التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

العوامل الأهم لفقدان الأمن في الدول الإسلامية 

سورية، العراق،أفغانستان، الصومال، السودان،باكستان ونيجيريا جميعها دولٌ إسلامية کتب عليها القدر أن تتذيل قائمة الدول الأكثر أماناً في العالم، هذه الحقيقة جاءت في تقرير صدر عن معهد الاقتصاد والسلام في أستراليا يُعرف عالمياً باسم المؤشر العالمي للسلام أو “Global Peace Index “، يرتب هذا التقرير دول العالم وفقاً لمستواها الأمني وما تتمتع به من هدوء، ويغطي ما مجموعه ١٦٢ دولة مستقلة أي ما نسبته ٩٩.٦ % من سكان العالم. يعتمد هذا التقرير في تصنيفه لدول العالم على عدة عوامل منها مستوى السلامة والأمن في المجتمع ومعدلات القتل والانتحار وانتشار الإرهاب والحروب  ودرجة عسکرة النزاعات. وجاءت سورية في المرتبة الأخيرة ذات الرقم ١٦٢ لتكون الدولة الأقل أمناً في العالم، فيما تلتها العراق في المرتبة ١٦١ وأفغانستان في المرتبة ١٦٠. [١] فما الذي أودى بهذه الدول لتصير على ما هي عليه الآن؟

أهم العوامل التي سببت فقدان الأمن في الدول الإسلامية:

أولاً: الكيان الإسرائيلي تهديدٌ كبيرٌ لأمن دول المنطقة:

منذ أن قامت بريطانيا بإنشاء الكيان الإسرائيلي وزرعه في جسد الأمة العربية والإسلامية، بات هذا الكيان يمثل الهاجس الأكبر بالنسبة لجميع الدول العربية والإسلامية خصوصاً الدول المجاورة لفلسطين المحتلة. عمل هذا الكيان عبر سياساته التوسعية والاستيطانية وعبر شعاره المعروف “حدود إسرائيل من الفرات إلى النيل” ومن خلال ما شنه من اعتداءات متكررة وحروب متتالية على الدول العربية سواء فلسطين نفسها أم مصر والأردن وسورية ولبنان والعراق والسودان وتونس وغيرها، عمل على جعل الدول العربية تعيش حالة اللااستقرار والقلق الدائم، الأمر الذي دفع بها إلى تخصيص جزء كبير من ميزانياتها لتطوير جيوشها ومدها بالسلاح، انعكس هذا الأمر على الواقع الداخلي وعلى البنية الاقتصادية للدول المجاورة لفلسطين، جعل شعوبها تعيش الفقر والحرمان وزاد من مشاعر البغض للأنظمة الحاكمة في هذه الدول.

 

ثانياً: الوهابية ودورها في عدم استقرار المنطقة:

لطالما شكل الفكر الإسلامي الأصيل تهديداً حقيقياً لمصالح الدول الغربية ومانعاً يحول بينها وبين تحقيق أهدافها التوسعية والاستعمارية، خصوصاً بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام ١٩٩١م، حيث خلت الساحة الدولية بانهيار الاتحاد السوفيتي من القطب الشرقي وأصبح العالم أجمع رهينة مشاريع ومخططات القطب الغربي. لم يبق للدول الليبرالية والرأسمالية بعد انهيار عدوها السوفيتي عدواً سوى الفكر الإسلامي الأصيل؛ هذا الفكر الذي يدعو بطبيعته إلى العدالة والمساواة ويرفض الظلم والظالمين، في هذه الظروف لم يكن أمام دول الغرب إلا العمل على ضرب الإسلام من الداخل عبر نشر القلاقل والفتن داخل جسد الأمة الإسلامية، ولأجل تحقيق هذا الهدف عملت هذه الدول على نشر الفكر الوهابي التكفيري وما يسمى “السلفية الجهادية” بين أبناء المجتمعات الإسلامية.

عمل التيار الوهابي على تنفيذ المخططات الغربية بدقة كبيرة، فلم يترك هذا التيار التكفيري فرقة إسلامية أو ديناً سماوياً إلا وكفره وأباح دماء أتباعه، تمكن الفكر الوهابي بما يحمله من حقد ووحشية وتطرف لا نظير له، تمكن من تفريق صفوف المسلمين وتحويلهم إلى فرقٍ متناحرة يقتل بعضهم بعضاً، الأمر الذي ضمن للدول الرأسمالية أن لا تقوم للمسلمين قائمة، وفتح المجال أمامها لتمارس سياساتها ومخططاتها في المنطقة والعالم بكل حرية وطمأنينة.

 

ثالثاً: رغبةٌ غربيةٌ في إزالة حركات المقاومة:

 بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وتشكيل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بدأت حركات المقاومة في المنطقة العربية بالظهور، ورويداً رويداً قوي عضد هذه الحركات فتمكنت من تحقيق انتصارات كبيرة سجلها التاريخ بحروف من ذهب كتحرير جنوب لبنان وحرب تموز عام ٢٠٠٦ وحروب غزة أعوام ٢٠٠٨ و٢٠١٢ و٢٠١٤ حيث مُني الكيان الإسرائيل في جميع هذه الحروب بهزائم مؤلمة غيرت وجه التاريخ وأعادت البوصلة إلى الأمة العربية والإسلامية باعتبارها أمة حية قادرة على انجاب الأبطال الذين يقفون في وجه المؤامرات العالمية التي تستهدف وجود الأمة الإسلامية وتسعى لقصم ظهرها. شكلت حركات المقاومة تهديداً كبيراً لمصالح الغرب في المنطقة والمتمثلة في الحفاظ على أمن الكيان الإسرائيلي وأعادت الأمل إلى قلوب أبناء الأمة الإسلامية بإمكانية هزيمة هذا الكيان وتطهير فلسطين من رجس المحتل. ومن هذا الإطار يعمل الغرب بشكل متواصل على تدمير حركات المقاومة وإزالتها من الوجود. هذا الأمر انعكس على الأرض من خلال سلسلة لا تنتهي من المؤامرات والمخططات الخبيثة تستهدف حركات المقاومة وجمهورها والدول الداعمة لها وعلى رأسها إيران وسورية.

 

رابعاً: سعي الغرب لحرف حركات الصحوة الإسلامية عن مسارها:

في نهاية العام ٢٠١٠م بدأ الشعب التونسي حراكه الشعبي تبعه في ذلك الشعب المصري والليبي والبحريني واليمني، هدفت حركات الشعوب العربية تلك إلى إسقاط الأنظمة العميلة الموالية للغرب، وإيجاد أنظمة إسلامية تحررية تعيد للإنسان كرامته وعزته. شكلت حركات الصحوة الإسلامية في مختلف الدول العربية خطراً وتهديداً كبيراً لمصالح الدول الغربية في المنطقة، هذا الأمر دفع بهذه الدول إلى العمل على حرف مسار هذه الحركات وتشتيت أهدافها، فدخلت التيارات الوهابية والسلفية على الخط وبثت سمومها الطائفية، كما كان للمخابرات الغربية والإعلام الغربي الدور الأكبر في تغيير مفاهيم وأهداف هذه الحركات، كما سبب فقدان معظم هذه الحركات لوجود قائد يتمتع بشخصية قوية وقبول شعبي كبير إلى انهيار حركات الصحوة الإسلامية الشعبية فحل محلها الحركات التكفيرية “الجهادية” والتي تسببت بانهيار هذه الدول وانتشار الإرهاب بمختلف أشكاله من قتل وخطف وتدمير في هذه البلدان.

 

سورية والعراق الدولتان الأسوء أمنياً في العالم:

أدى انتشار الإرهاب والعمليات الانتحارية والخطف والسيارات المفخخة في كل من سورية والعراق إلى جعل هذين البلدين الأقل أماناً على مستوى العالم، فبعد أن كانت سورية عام  ٢٠٠٨ تحتل المرتبة الـ ٨٨ على مستوى العالم من حيث الأمان [١]، تراجعت اليوم بفعل ما تمارسه تنظيمات داعش والنصرة و”جيش الإسلام” الإرهابية إلى المرتبة الأخيرة على مستوى العالم. بينما يشهد العراق منذ عام ٢٠٠٣ تفجيرات إرهابية وعدم استقرار سياسي وأمني أدى به إلى فقدان الأمان وتحويله إلى ثاني أكثر البلدان خطورة في العالم.

 المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق