التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, سبتمبر 19, 2024

حقوق الإنسان الأمريكية..إيران نموذجاً 

أصدرت الخارجية الأمريكية الأسبوع المنصرم تقريرها السنوي التاسع والثلاثين لحقوق الإنسان بتكليف من الكونغرس الأمريكي. لم يختلف التقرير هذه المرّة عن سابق عهده من ناحيتي الشكل والمضمون حيث وجّهت واشنطن تهماً للعديد من المنظمات الإرهابية، في حين لم يخل التقرير المؤلف من ٦٣ صفحة من إنتقاد أوضاع حقوق الإنسان في بعض دول العالم، وعلى رأسها روسيا وكوبا وتركيا وكوريا الشمالية وسوريا وإيران.

 

الإنتقاد الأمريكي “السياسي” في بعضه، ترافق مع إعتراف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن أمريكا لديها مشكلاتها الخاصة فيما يخص ملف حقوق الإنسان، مؤكداً شعوره بـ”الخزي” لما شهدته بلاده من “حوادث عرقية مؤسفة” خلال العام الماضي.

قد لا تستطيع واشنطن أن تمرّ مرور الكرام على سنة كاملة من الاضطرابات العرقية في الداخل، ولكن ولادة هذا التقرير تطرح أسئلة تجاهلتها الخارجية الأمريكية خارجياً، أسئلة تبدأ بالأدلة والبراهين على تهمها المفترضة، ولا تنتهي بسياسة واشنطن تجاه الدول المذكورة أعلاه.

قد لا نستطيع في هذا المقال التعرّض لكافّة الدول التي نالها نصيب من “الإتهام السياسي”، لذلك سنكتفي بذكر أبرزها، الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

التجربة الإيرانية

تكاد لا تختفي إيران منذ إنتصار ثورتها الإسلامية عام ١٩٧٩ من صفحات تقارير حقوق الإنسان الأمريكية، وقد نجحت واشنطن من خلال هذه التقارير بفرض عقوبات عديدة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ولكن هذه التقارير التي حملت في طياتها سيلاً من “الإتهامات السياسية”، لم يرد في داخلها حتى إشارة واحدة حول تهديد إيران للشعب الأمريكي أو للأمن القومي هناك، ولكن ماذا لو عكسنا المشهد، هل سينقلب إلينا البصر خاسئاً وهو حسير؟ إليكم التالي:

في ٢٧ تموز ١٩٨١، وأثناء إلقاء آية الله بهشتي رئيس القوة القضائية آنذاك، كلمة له في مقر حزب “الجمهورية الإسلامية الإيرانية” الواقع في منطقة “سرچشمه” فی العاصمة طهران، هز إنفجار عنيف ناتج عن عبوة ناسفة وضعها أحد أعضاء منظمة خلق الإرهابية المدعو “محمد رضا كلاهي” في قاعة الإجتماع مودياً بحياة ٧٢ شخص من ضمنهم آية الله بهشتي والعديد ومن الوزراء والنواب الإيرانيين. كلاهي نجح في الفرار إلى خارج البلاد، وتحظى منظمته الإرهابية منذ تأسيسها بدعم أوروبي وأمريكي مقطوع النظير، كما أنها شطبت عن لوائح الإرهاب الأمريكية والأوروبية.

وفي اليوم نفسه من العام ١٩٨٧، قصف صدام حسين منطقة سردشت الحدودية التابعة لمحافظة “أذربيجان الغربية” الإيرانية بالأسلحة الكيميائية مخلفاً عشرات الآلاف من الضحايا الذين يعاني بعضهم من إصابات جسدية ونفسية حتى يومنا هذا. ايران أعلنت حينها أن  “مدينة سردشت أولى ضحايا الأسلحة الكيميائية في العالم بعد هيروشيما النووية”، كما أن أعضاء مجلس الأمن إتهموا صدام حسين بإرتكاب جرائم حرب بسبب إستخدامه للأسلحة الكيميائية، إلا أن الفيتو الأمريكي وقف سدّاً منيعاً أمام نيل طهران لأبسط حقوقها “الإنسانية”.

كذلك في ٢ تموز من العام نفسه، وبعد أن أنهى آية الله محمد صدوقي صلاة الجمعة، قام أحد أعضاء منظمة خلق الإرهابية المدعومة أمريكياً وأوروبياً –رضا ابراهيم زاده- بمهاجمة الشيخ صدوقي بقنبلتين يدويتين أودت بحياة “شهيد المحراب الرابع” وثلاثة من المصلين. 

أما في ٣ تموز من العام ١٩٨٨، إختلف الإرهاب الأمريكي في التعاطي مع ايران الإسلامية، حيث قامت البحرية الأمريكية بإطلاق صاروخ موجّه نحو طائرة “Iran air” المدنية والمتوجه من مطار بندر عباس الدولي إلى مطار دبي الدولي في الرحلة رقم ٦٥٥. الصاروخ الأمريكي أودى بحياة ٢٩٠ راكباً من المضيفين والمدنيين بعد أن غرقت الطائرة في منطقة الخليج الفارسي.

جميع الإعتداءات الأمريكية آنفة الذكر، تتزامن ذكرياتها السنوية الأليمة مع صدور تقرير واشنطن الحالي، في ظل تجاهل أمريكي شبه تام لكافّة الإجراءات العدوانية الخارجية تجاه دول العالم(إيران نموذجاً فقط)، وهو ما دفع بالعديد من الإيرانيين لإطلاق تسمية الأسبوع الحالي (بدءاً من ٢٧ حزيران حتى ٣تموز) بـ “أسبوع حقوق الإنسان الأمريكية”.

المصدر : الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق