الحشد الشعبي صمام ألأمان
هنالك جملة من الحقائق الملموسة التي لا يمكن لأحد أن ينكرها أو يتغافل عنها مهما كانت الدوافع والأسباب،وواحدة من هذه الحقائق تتمثل بقوات الحشد الشعبي التي أثبتت فعلا إنها أحد صمامات الأمان في هذه المرحلة ومنذ العاشر من حزيران2014 وحتى يومنا هذاخاصة وإنها ساهمت بشكل كبير جدا في إعادة الأمور إلى نصابها في مرحلة حرجة تعرض لها العراق وجيشه لمحنة كبيرة،وكان الأمر يتطلب تعبئة شعبية حقيقية توقفالإرهاب أولا،وترفع معنويات الجيش العراقي ثانيا،وهو الأمر الذي تحقق بزمن قياسي بالنظر لحجم التهديدات التي تعرض لها العراق في وبعد العاشر من حزيران 2014.
والحشد الشعبي وتكوينه بناءا على فتوى من المرجعية الدينية لم يكن حالة مطلوبة من أجل استعراض القوة بقدر ما إنه رد فعل طبيعي على عدوان سافر تعرض له العراق من قبل مجاميع همجية تريد الشر بالعراق وأهله،وبالتالي فإن تشكيل قوات الحشد الشعبي أرتبط بوجود”داعش” وهذا يعني فيما يعنيه بأنه كان رد فعل طبيعي على فعل إجرامي حصل و لازال يحصل يوميا في العديد من المدن العراقية وبالتأكيد فإنه بعد القضاء على “داعش” سنجد الكثير من متطوعي الحشد الشعبي هم جزء من القوات المسلحة العراقية ويخضعون لقيادتها وأوامرها.
ولعل البعض لا يعرف بأن الحشد الشعبي هو ترجمة حقيقية لموقف شعبي مساند للحكومة ضد الإرهاب وبالتالي فإن هذا الحشد هدفه الأساسي تطهير العراق من عصابات “داعش”وقد نجح مع القوات المسلحة في إيقاف تمدد هذه المجاميع التي كان هدفها بغداد،بل نجح ايضا في تحرير الكثير من المناطق أبرزها محافظة ديالى وناحية آمرلي وما يجري من معارك في صلاح الدين وغيرها.
والناحية الأخرى التي ربما غابت عن أذهان البعض بأن الحشد الشعبي ومن يقوده في معارك ميدانية قاسية لم يفكر أبدا إلا بالنصر وهزيمة الأعداء ولم نسمع من يطالب الحكومة بتوفير المال والسلاح وغيرها من العوامل التي تحتاجها الجيوش في المعارك،بل ظل يعتمد بنسبة كبيرة جدا على الدعم الشعبي لهذه القوات وهو الدعم الذي لم ينقطع خاصة وإن المرجعية الدينية حثت الناس على دعم قوات الحشد الشعبي وهو أمر يعكس رؤية صائبة في هذا المجال ويؤكد بما لا يقبل الشك شعبية هذا الحشد،وبالتالي فإن العراق ربما الدولة الوحيدة في العالم التي يقاتل شعبها الإرهاب بقوة وبسالة.
لهذا إن الحشد الشعبي صمام أمان العراق وهذا الوصف لم يأت من فراغ أو مجاملة بقدر ما إنه هذا الوصف أطلقه الشعب العراقي على قواته الشعبية وهي تستحق هذا اللقب وأكثر،خاصة كما قلنا بأن “داعش” لم تكن تستهدف الموصل وتكريت والرمادي فقط بل هي رفعت شعار كبير هو التهام العراق من شماله إلى جنوبه دون إستثناء.
حسين علي الحمداني
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق