التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

آفات ثلاث تهدد اليمن..السعودية والتكفيريون وحمى الضنك 

يمر اليمن في ظروف في غاية الصعوبة ، لا يمكن مقارنتها مع اي بلد آخر في المنطقة ، فهو يتعرض لعدوان ظالم لا مبرر له الا الحقد الاعمى والغرور والعنجهية ومحاولة فرض الارادة بالقوة ، بالاضافة الى انه منكوب بالتكفيريين من القاعدة و “داعش” ، وثالثة الاثافي مرض حمى الضنك الذي يفتك باليمنيين ، كما تفتك السعودية و “داعش”.

وجد تحالف السعودية والتكفيريين وحمى الضنك ، في اليمن ساحة مفتوحة يمكن اختراقها وبكل سهولة ، بعد ان مهدت لذلك حكومات يمنية عميلة ينخرها الفساد ، وآخرها كانت بقيادة عبدربه منصور هادي ، المستقيل الهارب والمتسكع على ابواب امراء آل سعود.

في يوم الثلاثاء 29 حزيران / يونيو ، كان هذا التحالف غير المقدس على موعد مع الفتك في الجسد اليمني المنكوب به ، ففي الوقت الذي كانت الطائرات السعودية المعتدية تقصف الاحياء السكنية وتقتل الاطفال والنساء والشيوخ ، وترتكب مجازرة شنيعة في صعدة بشهادة الامم المتحدة ، كانت طائرات سعودية اخرى تغير على الجيش اليمني ومقاتلي حركة انصار الله وهم يتصدون لأذيال السعودية على الارض من القاعدة و “داعش” وميليشيا الاصلاح في تعز ، وفي خضم هذا القتال ، تمكنت ميليشيا الاصلاح والقاعدة من اقتحام السجن المركزي بمدينة وتهريب اكثر من 1200 من اخطر المسجونين من القاعدة والتكفيريين ، في تنسيق واضح مع السعوديين المعتدين.

ان الجريمة الكبرى التي نفذتها ميليشيا الاصلاح العميلة للسعوديين وحلفائهم من القاعدة والتكفيريين ، والمتمثلة بتهريب اخطر المجرمين من سجن تعز ، هي اكبر دليل على التحالف الوثيق بين السعودية والمجموعات التكفيرية التي تدعي السعودية كذبا وزورا في العلن والمحافل الدولية انها تقاتلها وتضعها على قائمة للارهاب ، بينما ما يجري في الارض اليمنية ، يكذب كل السياسة السعودية من الالف الى الياء.

وفي نفس اليوم الذي هرّبت فيه السعودية التكفيريين والقاعدة من سجن تعز، وهو يوم الثلاثاء الماضي 29 حزيران / يونيو ، اصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش ، المنظمة العالمية المعنية بحقوق الإنسان ، تقريرا اكدت فيه ان السعودية تنتهك وبشكل سافر قوانين الحرب في اليمن وخاصة في محافظة صعدة بشمال اليمن ، حيث قامت متعمدة وبدون مبررات عسكرية بتدمير منازل مدنية وأسواق ومدارس ومحطات وقود ، مما اسفر عن مقتل اكثر من 3000 مدني وعشرات الالاف من الجرحى ومئات الالاف من المشردين.

المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا لدى المنظمة سارة ليا وتسن ، حذرت من ان المدنيين الذين ما زالوا يعيشون في صعدة لا يسعهم القيام بشيء يذكر لحماية أنفسهم من الغارات الجوية التي تزيد من معاناتهم اليومية ، مستشهدة بالغارة الجوية التي استهدفت مركزا ثقافيا ومنزلا مجاورا له في صعدة ، والتي تسببت بمقتل 27 فردا من عائلة واحدة منهم 17 طفلا.

وفي ذات اليوم ، اي يوم الثلاثاء 29 حزيران / يونيو ، كانت الآفة الثالثة ، حمى الضنك تعلن وبشكل صارخ تحالفها مع السعودية والتكفيريين ، حيث أطلقت الأمم المتحدة تحذيرا من أن تفشي حمى الضنك في عدن ينتشر سريعا ، بعد ان تم الابلاغ عن 150 حالة إصابة جديدة في المتوسط ونحو 11 وفاة بحمى الضنك يوميا.

ونقلت الأمم المتحدة في تقريرها عن مسؤولي الصحة في عدن قولهم إن 8000 شخص أصيبوا بعدوى حمى الضنك في عدن منذ بداية العدوان السعودي في مارس/ آذار.

وقال التقرير أيضا أن 590 شخصا توفوا بهذا المرض وهي زيادة بمقدار خمسة أمثال عن الوفيات قبل أسبوعين. وترددت أنباء أيضا عن تفشي الضنك في حضرموت بشرق البلاد والحديدة بغربها.

الملفت ان هذه التحذيرات التي تطلقها الامم المتحدة لا تجد آذانا صاغية لدى السعوديين ، الذين يعملون وعن قصد ، لتفشي الارهاب التكفيري وحمى الضنك ، من خلال مواصلة عدوانها ورفض اي وقف لاطلاق النار حتى في شهر رمضان المبارك ، وفرض حصار ظالم وشامل ، طال حتى الماء والدواء ، رغم ان التقارير المتكررة للامم المتحدة تؤكد على النقص الحاد في الطعام والوقود والإمدادات الطبية ، التي يواجهها اليمن والذي ينذر بوقوع مجاعة ، وتفشي الامراض الخطيرة ومنها مرض حمى الضنك.

ان المأساة التي يعيشها اليمن بسبب الافات الثلاث ، التكفيريين والمرض والسعودية ، وخاصة الافة الاخيرة ، تكشف وبشكل لا لبس فيه الطبيعة الاخلاقية المتدنية لآل سعود ، وهي اخلاق قائمة على الحقد والضغينة والكراهية والتكبر والغرور والعنجهية ، فبالرغم من كل المأساة التي يعيشها الشعب اليمني بسبب تبعية الحكومات اليمنية المتعاقبة للسعودية ، وجراء تفشي التكفير والوهابية ، وجراء تفشي الامراض ، الا ان السعودية مصممة على اذلال اليمنيين وبصلافة مرضية ، الامر الذي يجعل اليمن في مواجهة اسوء جار يمكن ان يبتلى به بلد ما.

من حسن الحظ ان الشعب اليمني ، قد خبر السعودية وذاق مرارة تدخلها في شؤونه على مدى عقود ، وادرك الاهداف التي تسعى لتحقيقها في اليمن بالتحالف مع اذيالها من امثال عبدربه منصور هادي وميليشيا الاصلاح والقاعدة و”داعش” ، وهو ما جعل الشعب اليمني يقف هذه الوقفة البطولية امام العدوان السعودي الظالم ، ويُفشل كل مخططات المعتدين السعوديين ومن معهم من عملاء الداخل ومتسولي الخارج وحليفهم الجديد حمى الضنك.

جمال كامل

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق