التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 29, 2024

العدوان السعودي وحرمة شهر رمضان المبارك 

منذ مدة والعنوان الابرز على الساحة الاقليمية والدولية هو العدوان على اليمن، عدوان جارة السوء التي لم تترك مجزرة الا وارتكبتها بحق شعب مسلم عربي عريق، الدولة الظالمة التي تباهت باسلامها ودينها وحضارتها المزيفة تلك هي السعودية. منذ ٩٦ يوماً اندلع العدوان السعودي بمساعدة بعض الدول العربية والمسلمة مترافقاً مع دعم أمريكي حيث بدأ بقصف المواقع الحيوية والأثرية في اليمن بالاضافة الى المدنيين الذين اعتبرتهم الطائرات السعودية هدفها الاول وباتت تطاردهم وترتكب أبشع وأعنف المجازر بحقهم ومع مرور الاشهر الحرام وصولا الى شهر رمضان المبارك والعدوان يستمر والسعودية التي يروج أنها تولي اهتماما بالشهر الفضيل وأحكامه لم توقف العدوان حتى الساعة.

 

استمرار العدوان وتنافيه مع أحكام شهر رمضان:

في البداية لابد من التطرق الى موضوع الاحكام الشرعية في شهر رمضان في السعودية، فهذه الدولة معروفة بأحكامها الدينية المتشددة بشكل عام وفيما يخص شهر رمضان المبارك بشكل خاص، كما تقوم بفرض عقوبات تتراوح بين السجن والجلد من جهة، او حتى الإقصاء من السعودية من جهة أخرى على من ترصده الشرطة أو هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مفطرا في هذا الشهر الكريم. وقد أوكلت الدولة هذه الجهات مهمة مراقبة الناس مسلمين كانوا او غير مسلمين، سعوديين أو حتى أجانب وكل من يكشف بأنه غير صائم تفرض عليه العقوبات. هذا جزء من القوانين التي تتقيد بها السعودية غير أنها لم تراع حرمة لهذا الشهر أبدا وهم الذين يعبرون عن قدسيته والالتزام بأحكامه فبالرغم من أنها قامت بعدوان آثم وظالم على اليمن وقتلت أبناء هذا الشعب البريء الا أنها لم توقف حربها مراعاة للأشهر الحرم حيث استمر في شهر رجب وها نحن في شهر رمضان المبارك وجرائمها البشعة لا زالت تحدث وهذا مناف للتعاليم الدينية والأحاديث الشريفة التي حرمت القتال في الأشهر الحرم، وكما أكد عليه القرآن الكريم الذي جاء فيه ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ﴾(المائدة:٢) وكذلك ﴿يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير﴾.( البقرة:٢١٧)

الابعاد الاجتماعية والثقافية للحرب وكسر حرمة شهر رمضان:

ثانيا، علينا الحديث عن الأبعاد الثقافية والإجتماعية لحرب السعودية على شعب جارتها اليمن ولبأس الجار الذي دمر كيان دولة شعبها يشهد له التاريخ بأصوليته ومسالمته ونصرته للاسلام. فبالرغم من فقر هذا الشعب الا أن الحرب زادت من معاناته، فترى الآن الآلاف من العائلات المشردة والمشتتة فضلا عن مفقودين وعائلات قد مسحت من السجلات المدنية ودفنت بأكملها بسبب الغارات السعودية التي لم ترحم صغيرا او كبيرا مدنيا أو عسكريا، وكذلك هجّرت العائلات من منازلها وحدث نقص كبير في المواد الغذائية والطبية وضروريات الحياة. وكذلك أثرت هذه الحرب على حياتهم اليومية التي يجب أن تكون مغايرة للواقع بسبب قدوم شهر رمضان المبارك الا أن السعودية لم توقف عدوانها احتراما لهذا الشهر أو تقيدا بأحكامه مما جعل الوضع المعيشي للسكان والصيام أصعب في هذه الظروف، و مع ذلك كانت ارادة اليمنيين أقوى من ظالمهم الجائر فها هم يصومون ويقومون بواجباتهم الدينية في الليالي المباركة بالشكل المستطاع.     

من ناحية أخرى, لم تسلم الحضارة الثقافية والتاريخية في اليمن من العدوان فعمدت السعودية الى محاولة نسفها، وباتت العديد من المناطق لا علم فيها بعد هدم مدارسها بل سيطرت ثقافة العنف والهمجية الوهابية المتمثلة بآل سعود فيها والتي خرجت عن مبادئ القيم والأخلاق. كما باتت تعلم أجيالها ثقافة القتل وان في الاشهر الحرم من أجل مصالحها حتى لو كان هذا الشعب المستهدف مسلما وجارا وعروبيا ومظلوما.

موقف العالم الاسلامي:

أخيرا لابد من الحديث عن رأي العالم الاسلامي تجاه ما يحدث من عدوان غاشم على شعب اليمن والذي لم يحترم حرمة الأشهر الحرم. فبعد اندلاع العداون انقسم العالم العربي والاسلامي بين مؤيد للحرب من جهة( ومنهم من شارك في الحرب)، ورافضٍ ومستنكرٍ للعدوان غير المبرر. ولعل من أبرز المواقف التي تعالت أصواتها منذ بدء العدوان ما جاء على لسان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي استحضر تاريخ اليمن في الدفاع عن الاسلام ومقدساته رافضا الحرب وأكّد خلال مهرجان التضامن مع شعب اليمن المظلوم وقوفه الى جانبهم، قائلا: “لن يمنعنا شيء، لا التهويل ولا التهديد، من أن نواصل إعلاننا لموقف التنديد بالعدوان السعودي ـ الأمريكي على اليمن، واليمنيون لا يحتاجون إلى شهادة على عروبتهم وإسلامهم، ومن يعتدِ على الشعب اليمني يجب أن يبحث عن شهادة لإسلامه وعروبته”، كما قال متسائلا: “هل فوضت الشعوب العربية النظام السعودي بالحرب على اليمن؟” ومن الأصوات التي تعالت مستنكرة العدوان في اليمن أمين المجلس الاعلی للامن القومي الايراني علي شمخاني الذي أكد ان العدوان السعودي علی اليمن بعيد کل البعد عن ميثاق الامم المتحدة ومبادئ التعايش السلمي و يفضي الی انحراف العالم الاسلامي واستنفاذ قدراته الداخلية. أما مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي فقد قال إن “الممارسات السعودية في اليمن تتنافى مع الرأي العام الاسلامي والعربي، وإنه ما من قوانين ومعايير دولية وإسلامية وإنسانية تجيز العدوان على اليمن”، من جهته أدان رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني “العدوان العسكري” معتبرا أنه مؤامرة كبيرة ضد شعوب المنطقة وخطأ كبير يضر بكل الشعوب المسلمة. كما رفض ناشطون كثر من مختلف البلدان العربية والإسلامية ما يحدث معتبرين أن من واجب المسلمين جميعا الوقوف ضد غطرسة السعودية وعدم السكوت عما يحدث مطالبين بنصرة الشعب اليمني المظلوم للحد من سفك دماء هذا الشعب الأعزل.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق