التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, نوفمبر 13, 2024

التلاعب السعودي بإخوان اليمن 

 ليست عجيبة سياسات السعودية تجاه جماعة الاخوان المسلمين وتعاملها مع هذه الجماعة منذ القرن الماضي حتی يومنا هذا، حيث أنها تبحث عن مصالحها من وراء هذه السياسات، لكن الأمر الغريب والعجيب هو إنطلاق مؤامراة هذه الدولة مرارا وتكرارا علی الاخوان وعدم اتعاظهم بما تسببته لهم السعودية من سجن و قتل ودمار ليس فقط خلال العقود الماضية بل خلال الفترة التي نعيشها.

من المفترض أن الاخوان المسلمين لم ينسوا كيف وقفت السعودية بكل ثقلها الاقتصادي والاعلامي والسياسي لمساندة عبدالفتاح السيسي ضد جماعة الإخوان المسلمين في ماتسميه هذه الجماعة بعملیة «الانقلاب العسكري علی الشرعية»، ناهيك عن تصريحات الأمير «نايف بن عبدالعزيز» عندما كان وزيرا للداخلية السعودية ألتي قال «إن الاخوان هم أصل البلاء ومصدر كل المشكلات». لكن علی مايبدو بالرغم من جميع هذا العداء الواضح والجلي من قبل النظام السعودي تجاه جماعة الاخوان، فإن الاخوان أصبحوا يهرولون للاقتراب من السعودية مرة أخری، متناسين جميع معاملاتها السيئة معهم البعيدة والقريبة.

حيث تسعی السعودية الیوم بعد المشاركة في الاطاحة بحكومة جماعة الاخوان في مصر، الاستفادة من هذه الجماعة لانقاذ «منصور هادي» في الیمن وحكومته التي لا أثر لها علی أرض الواقع. وبدءت الرياض تقترب من حزب الاصلاح الیمني الذي ينتمي الی جماعة الاخوان المسلمين، لغرض مواجهة حركة أنصار الله الیمنية عبر تقريب مواقفه من تنظيم القاعدة، دون أن يدرك الاخوان خطر هذه المؤامرة الجدیدة التي تريد من خلالها السعودية تصنيف الاخوان والقاعدة في خانة واحدة ليحكم العالم علی الاخوان في الیمن بالإرهاب.

ويمكن القول أن السعودية تحاول من خلالها الاقتراب مع الاخوان المسلمين في الیمن ضرب عصفورين بحجر واحد. حيث ستتمكن السعودية من خلال اقترابها مع الاخوان وتنسيق عملياتهم مع القاعده، الإستفادة منهم في مواجهة أنصار الله وكذلك تخريب سمعتهم في العالم بانهم ارهابييون بسبب تعاملهم مع تنظيم القاعدة الارهابي، ومن ثم رميهم في سلة المهملات كما فعلت ذلك الرياض مع جماعة الاخوان الأم في مصر. لكن علی مايبدو فإن الاخوان مازالوا في غفلة عن أمرهم.

ولذلك علی الاخوان في الیمن عدم تكرار أخطاء جماعة الاخوان في مصر عندما اعتبرت السعودية صديقا وإيران عدوا لها او في أحسن الحالات بددت جميع المساعي الإيرانية التي سعت من خلالها للاقتراب من مصر. الیوم الشعب الیمني اكتوا بنار الحرب السعودية علی بلده ولايمكن تحت أي ظروف يوافق أن يحكمه من تتماشی سياساته مع السعودية سواء كان حزب الإصلاح او غيره من الاحزاب الاخری.

 وفي النهاية نقول أن السعودية لايمكن أن تغير سياساتها تجاه الاخوان وان مغازلتها لهم حالیا في الیمن، ما هي إلاّ لعبة جديدة ستكون نهايتها خطيرة العواقب كما نتج عنها من كوارث للاخوان في مصر، وإن كان حقا الاخوان في الیمن يريدون انقاذ هذا البلد فعلیهم الاصطفاف مع الشعب الیمني الذي يقاتل المعتدين لا أن يتعاونوا معهم، والسعودية الیوم ملطخة أيديها بدماء الآلاف من الاطفال والنساء في الیمن، وطائراتها تقصف ليل نهار الاحياء السكنية في هذا البلد، فليس فقط الشعب الیمني لا يعتبر التعاون الاخواني في بلاده مع السعوديين عملا غير وطني، بل إنه في ظل الجرائم التي ترتكبها السعودية يعتبر هذا التقارب عملا غير اخلاقيا ايضا.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق