المدارس الافغانية ضحية السياسة الامريكية
إتهم موقع “بازفيد” الالكتروني أمريكا بالسعي لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية مشبوهة تحت غطاء تقديم الدعم المادي لوزارة التربية والتعليم في أفغانستان.
وذكر الموقع الامريكي في تقرير له ان المعلومات التي تنشر بشأن المساعدات الامريكية في مجال التربية والتعليم في أفغانستان مبالغ فيها، سواء ما يتعلق بعدد المدارس التي تم بناؤها في هذا البلد وعدد الطلاب المسجلين فيها، أو ما يتعلق بالمبالغ التي صرفت لتهيئة الكتب الدراسية وعدد المعلمين الذين تم إعدادهم لهذه المدارس.
واكد التقرير الذي أعده الكاتب “عظمت خان” وحمل عنوان “طلبة ومعلمون ومدارس خيالية” ان المساعدات التي تقدمها أمريكا لقطاع التربية والتعليم في أفغانستان تهدف في الحقيقة إلى إفساد الطلاب، مضيفاً انه اكتشف خلال زيارات مفاجئة لـ نحو ٥٠ مدرسة زعمت أمريكا أنها قد بنتها في سبع ولايات أفغانية بأن هذه المدارس تهدف إلى تحقيق أهداف وأجندة خاصة لا علاقة لها بالتربية والتعليم.
وطبقاً لما ورد في التقرير فإن عُشر المدارس التي بنتها أمريكا في أفغانستان لم تفتح أبوابها لاستقبال الطلاب أو ليس لها وجود أصلاً. كما أن العدد الحقيقي للطلاب المتواجدين في المدارس المفتتحة أقل بكثير من عدد الطلاب المسجلين لديها.
وفي جانب آخر من تقريره أعرب الكاتب عن أسفه للوضع المزري الذي تشهده المدارس الموسمية والمؤقتة التي بنتها أمريكا في عدد من الولايات الأفغانية والتي ورد ذكرها في بيان الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
كما اشار التقرير إلى البيان الصادر عن مكتب المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان (سيغار) جون سوبكو والاحصائيات التي تتحدث عن الدعم الامريكي لقطاع التربية والتعليم في أفغانستان، معرباً عن قلقه بشأن المعلومات الواردة في هذا التقرير ومدى مطابقتها للواقع، مطالباً في الوقت نفسه بإجراء تحقيق عاجل في هذا الموضوع.
كما شكك التقرير بمدى صحة المعلومات التي تتحدث عن قدرة المدارس التي بنتها أمريكا وكادرها التدريسي على تحقيق نسب نجاح عالية لتأهيل الطلاب لدخول الجامعات، مشيراً إلى امتلاكه وثائق تؤكد وجود تلاعب بنتائج الامتحانات في هذه المدارس من قبل القائمين على إدارة شؤونها.
من جانبه أعرب مكتب المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان “جون سوبكو” عن قلقه بشأن الاحصائيات غير الدقيقة وغير الواقعية التي تتحدث عن المساعدات الأمريكية لقطاع التربية والتعليم في أفغانستان والتي تشير إلى تخصيص مبالغ كبيرة لبناء مدارس في هذا البلد، في حين تؤكد تقارير وزراء التعليم العالي والتربية والتعليم في الحكومة الأفغانية التي يرأسها أشرف غني بأن هذه المدارس لا وجود لها أصلاً.
واكد المكتب أن أمريكا أنفقت أموالاً على مدارس ومعلمين في أفغانستان تبين فيما بعد أنها وهمية، واصفاً هذا الأمر بالمخجل. وأضاف: إن جزءاً كبيراً من هذه الأموال أنفق بلا جدوى وتم تبذير مليارات الدولارات في بناء مدارس قد إنهارت، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الشعب الأفغاني يعلم جيداً أين تذهب هذه الأموال.
وأوضح المكتب ان البيانات المتعلقة بالدعم الامريكي لقطاع التربية والتعليم في أفغانستان والتي حصلت عليها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قد تم تزويرها وقد تم فتح تحقيق في هذا الأمر، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب رداً فورياً.
وتجدر الاشارة إلى ان منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” كانت قد أعلنت في وقت سابق من العام الجاري أن ما يقرب من ٣.٥ مليون من إجمالي ١٤ مليون طفل أفغاني لا يتلقون تعليماً، كما أن الكثير ممن يتلقون التعليم ليسوا بالمستوى المطلوب.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق