التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, نوفمبر 20, 2024

داعش والحضور في غزة, مصلحة صهيونية على حساب المقاومة 

في متابعة لواقع ظهور وانتشار تنظيم داعش الارهابي وخطط عمله وممارساته واستهدافاته لا بد للمتابع ان يلحظ وجود ما يريب لجهة تواطؤ هذا التنظيم مع المخططات الاميركية الصهيونية او على الأقل ان لم يكن هناك تواطؤ وتنسيق فهناك تحييد كامل لفكرة المواجهة مع الصهاينة رغم ما تتناقله المنتديات بين الحين والاخر عن تصريحات تتوعد الصهاينة بالحرب اما الواقع فيحكي عن استهداف ممنهج وواضح ودون لبس لمحور المقاومة وللمناطق التي يتواجد فيها هذا المحور. حیث سعى التنظيم الارهابي الى حرب استنزاف مع المقاومة في لبنان عبر مشاريع التفجيرات الانتحارية المتنقلة بالاضافة الى الارهاب الدائر في سوريا ضد بلد كان ولا يزال من دول الصمود في المنطقة وبالانتقال الى العراق فالمشهد نفسه واليمن ليس استثناءاً في هذه المعادلة. وباختصار اذا اردت فهم اللغز وراء كل هذا الارهاب ففتش عن اسرائيل واميركا ومصالح الصهاينة في المنطقة.

وفي نفس السياق تأتی التصریحات الاخیرة لمسؤولين في التنظيم الارهابي متوعدين غزة واهلها وفصائلها المقاومة بالقتل والانتقام وتحويل غزة الى امارة داعشية متوعدتا فصائل المقاومة بالقصاص. ولیس السبب سوى أن غزة هی المنطقة الوحيدة المقاومة المتبقیة التي لیس لداعش موطئ قدم فيها. والمؤشرات تدل على ان الاخير بدأ بخطة عمل جدية للدخول الى غزة بدأً بما حصل ويحصل في مخيم اليرموك بدمشق ووصولا الى التفجيرات الاخيرة التي طالت عدد من قيادات الفصائل داخل غزة ليس سوى تمهيد لدخول الساحة من باب الارهاب الدامي, تحت غطاء الاسلام وتطبيقا للشريعة وزودا عن المظلومين من قبل حكومة القطاع كما يدعون.

ما تقدم لا يخرج عن نفس السياق وهو اراحة الصهاينة من بقعة مقاومة تؤد مضجعها وتحويلها الى ساحة للارهاب الداعشي وبذلك مصلحة اسرائيلية مؤكدة فالتنظيم لا يشكل تهديدا حقيقيا لها وهو صنيعتها هي واميركا وربيب الدول العربية المتواطئة معها. بالاضافة الى استنزاف واضعاف الفصائل المقاومة لإسرائيل من قبل التنظيم هذا ناهيك عن الاستفادة الاعلامية والسياسية والاقتصادية التي يمكن لاسرائيل جنيها وهي المحترفة في هذا العالم من خلال الصراخ الاعلامي والاستنجاد باميركا والقوى الغربية لتقديم الدعم لحماية نفسها من الارهاب المتواجد على حدودها. ثم لتتفرغ اسرائيل لمشاريعها الاستيطانية واستكمال قضم ما تبقى من اراض فلسطينية ومقدسية.

هنا لا بد من وقفة حقيقية والتفات فصائل المقاومة الى خطورة هذا المخطط والسعي الى ايجاد لحمة داخلية في غزة بين مختلف الاطياف حمايتا لمشروع المقاومة ولاهلها واستباقا لمعركة استنزاف هم بغنى عنها، معركة لا تخدم سوى المشروع الصهيوني في المنطقة الذي كان ولا يزال يعمل جاهدا لشق الصف بين الاطياف والمكونات المختلفة. وهو للأسف قد نجح سابقا في تأزيم الاوضاع بين القوى الفلسطينية مما أثر سلبا على الساحة الداخلية الفلسطينية وعلى مقاومة الاحتلال, فكيف اذا نجح المخطط الاخير بجر تنظيم داعش الارهابي الى الداخل الغزاوي والكل شاهد على ممارسات هذا التنظيم في كل بقعة من الارض حل فيها. فالحذر الحذر من نجاح هذا المشروع الصهيو-اميركي.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق