الغزيون لازالوا يعيشون في بيوت مهدمة بعد عام علی العدوان الإسرائيلي
بعد عام علی بدء العدوان الاسرائيلي علی سكان غزة، لازال الغزييون ينتظرون تنفيذ الوعود التي وعدتهم بها دول ومنظمات دولية لإعادة بناء بيوتهم التي هدمتها آلة الحرب الإسرائیلیة، ومنحهم الحياة من خلال إنهاء الحصار الذي فرض علیهم من قبل الكيان الإسرائيلي، لكن علی ارض الواقع فلم يتحقق شيء من هذه الوعود ومازال الانتظار سيد الموقف.
الكيان الإسرائيلي لم يكتف بتدمير بیوت الآلاف من الفلسطينيين خلال حرب عام ٢٠١٤ فحسب، بل منع منذ ذلك التاريخ حتی الیوم دخول المواد الإنشائية لإعادة ترميم هذه البيوت، وتمكين أصحابها من الحياة فيها ثانية وبقيت الأبنية التي دمرتها الحرب علی حالها ركاما فوق ركام. والكثيرون يعتقدون أن الكيان الإسرائيلي تعمّد منع وصول المساعدات الإنسانية لغزة من أجل إعادة إعمار ما دمرته آلته الحربية، وذلك من أجل أن يخلّد ذكريات الدمار الذي حدث في هذه المنطقة في نفوس الغزیین، ظنا منه أن ذلك سيجعل الفلسطينيين يفكرون ألف مرة في إطلاق أي صاروخ محلي الصنع علی الأراضي الفلسطينية المحتلة!.
صحيح أن إستشهاد اكثر من ٢١٠٠ فلسطيني معظمهم من الاطفال والنساء، قد ادخل المرارة في قلوب الآلاف من العوائل الفلسطينية ولازالت جراحهم تنزف دما ليومنا هذا، لكن الواضح في هذا السياق أن هذه الاعداد الكبيرة من الشهداء والامتناع عن إعادة إعمار البيوت المدمرة، كلها لم تثنِ الفلسطينيين عن مواصلة المقاومة. حيث اعلنت الیوم جميع فصائل المقاومة الفلسطينية بمناسبة مرور عام علی بدء العدوان الإسرائيلي في عام ٢٠١٤ علی غزة، “أن المقاومة الفلسطينية على جهوزية كاملة للتصدي لأي عدوان للدفاع عن الأرض والشعب الفلسطيني”.
فضلاً عن تضرر الآلاف من البيوت خلال العدوان الإسرائيلي في العام الماضي بشكل كامل او جزئي، هنالك المئات من المنشآت الاخری مثل المستشفيات والمدارس والمساجد وأماكن اخری تدمرت بسبب العدوان أيضاً ومازالت ركاما لم يتم إعادة بناءها. وفي هذا السياق مازال أكثر من عشرة آلاف فلسطيني جرحوا خلال الحرب الاخيرة يعانون من الألم بسبب عدم توفر الدواء لتلقي العلاج إثر استمرار الحصار المفروض علیهم.
حيث كما في كل مرة تشهد غزة حرباً شعواء من قبل الكيان الإسرائيلي، تحاول الدول العربية ومعها الغربية بعد إنتهاء هذه الحرب، كبح غضب سكان هذه المنطقة عبر إعطائهم الوعود البراقة. لكن النتيجة لهذه القائمة من الوعود الطويلة دائما هي لا شيء. ففي العام الماضي وبعد انتهاء العدوان الإسرائيلي الذي استمر لأكثر من ٥٠ يوما، عقد اجتماع في القاهرة شاركت فيه العديد من الدول والمنظمات الدولية، حيث وعد المشارکون بتقدیم مساعدات وصلت قيمتها الإجمالیة ٥.٤ مليار دولار. لکن ما تم دفعه من هذه الوعود فهو بسیط للغایة ویمکن إعتباره لاشیء.
ليست فقط الوعود هي التي لم تتحقق لإعادة بناء غزة بل حتی الحصار المفروض علیها لم يخفف ایضا. وفي هذا الصدد قال الدكتور «مصطفی البرغوثي» الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الیوم حسبما نقلت عنه وکالات الأنباء، “ان غزة وكل فلسطين مازالت تنتظر اعادة إعمار آلاف البيوت والمرافق التي دمرها الجيش الاسرائيلي بعد ان اتضح ان مؤتمر اعادة الإعمار لم يكن سوى خدعة كبيرة وان الحصار الاسرائيلي على غزة مازال مستمرا بنفس الشراسة والوقاحة التي سبقت العدوان”.
العالم الحر الیوم مطالب بمساءلة الكيان الإسرائيلي علی منعه إعادة إعمار غزة وإنهاء حصارها، الذي يؤدي إستمراره لموت العديد من الناس في كل يوم. غزة الیوم لازالت تعاني من نقص حاد في الدواء والغذاء والكهرباء والوقود بفضل الحصار، وعدم تحرك المجتمع الدولي لانقاذ هذه المنطقة من العالم، سيعني الإشتراك بالجريمة اللاإنسانية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق