التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, ديسمبر 26, 2024

هل تتجه طالبان نحو فرض سياساتها على الحكومة الأفغانية؟ 

جرى في يوم الثلاثاء الماضي ٧ يوليو في مدينة مري الجبلية القريبة من العاصمة الباكستانية إسلام آباد أول لقاء يجمع ممثلين عن الحكومة الأفغانية وجماعة طالبان تحت إشراف الحكومة الباكستانية ومراقبة ممثلين صينيين وأمريكيين وقد بحث الجانبان مواضيع متعددة من اجل ارساء وقف اطلاق النار والتمهيد للسلام في افغانستان ومن ضمنها موضوع هام وهو تعديل الدستور الافغاني وهذا ما يفسره المحللون بأنه نجاح من قبل طالبان بفرض احد اهم شروطه على الحكومة الافغانية.

ورغم أن ما رشح من جلسة المفاوضات السرية بين نائب وزير الخارجية الأفغاني خليل كرزاي والملا عباسي ممثل جماعة طالبان الأفغانية اقتصر على تصريح باكستاني يؤكد عدم التوصل إلى نتائج ملموسة وكذلك رغم نفي جماعة طالبان بأن يكون الوفد الذي يفاوض مع ممثلي الحكومة الافغانية في مري هم ينتمون اليها والقول بان هؤلاء هم أقارب لمسؤولين في الحركة لكن هناك معلومات سربت بأن طالبان والحكومة الافغانية سيكون لديهما لقاء آخر بعد انتهاء شهر رمضان المبارك ايضا. 

 وكانت السنوات الماضية قد شهدت انعقاد عدة جولات من مفاوضات السلام بين الممثلين عن الحكومة الافغانية وممثلين عن المجتمع المدني الافغاني وبين ممثلين عن جماعة طالبان في لندن وباريس ودبي والدوحة والنرويج وطوكيو والامارات وفي منطقة اورومجي الصينية لكن مسؤولي الحكومة الافغانية وكذلك جماعات طالبان كانوا يعلنون بأن هذه اللقاءات لم تكن لها صفة رسمية كما ان الحكومة الافغانية في زمن الرئيس السابق حامد كرزاي كانت تعلن دوما بأن قبول طالبان بالدستور الافغاني يعتبر شرطا مسبقا لمحادثات السلام لكن حكومة الرئيس الحالي اشرف غني قد اعلنت الآن بأن كل القضايا الخلافية يمكن مناقشتها وحتى تعديل الدستور.  

وكان انهاء الحرب والعنف في افغانستان عبر التفاوض مع طالبان هو احد الوعود التي قطعها اشرف غني خلال حملته الانتخابية وقد اتخذت حكومته خلال الأشهر الماضية سياسة تحسين العلاقات مع باكستان وعقدت لقاءات غير رسمية مع ممثلي طالبان في دول مثل الصين وقطر وقد اطلقت حكومة اشرف غني يد باكستان في تعقيب جماعة طالبان الباكستانية داخل الحدود الافغانية لكي تتمكن في المقابل من الاستفادة من قدرات باكستان في مواجهة واحتواء جماعة طالبان الافغانية لأن اشرف غني يعتبر السلام مع طالبان الطريق الوحيد لانهاء الازمة في افغانستان ولذلك نرى انه يقبل باعطاء الامتيازات لباكستان وطالبان ويقبل حتى بالتفاوض لتعديل الدستور الافغاني.

ويعتبر الدستور الافغاني الحالي انجازا تم التوصل اليه في اجتماع في مدينة بون الالمانية في عام ٢٠٠١ وتريد جماعة طالبان تعديله وادخال ايديولوجيتها التي تسميها بالشريعة في هذا الدستور وكذلك فرض امور على باقي مكونات المجتمع الافغاني، وهناك امر يلفت النظر ايضا وهو غياب ممثلي جبهة الشمال السابقة في المفاوضات الجارية مع طالبان وهذا ما يعتبر مضرا بالنسبة لكل المجتمع الافغاني.

ان جماعة طالبان كانت تصر دوما على خروج القوات الاجنبية من افغانستان وكذلك تعديل الدستور والان يمكن القول ان قسما كبيرا من القوات الاجنبية قد خرج من افغانستان وهناك تعديلات جرت في الدستور الافغاني وهذا يعتبر مكسبا لطالبان التي تدرك جيدا بانها تستطيع انتزاع امتيازات أخرى من الحكومة الافغانية في وقت تستمر هذه الجماعة في شن عملياتها الارهابية المسلحة حتى في شمال افغانستان.

 الموقفان الامريكي والباكستاني

ان سياسات الدول الغربية وخاصة امريكا قد تغيرت تجاه جماعة طالبان حيث باتت هذه الدول التي كانت ترفع شعار محاربة الارهاب وشعار محاربة طالبان تقول بأنها سوف لن تعتبر هذه الجماعة ارهابية اذا لم تتعرض لهجمات من قبل طالبان، ان امريكا وباكستان تريدان اظهار نفسيهما منتصرتين عبر التصالح مع طالبان واستبدال داعش مكان طالبان وهكذا لن يتم اتهام باكستان بدعم الارهاب كما تحقق امريكا امنيتها في استمرار زعزعة الامن في المنطقة للبقاء فيها طويلا.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق