التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

الاكراد وهمسات تشكيل دولة في شمال سوريا 

 عند بدء الأزمة السورية قبل اربعة سنوات استفاد اكراد سوريا من الاجواء السائدة واعلنوا حيادهم لكافة الجماعات الداخلة في الصراع واستولوا على المناطق الكردية هناك وقد استطاع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وهو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني ازاحة باقي منافسيه عن الساحة وفرض سيطرته على المناطق الكردية التي تكونت كثلاثة كانتونات منفصلة عن بعضها وهي عفرين وكوباني وجزرة لكن تنظيم داعش الارهابي لم يستثني الاكراد من هجماتها الدامية رغم حياديتهم .

وهناك من يعتقد بان الاكراد قد بادروا الى طرد سكان هذه المناطق الثلاثة من غير الاكراد واستبدال الاكراد محلهم وقد قالت بعض المصادر الاعلامية مؤخرا ان حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي قد نقل ستة آلاف كردي من مدينة كوباني و٢٧٠٠ كردي من شمال الحسكة لاسكانهم في منطقة تل ابيض المحررة حديثا من يد تنظيم داعش لتكون هذه المنطقة تابعة للنفوذ الكردي بعد ذلك.  

  وبعد انتزاع الاكراد السيطرة على تل أبيض أصبح هؤلاء يسيطرون فعليا على حوالي ٤٠٠ كيلومتر من الحدود السورية التركية التي تمثل قناة عبور المقاتلين الأجانب للانضمام إلى تنظيم داعش لكن تقرب القوات التي تسمى بقوات الحماية الكردية من مناطق انتشار قوات حزب العمال الكردستاني التركي قد اثار قلق المسؤولين الاتراك الذين ابدوا خشيتهم من تغيير موازين القوى في المنطقة.  

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد تطرق لهذا الأمر قبل بضعة اسابيع وعبر عن قلقه من تقدم القوات الكردية في منطقة تل أبيض في شمال سوريا مشيراً إلى أنه قد يشكل تهديداً لتركيا في المستقبل.

وقال أردوغان إنه يتم استهداف عرب وتركمان خلال تقدم القوات الكردية، مؤكداً أن تركيا استقبلت الآلاف منهم، وأضاف: أن هذا ليس مؤشراً جيداً، قد يؤدي ذلك إلى إنشاء كيان يهدد حدودنا، على الجميع أن يأخذ بالاعتبار حساسيتنا تجاه هذا الموضوع.

  وطالما أعرب أردوغان عن قلقه من دعم الغربيين للقوات الكردية في سوريا على اعتبار أن من شأن ذلك أن يقود حزب الاتحاد الديموقراطي للسيطرة على شمال سوريا، وقال اردوغان في احد خطاباته بعد ان استعاد الاكراد مدينة تل ابيض انه سوف لن يسمح بتشكيل حكومة كردية في جنوب الحدود التركية مهما كان الثمن، وقد نقلت وسائل الاعلام التركية نبأ اعطاء اردوغان اوامر للجيش التركي بالدخول الى الاراضي السورية.  

وفي المقابل نفى رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم قيام الاكراد بعمليات تطهير عرقي بحق العرب والتركمان في منطقة تل ابيض بعد السيطرة عليها، وقال” اينما وجد الكرد والتركمان سيعيشون معا، ويختلطون مع بعضهم البعض، فغالبية الكرد في جرابلس يتحدثون الكردية والتركية، والتركمان يتحدثون باللغة الكردية”.

وقال مسلم في مقابلة مع صحيفة حريت التركية “اسمحوا لي ان القول لكم الان اننا لانملك مشروعا يهدف الى تشكيل دولة كردية” واضاف “ان الله قد وضع اكراد سوريا قرب الحدود مع تركيا وان الاكراد يعيشون هناك فماذا يجب علينا ان نفعل؟ هل يجب علينا ان نترك وطننا لأن تركيا غير راضية عن ذلك؟ ان هذا القلق لا اساس له ومدعاة للخجل، اننا نريد حماية انفسنا وحماية شعبنا من خيانة داعش، ان هذه التصريحات (التركية) يمكن ان يكون له هدف واحد وهو ايجاد الخلافات بين العرب والاكراد في المنطقة، ان هذه الارض سيعيش عليها العرب والاكراد والتركمان بسلام ولذلك يجب على أنقرة ان لاتقلق من المواقف والتصريحات الدولية وان المواطنين الذين كانوا قد تركوا تل ابيض ولجأوا الى تركيا يعودون الآن الى وطنهم فما هو الخطأ في ذلك؟      

 واضاف مسلم: ان التحالف الدولي الذي تقوده امريكا يدعم حزب الاتحاد الديمقراطي لأنهم يعتبروننا جديرين بالثقة اكثر من غيرنا كما ان اوروبا ايضا تثق بنا.

 هذا وكان السفير الايراني في تركيا “علي رضا بيكدلي” قد اعتبر ايضا تشكيل دولة كردية في شمال سوريا تهديدا لتركيا مؤكدا ضرورة تعاون تركيا وايران من اجل الحفاظ على وحدة الاراضي السورية وكذلك من اجل الحؤول دون زعزعة الاستقرار في المنطقة بقدر اكبر مما هو عليه الآن قائلا ان تشكيل أي “كريدور” كردي يعتبر امرا خطيرا وان تشكيل دولة كردية هو مؤامرة ضد تركيا.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق