التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

تفجيرات الكاظمية وخروج السيطرة من يد التكفيريين في ارض المعركة 

 يشهد العراق في الأيام القليلة الماضية موجة تصعيدية في سلسلة من الأعمال الإنتحارية التي تنفذها الجماعات التكفيرية، حيث شهدت منطقة الكاظمية في اليومين الماضيين انفجار سيارة مفخخة بالقرب من حاجز للتفتيش راح ضحيتها ٤ شهداء من المدنيين و ٢١ جريحا، هذا الإنفجار سبقه بأيام انفجار في منطقة الإسكان غرب بغداد راح ضحيته ٣ شهداء، كما شهدت العاصمة العراقية بغداد الأحد الماضي انفجار عبوة في منطقة الطارمية راح ضحيتها شهيدين، سلسلة الأعمال التفجيرية والإنتحارية هذه سبقها تقدم ملحوظ للقوات العراقية والتشكيلات الشعبية المساندة لها في إطار الخطة الرامية إلى استعادة المناطق التي سيطرت عليها جماعات التكفير في الأشهر الماضية. فقد أعلنت القوات العراقية تطهير القرى الواقعة بين منطقتي ناظمي الثرثار والتقسيم، كما وتحرير بعض القرى الشرقية في محافظة الأنبار، كذلك تطهير المحور المؤدي الى كريمش الغربية ومجموعة المخازن وصولا الى المناطق الزراعية المحيطة بها ولا زالت العمليات التي يشنها الجيش تلحظ تقدما على مناطق الطاش جنوبي بغداد.

 

اليوم الاثنين هو اليوم الأول لانطلاق العملية العسكرية الكبرى التي أعلنتها قوات الجيش العراقي بمساندة التشكيلات الشعبية من قوى الحشد الشعبي وأبناء العشائر والرامية إلى تحرير محافظة الأنبار ضمن خطة مرسومة مسبقا للتقدم بإتجاه أهداف مرسومة ومحددة حيث الثقل والتمركز للجماعات التكفيرية فيها. عمليات الجيش والتشكيلات الشعبية والتي تتزامن معها الأعمال التفجيرية والإنتحارية للجماعات التكفيرية صاحبها مواقف موحدة لشخصيات وعلماء دين ورؤساء عشائر مؤيدة للجيش ومستنكرة للأعمال الإرهابية التي تنفذها الجماعات التكفيرية، هذه التطورات التي يشهدها العراق في ساحة الميدان هي السبب وراء تصعيد الاعمال التفجيرية للجماعات، وفي عرض مفصل نذكر النقاط التالية:

– التكفيريون في العراق يعيشون ضغوطات وأزمة واقعية بسبب الإنتصارات والتقدم الذي يحققه الجيش العراقي والتشكيلات الشعبية، وترى الجماعات التكفيرية أنها وامام هذه الهزائم عاجزة عن تحقيق أي تقدم، وفي سبيل تعويض هذه الهزائم لجأت إلى تصعيد العمليات التفجيرية والإنتحارية التي تعد بالنسبة لها الوسيلة الاسهل للإنتقام والغدر.

– الخوف الشديد الذي يلاحق الجماعات التكفيرية في هذه الايام من المفاجآت التي قد تحدث وتغير واقع المعركة، فقوات الجيش العراقي والتشكيلات الشعبية بدأت اليوم عملياتها لتحرير محافظة الأنبار، ومنذ الساعات الاولى لبداية العمليات إستطاعت القوات العراقية تحرير العديد من القرى والخطوط الإمدادية للجماعات التكفيرية، بالإضافة إلى الضربات المركزة التي تشنها القوات الجوية على نقاط التمركز والثقل لهذه الجماعات، وأمام هذه الضربات وفي سعي لدى هذه الجماعات في رفع معنويات مقاتليها وإضعاف معنويات الجيش العراقي والتشكيلات الشعبية لجأت إلى إسلوب التفجير.

– تدرك الجماعات التكفيرية في العراق وبناء على تجربة ما يقارب السنتين من وجودها أنها قوة ضعيفة لم تتمكن من الإحتفاظ بأي من المناطق التي سيطرت عليها منذ بداية أعمالها التخريبية في العراق، كما تدرك جيدا أن قوات الجيش العراقي والتشكيلات الشعبية هي قوة لا يمكن أن يستهان بها ابدا، وهي على مدى ما يقارب العامين تحقق مزيداً من الإنتصارات، وعليه ترى انه في الأشهر القادمة لن يكون لها مكان وتواجد حقيقي على الاراضي العراقية، وان الحل الاسهل لها يتمثل بأعمال الغدر والتفجير بإستخدام السيارات المفخخة.

– منذ بدء عمليات الجيش العراقي والتشكيلات الشعبية حتى يومنا هذا فإن المواقف السياسية والشعبية كانت مواقف متحدة متضامنة على ضرورة طرد هذه الجماعات من العراق وإعادة الأمن، ومواقف الإستنكار التي أطلقتها الشخصيات السياسية ورؤساء وزعماء القبائل على الدوام بعد أي عمل تخريبي نفذتها الجماعات، أدت إلى تشكيل حالة شعور لدى هذه الجماعات بأنها محاصرة وغير مقبولة في العراق، وان كافة الأطياف العراقية بتشعباتها العرقية والمذهبية رافضة لوجود هذه الجماعات وغير مؤيدة لها، وبالتالي هي تقوم بأعمال إنتقامية تفجيرية في مخطط منها لإحداث حالة شعبية ضاغطة على الحكومة العراقية وبالتالي إرباك عمل قوات الجيش والتشكيلات الشعبية المساندة. 

– تقع سلسلة التفجيرات هذه في بعض المدن العراقية التي تضم مراقد الأئمة الأطهار في سياق المخطط القديم لزعزعة أمن هذه المدن وبالتالي التأثير على الحركة الشعبية والمذهبية الزائرة لهذه المراقد، كما يهدف إلى إحداث فتنة مذهبية لطالما سعت قوى محلية واقليمية لتأجيجها إلا أنها اصطدمت بمستوى الوعي السياسي والديني والاخلاقي لدى العراقيين والذي وقف على الدوام حائلا أمام تنفيذ هذا المخطط.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق