التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, سبتمبر 19, 2024

وثائق ويكيليكس تكشف جانبا من سياسات السعودية العدائية تجاه ايران 

بعد ان اقدم موقع ويكيليكس مؤخرا على نشر نصف مليون وثيقة سعودية سرية جمعت من السفارات السعودية المنتشرة في العالم يبدو ان غالبية هذه الوثائق والرسائل السرية والبرقيات تتعلق بشكل مباشر او غير مباشر بإيران التي اعتبرتها السعودية عدوا استراتيجيا لها، وهكذا يمكن القول ان السياسة التي تتبعها الرياض حيال ايران هي سياسة عدائية بامتياز مثلها مثل السياسات العدائية للرياض ازاء باقي دول المنطقة كالعراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين وغيرها.

دور ايران في وثائق ويكيليكس 

تشير وثائق ويكيليكس إلى ان الملك السعودي السابق عبدالله كان قد طلب من امريكا قصف المنشآت النووية الايرانية قائلا “انه يجب ضرب رأس الأفعى”، كما تكشف وثيقة أخرى لويكيليكس ان السفير السعودي في طهران كان قد اقترح على المسؤولين السعوديين استخدام القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي لقلب نظام الحكم في ايران، وفي برقية اخرى يطلع وزير الخارجية السعودي في حينه سعود الفيصل الملك عبدالله بأن شيخ الازهر احمد الطيب قد قال للسفير السعودي في القاهرة بأن “الايرانيين يضغطون من اجل الموافقة على عقد اجتماع التقريب بين المذاهب الاسلامية في القاهرة لكننا لانريد اتخاذ القرار بمفردنا ودون التنسيق مع السعودية”.   

وفي احدى البرقيات الاخرى يقترح السفير السعودي في طهران على مسؤولي بلاده الاستفادة من الاضطرابات التي شهدتها ايران قبل ٦ سنوات لقلب نظام الحكم عبر الاستفادة من الفضائيات العربية والانكليزية التي يجب ان تستهدف العرب في جنوبي وغربي ايران. 

وحسب وثيقة أخرى تعود الى وزارة الخارجية السعودية طلبت الرياض من الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي التعويض عن صادرات النفط الايراني الى القارة الاوروبية اذا اوقف الاتحاد الاوروبي استيراد النفط الخام من ايران على خلفية عقوبات الامم المتحدة التي فرضت على ايران بسبب برنامجها النووي.  

وهناك وثيقة أخرى وقع عليها مساعد شؤون الدول الآسيوية في وزارة الخارجية السعودية تثبت السعي الدؤوب للمسؤولين السعوديين لتشديد العقوبات الدولية المفروضة على ايران حيث يقترح هذا الشخص ادراج اسم المسؤولين الجدد للحرس الثوري الايراني الذي شهد بعض التغييرات في صفوف قيادته في قائمة العقوبات الدولية بالتنسيق مع الامريكيين دون ان يتم ذكر اسم السعودية في هذه المحاولة لتشمل تلك العقوبات حظر سفر قادة الحرس الثوري وتجميد حساباتهم وارصدتهم المصرفية. 

وبالامعان في وثائق ويكيليكس التي تتعلق بالمؤامرات السعودية ضد ايران وضد باقي دول المنطقة يمكن القول ان اهم محاور هذه المؤامرات تتلخص فيما يلي:

  1.  القلق السعودي البالغ من حصول اتفاق نووي مع ايران
  2.  قلق حكام آل سعود من حصول تقارب بين ايران وامريكا ووجود اتصالات بين ايران وامريكا حيث اشارت وثائق ويكيليكس الى وجود وسيط تركي ينقل الرسائل بين امريكا وايران
  3.  محاولات سعودية حثيثة ومكلفة لمواجهة السياسات الايرانية في المنطقة
  4.  سعي السعودية لدعم الجماعات والشخصيات المعارضة في ايران
  5.  اتهام الامارات بالتعاون مع ايران وروسيا للالتفاف على العقوبات

السياسات السعودية الاخرى المعادية لايران

تضع السعودية ايران نصب عينها عندما تريد النظر الى كل الامور الجارية في العالمين العربي والاسلامي حيث يقوم المسؤولون السعوديون حسب الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس بقياس كل التطورات التي تجري في المنطقتين العربية والاسلامية بمقياس التنافس مع ايران وفي هذا الاطار يمكن تفسير التدخلات السعودية الكبيرة في هذه الدول لافشال اي حركة اسلامية او قومية تعود بالنفع على العرب والمسلمين واذا اردنا الاشارة الى بعض الامثلة يمكننا التنويه الى ما جرى في العراق بعد سقوط النظام العراقي السابق حيث قامت السعودية بدعم الجماعات الارهابية والتكفيرية المسلحة في هذا البلد بالمال والسلاح بل ارسلت الارهابيين السعوديين ايضا الى العراق لتنفيذ تفجيرات وقتل ابناء الشعب العراقي الذين اعتبرتهم السعودية محسوبين على ايران لأن غالبيتهم من المسلمين الشيعة.

وتظهر وثائق ويكيليكس ايضا ان الدعم الذي يقدمه المحور السعودي القطري التركي الى الجماعات الارهابية التكفيرية في سوريا ولبنان هو لقلب نظام الحكم في سوريا والذي يتحالف مع ايران ضد الكيان الاسرائيلي لكن الرياض قد وضعت ثقلها لاسقاط هذا النظام نكاية بإيران.

ولايمكن تفسير التدخل العسكري السعودي والاماراتي المباشر لقتل ابناء الشعب البحريني الثائر ايضا الا في اطار النظرة السعودية الى الشعب البحريني الشيعي باعتباره محسوبا على ايران في حين يشهد الجميع بوطنية وأصالة الشعب البحريني.

واخيرا قد كشف السعوديون علنا عن سياستهم العدائية لايران دون الحاجة الى وثائق ويكيليكس عندما اعلنوا جهارا بانهم يقصفون اليمن ويعتدون على شعبه لأنه اصبح في دائرة النفوذ الايراني وخرج من بيت الطاعة السعودي، وهنا يجب القول انه قد يكون صحيحا بأن العداء السعودي لايران له جذور مذهبية وطائفية في الفكر الوهابي لكن الاوامر والاملاءات الامريكية والاسرائيلية ايضا لها دور كبير في رسم سياسات عملاء امريكا والکيان الاسرائيلي في منطقتنا. 

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق