التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

لهذه الأسباب على السعودية أن تقلق من “داعش” 

 في مقال نشرته مجلة “فورين بوليسي” العام الماضي، اعتبر كاتب المقال الباحث والمفكر “سايمون هندرسون” أن السعودية فتحت ساحة جديدة لمعركتها مع إيران بدعمها لتنظيم “داعش” الإرهابي وتحركاته الأخيرة في العراق، بعد دعم الجماعات التكفيرية المختلفة في سوريا في سبيل اسقاط نظام الرئيس بشار الأسد الحالي. رغم اقالة بندر بن سلطان من منصبه بعد دعمه المفرط وغير المدروس ماديا ومخابراتيا للتنظيمات الارهابية والذي أثار استياء الحكومة الأمريكية، الا أن الدعم لا يزال قائما حيث لايزال الرهان على تنظيم داعش والجماعات التكفيرية الأخرى على اسقاط النظام السوري وتفتيت العراق وتقسيمه، مع غض النظر الحذر عن تمدد بقعة الارهاب واقترابها من الدول الخليجية بشكل يستوجب على تلك الدول رفع حالة تأهبها على كل المستويات تحسبا للأسوأ.

 

كما استهدف تنظيم داعش الإرهابي مطلع السنة الهجرية جامع القديح أثناء احياء مراسم عاشوراء، وجرت محاولة تفجير العنود أثناء صلاة الجمعة قبل تصدي أحد الشبان للانتحاري الذي فجر نفسه فقتل واستشهد اثنان من حراس المسجد. وغيرها العديد من العمليات الاجرامية كاطلاق النار على مواطنين أجانب وقتل شرطيين وغيرها.

قد يتساءل البعض كيف يمكن لتنظيم داعش أن يضرب السعودية وهي التي صنعته كما صنعت تنظيمات أخرى كالقاعدة وغيرها لأهداف مشابهة؟ للاجابة على هذا السؤال يجب أن نسلم أولا بأن حالة تنظيم داعش التي خرجت عن سيطرة عرابيها تختلف عن باقي التنظيمات التي بقيت تحت السيطرة في معظم الحالات. أما في الأسباب التي تجعل من السعودية هدفا لتنظيم داعش الإرهابي فيمكن ذكر تلك الأسباب على سبيل المثال لا الحصر کالتالي:

أولا: الفكر الظلامي الذي تغذى عليه تنظيم داعش والنابع من فكر محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية، يكفر كل من يختلف مع التنظيم ولو بأفكار ثانوية، ويحلل قتله ويستبيح دمه، ورغم اتباع الفكر الوهابي كمذهب رسمي في السعودية ونشرها لهذا الفكر عبر تكريسه في المناهج الدراسية الالزامية الا أن آل سعود لم يسلموا من تكفير تنظيم داعش لهم وإعلانهم النية بتحرير دولة الحجاز (السعودية حاليا) من آل سعود.

ثانيا: يعتبر المجتمع السعودي بيئة حاضنة مناسبة للفكر الوهابي والتكفيريين، حيث أشبعت المناهج الدراسية عقول المواطنين بهذا الفكر الظلامي حتى أصبح وبالا عليها اذ يعتبر الكثير من السعوديين أن النظام الحاكم نظام كافر، اضافة الى المشاكل التي يعاني منها الشباب السعودي من فقر وبطالة، ما يجعله يرى في تنظيم داعش خشبة خلاص خصوصا مع الاغراءات التي يقدمها التنظيم الإرهابي المذكور للشباب حول العالم.

ثالثا: للسعودية حدود واسعة مع العراق من الشمال تتصل بمحافظة الأنبار التي يتمتع تنظيم داعش فيها بمساحة من المناورة تعطيه سهولة في التنقل حتى الحدود مع السعودية ومطلع السنة الحالية قتل قائد حرس الحدود بالمنطقة الشمالية العميد عودة عوض البلوي والعقيد سالم العطيسان والجندي طارق الحلواني، في هجوم ارهابي تبناه تنظيم داعش.

رابعا: وفرة الآبار النفطية في السعودية تشكل محفزا لتنظيم داعش للسيطرة على بعض المناطق الغنية بالنفط ويعول هذا التنظيم الإرهابي على امكانية عقد صفقات لبيع النفط كما يحصل بالنفط العراقي الذي تشتريه تركيا بأقل من سعره في السوق بأضعاف.

خامسا: رغم إعلان تنظيم داعش عن نيته تدمير الكعبة لاعتباره بأنها تعبد من دون الله، الا أنه لا شك بأن السيطرة على مكة والمدينة المنورة يعتبر حلما لهذا التنظيم الذي يسعى الى التمدد كلما سنحت له الفرصة حيث لا يعترف بالحدود الجغرافية للبلاد ويسعى حسبما يعلن الى اعلان الخلافة الاسلامية في كل الدول رغم اسمه الذي يوحي بأن خلافته مختصة فقط في العراق والشام.

لهذه الأسباب وغيرها يجب أن تقلق السعودية ويقلق آل سعود على عرشهم الذي يهتز تحت وقع الخلافات الداخلية، ما يجعله أكثر انكشافا للتطرف والارهاب، ورغم تأخر الوقت ولكن على السعودية اعادة النظر في المناهج الدينية التي تدرس في مدارسها وجامعاتها والتي تحمل الأخ على تكفير أخيه والدليل على خطورة الفكر الديني الظلامي في السعودية ما أكدته الاحصائيات الأخيرة بأن العدد الأكبر من الانتحاريين في العالم هم من السعوديين، كما عليها اعادة التفكير في دعمها للارهاب في المنطقة، فان ظلت تزرع الارهاب، فلن تحصد ربيعا ووروداً بل نارا لا تبقي ولا تذر.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق