التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

العدالة العالمية في خطر…العالم يطالب بمحاكمة “إسرائيل” وأمريكا ترفض 

أصبح واضحا أن أمريكا لاتعتبر قتل أكثر من ٢١٤٠ فلسطينيا معظمهم من الاطفال والنساء والشيوخ علی يد الكيان الإسرائيلي خلال العام الماضي وتحديدا في شهر رمضان المبارك، جريمة يستحق من إرتكبها المحاكمة. هذا لا لسبب إلاّ أن من ارتكبوا هذه الجرائم من قادة هذا الكيان هم في الأساس ارتكبوها بضوء اخضر من قبل واشنطن، لا بل حتی السلاح الذي إستخدموه ضد الفلسطينيين معظمه كان هبة من قبل الأمريكيين أنفسهم.

 

الجيش الإسرائيلي يسمي نفسه بإنه “جيش دفاع”، وواشنطن أيضا تعتبر ممارساته منذ إحتلال الاراضي الفلسطينية في عام ١٩٤٨وحتی قبل ذلك، “دفاعا عن النفس”!، معظم الدول الإوربية أيضا تنتهج نفس السياسة، لكن وخلال الاعوام الماضية قد تغييرت الامور الی حد كبير، حيث شاهد العالم كيف هاجم هذا الجيش الذي يسمي نفسه بجيش الدفاع، مدارس الاطفال في غزة والمستشفیات والمؤسسات التابعة لمنظمة الامم المتحدة منها الأونروا، أدت جميع هذه الاحداث الی أن يتحرك الضمیر العالمي ويطالب بمحاكمة قادة هذا الکیان علی جميع هذه الجرائم، لكن واشنطن وكعادتها تبادر دائما الی الدفاع عن هذه الجرائم، منتهكة بذلك جميع إدعاءاتها في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان.

 

هذا الدعم اللامحدود من قبل أمريكا تجاه الكيان الإسرائيلي في ذبح سكان غزة المحاصرون من قبل هذا الكيان، هي في الحقيقة فضيحة لامثيل لها بالنسبة لسمعة هذه الدولة (أمریکا).

 

المئات من الملایين شاهدوا صور الاطفال الذين دفنوا تحت الركام بسبب تدمير بيوت السكان غير العسکریین في غزة بفضل القنابل التي إنهمرت علیهم من قبل جيش الاحتلال خلال ٥١ يوما من الحرب العام الماضي. فإن هذه الصور التي تناقلتها مختلف القنوات التلفزيونية والمواقع الخبرية، قد ألّمت مشاعر الناس في جميع أنحاء المعمورة ولهذا السبب أصبح العالم يطالب بتقديم قادة الحرب في الکیان الإسرائیلي الی المحاكمة، حتی لا يشهد العالم مجازر اخری علی يد هؤلاء، لكن كما في السابق لقد إصتدمت هذه الرغبة الدولية بمعارضة أمريكا.

 

في هذه الأثناء تبنى «مجلس حقوق الإنسان» التابع للأمم المتحدة في جنيف يوم أمس الجمعة (٣ یولیو) تقرير «لجنة تقصي الحقائق» حول العدوان الإسرائيلي الذي ارتكبه جيش الإحتلال في صيف ٢٠١٤ والذي خلف أكثر من ألفي شهيد وآلاف الجرحی، حيث يدعو هذا القرار الذي تم اقتراحه من قبل باكستان ونال تأييد ٤٥ دولة من بينها فرنسا وبريطانيا وألمانيا وعارضته أمريكا، كما إمتنعت خمس دول عن التصويت لصالحه من ضمنها الهند وكينيا، يدعو الی محاكمة المسؤولين عن الجرائم التي حدثت في هذه الحرب.

 

الکیان الإسرائيلي وخشية من إدانته بسبب الجرائم التي ارتكبها، بادر علی لسان مندوبه «إيفياتار مانور» بإدانة هذا القرار وتبع ذلك تنديدا آخر من قبل «نتانياهو» رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي.

 

النقطة المهمة في الامر أنه للمرة الأولی تعترف فيها دول أوربية بأن الكيان الإسرائيلي ارتكب جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية ترقی الی المحاكمة. وبالرغم من أن القرار الذي تبناه «مجلس حقوق الإنسان»، صدر بعد إعلان تقرير لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة خلال الشهر الماضي، وأن هذا التقرير لم يشير بوضوح الی أن هذا الكيان هو الذي إرتكب الجرائم في غزة، لكن رغم كل هذا التهاون مع الإحتلال، فان القاضية الأمريكية ورئيسة لجنة تقصي الحقائق السيدة « ماري ماكغوان ديفيس » أوضحت أن “الدمار والمعاناة الانسانية التي حصلت في قطاع غزة غير مسبوقين وسيؤثران علی الاجيال القادمة”.

 

هنا نتسائل متی تستطيع العدالة الإنسانية التخلص من الغطرسة الأمريكية والانحياز للکیان؟، لكنه وبالرغم من العقبات التي أوجدتها واشنطن في هذا السياق، فإن العالم أصبح كله ـ ماعدا عدد قليل من الدول ـ في واد وواشنطن وحليفها الكيان الإسرائيلي في واد آخر، لكن هذا ايضا يبعث علی الأمل لأن العالم صار يعرف أن القانون الدولي والعدالة هما ضحية ألانحياز الأمريكي لجرائم الإحتلال الصهيوني.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق