناصر مدربة وقادة وقوات متمرسة على القتال في جبال قنديل كما انهم يسيطرون عن بعض آبار النفط في الرميلان ومعامل الغاز في السويدية ويتعاون معهم التحالف الدولي المتشكل ضد داعش وان علاقاتهم مع الامريكيين والدول الغربية تشهد تطورا ما يفتح الباب امام قيام حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي باعلان حكومة كردية في منطقة شمال سوريا.
الفرص والتهديدات الجديدة
ان ازدياد قوة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي تربطه علاقات جيدة مع الحكومة السورية يشكل فرصة مؤاتية للحكومة السورية وجماعات المقاومة لكي تركز بشكل اكبر على القتال ضد تنظيمي داعش والنصرة الارهابيين، ان انتصار الاكراد يوفر فرصة للحكومة السورية ومن يدعمها ان يعملوا على اضعاف الارهاب، وفي المقابل لايعتبر هذا الانتصار خبرا سارا للمهزومين وحماة داعش الاقليميين وتركيا بل يعتبر تهديدا ايضا بالنسبة لتركيا التي تفضل داعش على الاكراد وتحبذ قيام ما يسمى بخلافة داعش على قيام حكومة كردية بمحاذاة حدودها.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق