التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

إلغاء العقوبات .. مطلب ايران الرئيسي في المفاوضات النووية 

 أظهر استطلاع للرأي جرى مؤخرا بالتعاون بين جامعة ميريلاند الامريكية وجامعة طهران ان غالبية الشعب الايراني تعتقد ان الالغاء الفوري للعقوبات المفروضة على ايران يجب ان يكون الشرط الاساسي لأي اتفاق نووي يتم التوصل اليه بين ايران والدول الست وان المفاوضين الايرانيين يجب ان لايقبلوا بأي اتفاق لايتضمن الالغاء الكامل للعقوبات ومنها العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي ومعظم العقوبات الامريكية.

 

وهكذا يمكن القول ان المطلب الرئيسي للجانب الايراني هو الغاء العقوبات ولذلك يجب على الطرف المقابل ان يقوم باتخاذ قرار سياسي في هذا الصدد وان فشل المفاوضات او نجاحها يتوقف عليه. 

وكان قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي قد اكد قبل اسبوع من الآن في خطاب هام تناول القضية النووية ان الامريكيين يريدون تدمير القطاع النووي الايراني لكن المسؤولين الايرانيين يريدون التوصل الى اتفاق جيد ومنصف وعادل يحفظ عزة البلاد ومصالحها عبر التمسك بالخطوط الحمراء مضيفا ان مراجعة سير المفاوضات النووية والتدقيق في المطالب الامريكية يظهر ان هدف هؤلاء هو اجتثاث القطاع النووي الايراني وازالة البرنامج النووي الايراني وتحويله الى كاريكاتير ولوحة من دون معنى.

واشار قائد الثورة الاسلامية إلى ان هؤلاء يسعون الى تدمير القطاع النووي الايراني وحرمان الايرانيين من الفوائد الكثيرة لهذا القطاع وينوون الاحتفاظ بالعقوبات مع استمرار الضغوط.

وأكد سماحته على مطالبات ايران المنطقية منذ اليوم الاول من المفاوضات النووية حتى الآن وقال “نحن قد اعلنا منذ البداية بأننا نريد الغاء العقوبات الظالمة وفي مقابل ذلك نحن مستعدون لتقديم اشياء شريطة عدم وقف البرنامج النووي او الاضرار به”، واعتبر سماحته ان العقوبات تعتبر من الخطوط الحمراء الايرانية مؤكدا ضرورة الغاء العقوبات الاقتصادية والمالية والمصرفية المفروضة سواء من قبل مجلس الامن الدولي او من قبل الكونغرس الامريكي او الحكومة الامريكية بشكل فوري وحين التوقيع على الاتفاق بالاضافة الى الغاء باقي العقوبات في فترات زمنية معقولة.

كما اعلن قائد الثورة الاسلامية الرفض القاطع لعمليات التفتيش غير الاعتيادية والتحقيق مع المسؤولين الايرانيين وتفتيش المراكز العسكرية الايرانية.

وأوضح سماحته أن موضوع المفاوضات مع الأمريكيين يعود إلى الحكومة السابقة وأنه يرتبط بقيام واشنطن بإيفاد وسيط إلى طهران لطلب إجراء مفاوضات مع إيران، مضيفا “في تلك الفترة جاءت شخصية محترمة في المنطقة كوسيط لعقد لقاء معنا، وقال بصراحة إن الرئيس الأمريكي طلب منه أن يذهب إلى طهران، وأن يثير طلب الأمريكيين لإجراء مفاوضات، وقال الأمريكيون للوسيط إنهم يريدون أن يعترفوا بإيران كقوة نووية ويتم حل القضية النووية ورفع الحظر خلال ستة أشهر ونحن قلنا لهذا الوسيط إننا لا نثق بالأمريكيين وتصريحاتهم، الا أنه من خلال إصرار الوسيط قبلنا أن نختبر هذه القضية مرة ثانية وبدأت المفاوضات”.

وفي السياق نفسه قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تصريحات اليوم الثلاثاء إن الطرف المقابل يعلم بأنه لن يكون هناك اتفاق جيد دون الإذعان بحقوق ايران النووية، واضاف ظريف لدى وصوله الى مطار فيينا حيث تجري المفاوضات النووية “ان الإتفاق الوحيد الذي سيبقى قائماً والذي سيعترف به الإيرانيون هو الإتفاق العادل والمتوازن ووفقاً للكرامة الوطنية وحقوق الشعب الإيراني” قائلاً “اعتقد بأن الطرف المقابل أدرك هذه الحقيقة أنه لن يكون هناك اتفاق طويل الأمد دون اتفاق جيد والإذعان بحقوق الشعب الإيراني”.

وتابع ظريف “أعلنا مراراً مهما كانت المواقف التفاوضية فإن نتيجتها يجب أن تكون متناغما ومنطقيا” وقال “ان جميع المسؤولين الإيرانيين مستعدون للمفاوضات والمباحثات المعقولة والمنطقية”.

وكان وزير الخارجية الفرنسي الذي سافر من فيينا الى نيويورك قد قال “ان الايرانيين لديهم اسئلة حول تفاصيل الغاء العقوبات وكيف يتم ذلك”، كما ان التقارير التي اوردتها المصادر الاعلامية المقربة من الغربيين قد اكدت بأن موضوع الغاء العقوبات هو محور المفاوضات التي جرت خلال الايام الماضية في فيينا. 

وتذعن وسائل الاعلام الغربية وكذلك بعض الشخصيات الغربية بأن سياسة العقوبات ضد ايران قد فقدت جدواها، وقد اوردت وكالة “اسوشيتدبرس” ان خيار الحرب الذي تحتفظ بها امريكا على الطاولة ليس لها مناصرون وان المجتمع الدولي ايضا لايرغب في استمرار فرض العقوبات على ايران، كما قالت بعض المصادر لوكالة “رويترز” ان فرنسا قد طلبت من شركاتها الاستعداد للعودة الى السوق الايرانية وهذا يدل على ان العقوبات قد أثرت على واضعيها اكثر من تأثيرها على ايران التي اثبتت أنها ستستمر في تطوير برنامجها النووي ولن ترضخ للمطالب الامريكية المبالغ فيها تحت اي ظرف من الظروف.

المصدر الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق