التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

أسباب مشارکة الجمعیات المسیحية الانجيلية في بناء المستوطنات في فلسطين المحتلة.. 

أشار تقرير بثته القناة الثانية في تلفزيون الكيان الاسرائيلي إلى قيام جمعيات مسيحية متطرفة في امريكا بالمساهمة في بناء مستوطنات لإسكان اليهود في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وذكر التقرير ان هذه الجمعيات ترصد عشرات الملايين من الدولارات سنوياً لمساعدة اليهود في بناء الهيكل المزعوم على انقاض المسجد الاقصى المبارك إلى جانب بناء المستوطنات في القدس والضفة الغربية، ودعم الجناح اليميني المتطرف لخوض الانتخابات في الكيان الاسرائيلي.

وذكر التقرير أيضاً ان الجمعيات الانجيلية المسيحية تنظم عدة مؤتمرات سنوياً في مختلف المدن الامريكية بهدف دعم مشاريع بناء المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة. كما تقوم بتأمين تكاليف سفر وإقامة الاعضاء اليهود في الكنيست والشخصيات اليمنية المتطرفة في الكيان الاسرائيلي للمشاركة في هذه المؤتمرات، مشيراً إلى ان اغلب المسيحيين الانجيليين المشاركين في هذه الجمعيات هم من الموالين للحزب الجمهوري الذي يشكل الاغلبية في الكونغرس الامريكي.

واضاف التقرير ان الجمعيات المذكورة قامت بفتح مكاتب لها في مختلف المدن الامريكية بينها العاصمة واشنطن. مشيراً إلى ان الحاخام “بني أیالون” الوزير السابق في الكيان الاسرائيلي والذي يعد من أشد المطالبين بطرد الفلسطينيين من أرضهم وانشاء الهيكل المزعوم هو الذي يقوم بالتنسيق بين هذه المكاتب.

ووفقاً للتقرير يسعى أیالون للاستفادة من المسيحيين الانجيليين لترويج أفكاره في صفوف المجتمع الامريكي ودفعه نحو معارضة ما يطرح بشأن تسوية الازمة الفلسطينية مقابل اخلاء المستوطنات الاسرائيلية من ساكنيها في الضفة الغربية.

وتجدر الاشارة إلى ان المساعي الرامية إلى تقوية العلاقات بين المسيحيين الانجيليين واليهود لاتقتصر على الموالين لليمين المتطرف في الكيان الاسرائيلي، بل تشمل جميع الاحزاب اليمينية واليسارية في هذا الكيان.

واستناداً لتقرير القناة الثانية في تلفزيزن الكيان الاسرائيلي هناك لوبي خاص في الكنيست يقوم أيضاً بتقوية العلاقات مع المسيحيين الانجيليين في مختلف انحاء العالم. ومن بين اعضاء هذا اللوبي يمكن الاشارة إلى اسحق هرتسوغ رئيس حزب العمل، وياريو ليوين زعيم تكتل الليكود في الكنيست وحمد عمّار عضو حزب ما يسمى “اسرائيل بيتنا” الذي يقوده وزير الخارجية السابق افيغدور ليبرمان.  

واكد التقرير ان اعضاء حزب ليبرمان وممثليه في الحكومة والكنيست وفي مقدمتهم “دیفید روتم” زعيم تكتل الحزب في الكنيست هم من أشد المتحمسين للمشاركة في مؤتمرات الجمعيات المسيحية الانجيلية في امريكا التي تسعى في المقابل إلى كسب ود اليمينيين المتطرفين في الكيان الاسرائيلي لدعمها في تنفيذ مشاريعها ومن بينها ما يعرف بمشروع “الإجهاض”. ويشير تقرير القناة الثانية في الكيان الاسرائيلي إلى ان الجمعيات المذكورة تدفع أموالاً طائلة للجمعيات اليهودية من أجل إقناعها بدعم هذا المشروع.

وتجدر الاشارة إلى ان الشخص الأول الذي دعا إلى تقوية العلاقات بين الجمعيات المسيحية الانجيلية واليهود هو مناحيم بيغن رئيس الوزراء الاسبق للكيان الاسرائيلي وأحد زعماء الليكود، فهو الذي شجع هذه الجمعيات على تقديم الدعم المادي واللوجستي والطبي لجيش الكيان الاسرائيلي أبان عدوانه على لبنان عام ١٩٨٢.

وحالياً يسير رئيس الوزراء الحالي في الكيان الاسرائيلي بنیامین نتانیاهو على نفس النهج، بل ذهب إلى اكثر من ذلك عندما وصف الجمعيات المسيحية الانجيلية بأنها أقرب الأصدقاء لهذا الكيان.

ولعبت الجمعيات المذكورة دوراً كبيراً في دعم زعيم الجمهوريين في الكونغرس الامريكي “جون بوینر” الذي دعا نتنياهو في وقت سابق إلى إلقاء خطاب امام الكونغرس بشأن ما اسماه مخاطر إبرام اتفاق بين طهران والسداسية الدولية “مجوعة ٥+١” بشأن برنامج ايران النووي.

من جانبه قال “تامر فرسکو” استاذ الاديان في جامعة تل أبيب ان اليهود لعبوا دوراً اساسياً في صياغة العقائد المسيحية الانجيلية إلى درجة انهم اشاعوا في أوساطهم بأن عودة السيد المسيح (ع) تستتبع عودة اليهود إلى فلسطين بإعتبارها “أرض الميعاد” حسب زعمهم.

وخلال مقابلة مع الموقع الإلكتروني للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي زعم فرسكو ان المسيحيين الانجيليين يعتقدون بأن حرب “يأجوج ومأجوج” أو ما يسمونه “حرب آخر الزمان” وعودة المسيح (ع) ستحدث بعد أن يحكم اليهود سيطرتهم على فلسطين ويتمكنوا من بناء الهيكل المزعوم، ولهذا يبذلون كل ما بوسعهم لتوفير الظروف الملائمة لتحقيق هذا الهدف!

وقال فرسكو في هذه المقابلة ان المسيحيين الانجيليين يعتقدون أيضاً بأن الفلسطينيين العرب يشكلون العقبة الرئيسية أمام بناء الهيكل المزعوم، ولهذا السبب يعادونهم ويتحالفون مع اليهود.

واشار فرسكو إلى ان المسيحيين الانجيليين يعتقدون كذلك بأن بناء المستوطنات في فلسطين المحتلة يمثل “معجزة” لأن اليهود قد سكنوها بعد مجيئهم إلى هذه الارض التي يقولون عنها إنها أرض “يهودا والسامرة” أو ما يعرف اليوم بالضفة الغربية ويعتبرونها أرض “التوراة”.

والحقيقة يمكن القول ان المسيحيين الانجيليين هم أشد تحمساً لليهودية من نفس الموالين لليمين اليهودي المتطرف لأنهم يعتبرون “ارض الميعاد” ليس فلسطين وحدها بل انها تضم الاردن أيضاً.

في موازاة ذلك يعتقد البروفسور “أمنون کفیري” الخبير بشؤون العلاقات الامريكية – الاسرائيلية بأن تعزيز العلاقات بين اليهود والمسيحيين الانجيليين سيلحق الضرر بمصالح يهود الكيان الاسرائيلي على المدى البعيد لأنه يمثل خطأً استراتيجياً كونه يبعدهم عن عامة المجتمع الامريكي ويحصر علاقاتهم بفئة خاصة من هذا المجتمع حسب اعتقاده.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق