التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, سبتمبر 19, 2024

عندما یفشل الإئتلاف السعودي.. فما هي إنجازات أنصارالله ؟ 

 لم تكن السعودية تظن يوما أن حركة أنصارالله الیمنية ستستطيع المقاومة أمام ترسانتها العسكریة باعتبارها إحدى اكبر الترسانات العسكریة في العالم، لأكثر من عدة أيام بفضل ضرباتها الجوية ومعها حلفائها الذين وصل عددهم الی عشرة دول. حيث كانت القيادة السعودية تراهن علی أنها ستكسب المعركة ضد أنصار الله خلال فترة وجیزة وستنهار حركة أنصارالله نهائيا أو أنها ستستسلم أمام المطالب السعودية. لكن ما حصل فهو مغاير لجميع التصورات السعودية، ما جعلت السعودية في ظروف لاتحسد علیها علی الاطلاق.

 

حيث أن الرياض وقعت الیوم في مستنقع الیمن وهي غير قادرة علی الخروح أو حتی الانسحاب منه بشكل يحفظ لها ماء الوجه. وفي هذه الأثناء وصل عدد القتلی من الاطفال والنساء الی عدة آلاف إثر الغارات السعودية المتواصلة علی الأماكن السكنية وغير العسكرية، دون أن تتمكن هذه الغارات من الحد من قدرات أنصارالله. يضاف الی هذا الفشل الذريع الذي واجهته السعودية، تحرك الرأي العام الدولي والإسلامي ضد ملوك آل سعود بسبب إصرارهم علی تبديل الیمن الی تل من الركام وقتل شعبه البريء.

لكن في مقابل هذا التخبط السعودي تعتبر حركة أنصارالله من خلال الالتفاف الشعبي حولها، أكبر المنتصرين في ساحة الحرب عسكريا وسياسيا. حيث أنه بالرغم من مراهنة السعودية علی إنهيار المؤسسات العامة في البلاد بعد فرار «منصور هادي» واعضاء حكومته من صنعاء، تمكنت حركة أنصارالله من حفظ النشاط الإداري والإقتصادي في البلاد ساريا دون توقف عبر تعاون من تهمّهم مصلحة الوطن وشعبه.  

كما استطاع أنصارالله إثبات قدراتهم في إدارة الحرب العسكرية ليس تجاه العناصر العميلة المنتمية الی حكومة منصور هادي فحسب، بل إن الآلة العسكرية السعودية المتطورة وقيادتها الميدانية أيضا بقيت عاجزة أمام الخطط العسكرية التي اتخذتها أنصارالله في ساحة الحرب، مما أدت هذه الخطط الی فشل السعودية في تدمير سلاح أنصارالله.

وهنا نشير بشكل موجز الی أهم الانتصارات التي حققتها حركة أنصارالله في ساحة الحرب في ظل إستمرار القصف من قبل السعودیة وحلفائها:

اولا: تطهير العديد من مناطق الیمن من عناصر القاعدة.

ثانيا: منعت حركة أنصارالله حدوث أي أزمة أمنية في البلاد بالرغم من تواصل العدوان السعودي علی الیمن.

ثالثا: أفشلت حركة أنصارالله أي اختراق أمني من الممكن أن يهدد الساحل الیمني وباب المندب باعتباره أحد الممرات المائية الدولية المهمة لمرور السفن التجارية.

رابعا: استطاعت حركة أنصارالله توحيد جميع التيارات الیمنية التي شارکت في إجتماع جنيف ضد الطرف المؤيد للعدوان السعودي.

خامسا: إستطاعت حركة أنصارالله إرباك النظام السعودي وإرغام الرياض علی الموافقة بعقد الاجتماع التشاوري بين التيارات الیمنية خارج اراضي دول التحالف السعودي.

هذه السياسة الناجحة والناضجة من قبل أنصارالله قبل وبعد العدوان السعودي أدت الی أن تتجاوز انصارالله الاطار الحزبي وتصبح حركة وطنية شاملة تعمل بتنسيق عالٍ داخلیا وخارجيا. وإذاما كانت السعودية وحلفائها بالأمس يظنون أن بإستطاعتهم شطب حركة أنصارالله من الخارطة السياسية الیمنية فإن هذه الحركة أصبحت الیوم هي اللاعب الرئيسي في شتی أنحاء البلاد.

كما أن المستقبل لايضمن للسعودية أي انتصار واضح او أي تقدم في الساحة الیمنية، بل كلما استمر العدوان السعودي، زادت الخسائر السعودية في المجال العسكري وقوات الجيش، الذي قتل من أفراده عدد لا بأس به حتی هذه الساعة من المعرکة غیر المتکافئة. وفي سياق متصل واجهت السعودية حقيقة مريرة للغاية بعد دخولها الحرب ضد الیمن وهي أن أياً من حلفائها الاقليميين والدوليين لم يوافقوا علی دعمها بريا لدخول الاراضي الیمنية وذلك لسبب معرفتهم بالخسائر الفادحة التي سوف تحلّ بهم في حال المشاركة بأي حرب برية ضد الشعب الیمني.

ومن خلال ما أشرنا الیه نؤکد أن السعودية دخلت حربا إستنزافية، بدأت في إشعال فتيلها لكن علی ما يبدو فإن الخروج منها ليس بيد السعودية لوحدها، ولا معالم واضحة أمام الرياض فيما يخص المستقبل سوی الاستمرار في قتل الاطفال والنساء أو الخروج من هذه الحرب دون تحقيق حتی إنجاز واحد يمكن اعتباره عنصرا من عناصر الإنتصار المعروفة دوليا مثل إرغام العدو علی الاستسلام أو جعله يرضخ لإملاءات خاصة.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق