التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

الأسلحة الصامتة للحرب الهادئة “سري للغاية”.. (الجزء الثالث) 

 النخب الفكرية، الشريحة البشرية التي تعتبر مفتاحا للعمل المميز وبالتالي فإن اي عمل مختلف القيمة الفعلية وأي فعل مقاوم واع لمشروع الوثيقة السرية المنشورة ومثيلاتها ويشكل سدا منيعا يحول دون تمكنها داخل المجتمع والعقل البشري، سينطلق من هذه النخب التي تعي هذا الواقع الاصطناعي الذي يؤسس له ويخطط له من قبل المنظرين ولهذا فإن اصابة هذه النخب الفكرية والاجتماعية بالاحباط واليأس والاحساس الداخلي بالهوة والفارق الشاسع في التفكير وبضخامة المشروع المقابل وتمكنه ومستوى التنظير المقابل والتطور الهائل هو نفسه الهدف من نشر هذه الوثائق والتي يضاف اليها القصص البوليسية والسرية للاستقطاب لإشعار القارئ باسلوب استخباراتي بأنه يقرأ شيئا موثوقا ومختلفا وبهذا يتأمن عنصر التشويق والجذب !!!

 

وبالتالي يتحول القارئ النخبوي من مطلع الى هدف !! فإما ان يقع ضحية اليأس والاحباط لهول ما قرأ وعندما يقارب الواقع يصل الى مستوى الاقتناع بأن ما بيده حيلة وان امتنا في منحى مشتت والامور والاستهداف المخطط في منحى اخر مدروس ومنظم، واننا عاجزون عن المقاومة والوقوف امام هذا النوع من الصراع الكبير والضخم وسط فارق الامكانات وبهذا يتحقق الهدف الاول من المقصد.

 

وفي مراحل متتالية ينتقل النخبوي المطلع الى الحديث عن فحوى ومضامين ومفردات هذه الخطط والوثائق ويشرحها باطلاع ودقة وابداع وينقلها للطبقة الشعبية والعامة التي تتلقاها من النخبوي بقداسة وقبول وبالتالي ينتقل اليأس والاحباط والاحساس بضخامة المشروع المقابل الى نفوس العامة ومنهم كل شرائح المجتمع البشري وسط احساس بعدم القدرة الفردية على فعل اي شيء مضاد وتغيب تام للعمل الجماعي والتوعية والتثقيف الذي يحتاج الى امكانات تضاهي هذا الزخم المقابل المسلح بالقدرة والامكانات والفارق الزمني الاهم بين النشر ووضع النظرية، حيث تعد النظرية سابقة لزمن النشر بسنين وبالتالي يكون مستوى التطوير والاستثمار لهذه النظريات قد سمح نقلات اخرى لصالحهم على حساب المتلقي من الجمهور الهدف الذي مهما بلغ من مستوى التعرف على هذا النمط من التفكير والتخطيط فإنه سيبقى تحت سقف المنظر الذي سبقه باشواط زمنية وعملية.

وبهذا تصبح عائدات النشر اكبر وحتى اخطر من البقاء ضمن السرية مع حفظ الفارق الزمني بين النشر والتطوير لصالح الاستخبارات العاملة وهذا يشبه اسلوب تضخيم مشاريع التسليح والقدرات العسكرية للمنتجات الحربية اعلاميا والتهويل بما يفوق القدرة لصناعة هيبة عسكرية تسبق وتفوق الواقع وبالتالي تهيئة جو من الاحباط والرعب المسبق في داخل العدو قبل المعركة وزراعة جو من عدم توازن القوة في نفوس القوات المواجهة لتثبيط عزيمتها وتخويفها وبالتالي قتل عامل الشجاعة والثقة المهمين جدا في صنع النصر.  

 

وسط هذا الواقع، يبقى القول الواجب ان التعاطي مع هذا المستوى من الفكر يجب ان يكون من باب المعرفة فقط لتوسيع الافق الذهني والعقلي للشخص وليس من باب المقاربة المحبطة مع الواقع، فتدارك الأثر النفسي للقياس يعد من اولى الوسائل لمواجهة الهدف الاساسي الذي تقف وراءه الاستخبارات الامريكية والغربية عموما، والاستفادة من هذا النوع من الفكر هو لتطوير المؤسسات الفكرية والاعلامية والسياسية والاقتصادية للتسلح بالمعرفة الكافية حول اسس العمل في الحروب الناعمة والثقة دائما بالقدرة على المواجهة والتطوير ايضا الذي نمتلكه ويمكننا تحقيقه في جبهة الممانعة على امتداد المجتمع البشري وليس فقط المجتمع المقاوم.

 

وما المحاولات المتعددة لخفت صوت العديد من الاذاعات الاعلامية التي تنتمي الى جبهة الحق الا اعتراف واضح من قوى الظلام والجشع والتآمر بأنها تغطي مساحة مهمة جدا من الدفاع عن الحقيقة وكبح جماح التوجيه المشوه والسيطرة على العقول وصناعة الثقافات وليست الاصوات المرتفعة من العلماء والمفكرين السنة والشيعة والمسيحيين على مستوى مذاهبهم واليهودية التي تناقض الصهيونية الا اصواتا فاعلة ووازنة ومهمة جدا ودلالة على عدم تمكن مشروع تملك العقول، وليست التظاهرات الغربية المنددة بالارهاب لا بالاسلام والمدافعة عن القضية الفلسطينية الا دلائل على فشل وعدم تمكن هذا المشروع سواء بالسيطرة الفكرية او بالاحباط واليأس وكبرى الدلالات على تهاوي هذا المشروع هو وعي الأغلب من الشعب السوري الذي مازال يشكل الداعم الاساسي للحفاظ على تماسك النظام والبلاد والالتفاف الحقيقي من الشعب الايراني حول الحقوق المشروعة وهيكل الدولة والولاية التي تشكل احد اعمدة الاستمرارية للنظام الاسلامي المنتخب في الجمهورية وسط عواصف عالمية من الضغوط على كافة المستويات الحياتية والسياسية والاجتماعية والامنية وليس القتال الباسل للشعب العراقي والالتفاف حول المرجعية المتنورة والقتال المشرف لحزب الله اللبناني والالتفاف الشعبي حول المقاومة الا مصاديق حاسمة عديدة يجب العمل على مواكبتها وتدعيمها قدر الامكان لتأمين عنصر الدعم والاستمرارية في المواجهة، وكل هذا ليس الا بعضا من مئات الأدلة والمصاديق على عدم تمكن هذا النوع من الحرب الناعمة الذي يتخذ اليوم من داعش ساترا حقيقيا له ضمن مخطط خطير يصب في نفس اطار هذه الاستراتيجية مع مزج بين الحرب الناعمة والصاخبة له كلام آخر في مقالات لاحقة.

الوثيقة السرية التي تحمل هذا العنوان والتي يفيد الاطلاع عليها كثيرا مع دراسة ضمن المجال نفسه لنعوم تشومسكي، ضمن المنهج المعرفي الذي تسلحنا به: 

نص الوثيقة “سري للغاية” “الأسلحة الصامتة للحرب الهادئة” دليل بحوث العمليات التقني، تجدوه على الرابط:

http://www.alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd= ١١٨٩٦

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق