في يوم القدس العالمي
بعد هذه السنوات الطويلة من دعوة الأمام الراحل الخميني(قدس) يتجدد يوم القدس العالمي في خضم الأحداث الكبيرة التي تلم بالمنطقة والتي جعلت من قضية القدس لدى الكثير من الشعوب لا أولوية لها بعد أن نجحت قوى الاستكبار العالمي من صناعة داعش التي تحولت لمعول يهدم الإسلام،أحداث من شأنها أن تعيد كتابة تاريخ المنطقة من جديد وفق رؤية الشعوب ، لتضع حدا للاستبداد والقهر الذي تحكم بمقدرات هذه المنطقة عقودا طويلة .
في خضم هذه الأحداث نستذكر الجمعة ألأخيرة من شهر رمضان،هذا اليوم أرتبط بالقدس وفي أدبيات النضال المشروع ضد الاحتلال الصهيوني، لكنه اليوم يمثل كل الشعوب الإسلامية التي تتطلع للحرية،بعد أن باتت أغلب الشعوب العربية تحكم وفق مفاهيم وعقائد لا تختلف كثيرا عن مفاهيم الإسرائيليين الذين اغتصبوا الأرض وشردوا الشعب، اليوم نجد بأن الأرض العربية تتوحد وهو تطوي تاريخ ماضي لتبدأ كتابة تاريخ جديد ولكن هذه المرة بإرادة الشعوب التي استقوت على حكامها وانتصرت عليهم في معارك الرحيل لهؤلاء الطغاة الذين كبلوا الأمة بشعاراتهم وأخذوا يزايدون على فلسطين وشعبها وتحولت قضية العرب المصيرية إلى قضية ثانوية لا يتذكرها الناس إلا من أخبار اقتتال الرفاق فيما بينهم ، بعد أن فرغها الحكام العرب من محتواها النضالي وساروا بها لمجهول لا أحد يدرك نهايته .
ولم تعد ( إسرائيل ) عدو العرب كما كنا نردد ذلك في طفولتنا،وكما كنا نسمع ذلك في هتافات الجماهير عندما كانت تجوب شوارع المدن العربية والإسلامية بمسيرات عفوية ،اليوم نجد بأن عدو الحكام الأول هو الشعب وعدو الشعب الأول هو الحاكم الذي ما أن يصل لسدة الحكم حتى يبدأ برسم خارطة لقمع الشعب أو حتى استيراد شعب جديد مدجن وفق مواصفات بعينها ليضمن الولاء المطلق والبيعة الدائمة،شعب ينام مبكرا ولا يستيقظ مبكرا،شعب لا هم له سوى أن يحفظ عيد ميلاد القائد والملك والأمير .
لهذا تأتي مناسبة يوم القدس العالمي بوابة ليس للتذكير فقط بل لكي نراجع مواقفنا ونرتب أولوياتنا كمسلمين وأن نتحد ضد عدونا المشترك سواء الصهاينة أو لقيطتهم الجديدة داعش التي تربت في جحور هؤلاء وزقت بسمهم .
في الذكرى السنوية ليوم القدس العالمي ، نجد بأن الشعوب العربية والإسلامية كلها تناضل من جديد، في مصر وتونس وليبيا واليمن والجزائر وسوريا والبحرين والسعودية من أجل بناء مجتمع إسلامي معتدل قادر على أن يواجه التحديات ويرفض التكفير الذي بدأ ينخر عالمنا الإسلامي ويسعى للفتنة ، في فلسطين يناضلون لوضع حد للانقسام بين الأخوان ورفاق السلاح الواحد، في اليمن أصوات الجماهير أعلى من أزيز طائرات تحالف العدوان السعودي ، وفي العراق كما في سوريا يخوض الشعب معركة ضد داعش الإسرائيلية ،داعش التي استباحت ألأرض كما استباح الصهاينة القدس .
في يوم القدس العالمي دعوة صادقة وصريحة لأن نتحد من أجل القدس ومن أجل مستقبلنا في هذا العالم.
حسين علي الحمداني
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق