التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

بعيدا عن السياسة للذين يشكون من الارق لاتقلق انك تعاني من الافراط في الصحو 

ليست الطبيعة بعناصرها وبأنظمتها وحدها صاغت عددا لايحصى من الثوابت بل هي ذاتها تمتلك كل ما سيشكل استحداثا واضافات، فأذا كان من المستحيل قلب العدم الى وجود والوجود الى عدم فأن الحفر في قوانين التحولات وضبطها لن يتجاوز موقع (الوعي) في علاقته بالوجود والموجودات .
انها ليست افكار فلسفية حول سؤال كم ساعة من النوم تكفي الفرد لكنها عملية تتصل بالبيئة التي تكون فيها الانسان الى جانب آليات اللاواعي في حماية الكائنات .
والقلق ليس وليد عصرنا الصاخب وتصادماته فقد سبقه (الخوف) وسبقته الانذارات المبكرة التي تمتع بها الكائن الحي بأزمنة طويلة فأذا كان الخوف سببا من اسباب اليقظة ، وعدم الغفلة وعدم النوم في الاخير فأن القلق سيختلف نوعا عن الخوف، فالاول يتصل بأسباب محددة ويمكن تشخيصها، فيما الاخر شبيه بالفوبيا لان القلق ان تجاوز حدوده فأنه سيتحول الى مرض والى مرض يصعب تشخيص اسبابه.
مع ذلك لايمكن عزل القلق عن العوامل المسببة له بيولوجيا /جسديا بما يخص الذهن العقل في الحرمان من النوم فهي العوامل المشتركة بين الاسباب الخارجية واجهزة الجسد ذات الحساسية العالية فعل اللاواعي بأختلافه عن اللاشعور يخص الكيان برمته ومع ان نسبة كبيرة من البشر دأبت على تلبية حاجات الجسد بيسر او بمساعدة بعض العقارات الطبية الا ان الانشغالات الذهنية المنبهة بما لم يحدث بعد وبما هو قيد الحدوث تمنع الكائن من السبات وقد لاتنفع العقارات الطبية بالحد من الظاهرة او قلق الصحو .
لكن الوعي هذا لدى عدد من المشتغلين بقضايا لاشخصية فلسفية او كونية كألاسئلة الخاصة بالمصائر والماهيات والازمنة اي الاسئلة التي لاتمتلك اجابات كما في حالة الخوف لن يتحول الى مرض مادام الوعي يمتلك قدرة تحديد انه منشغل بقضايا تستحق المعالجة لان ساعات النوم ستتحول الى هدر من الزمن والفرص والتقدم في الغالب الامر الذي يسمح لليقضة ان تدوم .
لكن حالة المرض ليست مستحيلة عندما يكف القلق ان يكون مثمرا او ابداعيا او ايجابيا فيما تأتي الخبرة لتؤدي دورها بمساعدات ليست زائدة كمحاولة الحفر في الاسباب الداعية للحرمان من النوم كالزمن او كعمل المشفرات لدى المصاب في حالة المرض لتتبع مساراتها والعثور على حلول توقف تحول القلق الى حالات مزمنة وتضرب في عمق الجسد الدماغ احيانا على ان اللاواعي لن يعمل ضد سلامة العقل بحسب نظام الطبيعة الامر الذي يسمح للمستيقظ ان يمسك بأحد اكثر المفاتيح سرية في دخول المكان عديم الحافات وهو ان الوعي يستطيع ان يلامس حدود عمله لمعرفة ان العالم ليس اكثر من دورة خاتمتها متصلة بمقدمتها انما للانسان ذاته دورته ازاء اللامحدود انذاك تكون لحظات من الاستراحة او النوم الشفاف تؤدي الدور ذاته لدى هؤلاء الذين يمضون حياتهم في سبات عميق .

د. ماجد اسد

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق