التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

مفاوضات “كوبورغ”.. الخطوات الأخيرة للتوصل الى الاتفاق النووي الشامل 

تشهد المفاوضات النووية الجارية في فندق “كوبورغ” بالعاصمة النمساوية “فيينا” بين إيران والمجموعة السداسية الدولية “أمريكا، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا والمانيا” لحظات حساسة وحاسمة لكتابة نص الاتفاق النووي النهائي والشامل بشأن برنامج إيران النووي.

 

ويستعد الإيرانيون لسماع أخبار مفرحة بهذا الصدد، فيما عبّر رئيس وزراء الکيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن سخطه وغضبه إزاء ما وصفه باستسلام القوى الكبرى أمام الإرادة الإيرانية. 

 

ويتوقع المراقبون أن يطوي الاتفاق النووي النهائي والشامل مراحله الأخيرة خلال الساعات القادمة والذي سيتضمن رفع الحظر المفروض على إيران على خلفية هذه الأزمة والاعتراف بحقها في امتلاك التقنية النووية السلمية، وهذا يمثل بحد ذاته إنجازاً مهماً ومكسباً كبيراً يحق للإيرانيين أن يبتهجوا به كونه يترجم طموحاتهم وتطلعاتهم المشروعة التي صبروا وضحّوا من أجلها طويلاً وعلى مدى ١٣ عاماً والتي ستفتح أمامهم آفاقاً جديدة للتطور والتقدم والازدهار. 

 

وذكرت التقارير الواردة من فيينا حيث تعقد المفاوضات ان الطرفين يجريان محادثات مكثفة للتوصل الى حلول نهائية للقضايا العالقة والاستعداد لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق المزمع إبرامه بأسرع وقت ممكن. 

 

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد أعرب في وقت سابق عن أمله بأن يتحقق الوعد الذي قطعه على نفسه للشعب الإيراني خلال الانتخابات التي أهلته للفوز بمنصب رئاسة الجهورية قبل نحو سنتين. 

 

كما أعرب رئيس المجلس الاعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني عن شكره وتقديره للجهود الكبيرة التي بذلها ويبذلها الفريق النووي الإيراني المفاوض خصوصاً خلال السنتين الماضيتين لتسوية الأزمة النووية المعقدة والشائكة مع الدول الغربية. 

 

وتشير جميع القرائن والشواهد والمعطيات التي ترافقت مع محادثات فيينا إلى أنها ستفضي الى إبرام الاتفاق النهائي الذي يضمن حق طهران في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية ويرفع جميع أنواع الحظر المفروض على البلاد. ووصف الكثير من المراقبين الغربيين هذا الانجاز بأنه سيعبد الطريق أمام إيران للعب دور أكبر في حل الأزمات الاقليمية والدولية لاسيما في مجال محاربة الجماعات الارهابية والتنظيمات التكفيرية في المنطقة. 

 

وكانت أنباء قد تسربت في وقت سابق عن محادثات فيينا أشارت الى إحتمال توقيع الاتفاق النووي اليوم الاثنين المصادف ١٣/ ٧/٢٠١٥، مضيفة ان الاتفاق سيتضمن أيضاً رفع الحظر التسليحي المفروض على إيران على خلفية هذه الأزمة. 

 

صحيفة “الغارديان” البريطانية أشارت من جانبها الى أن وزير الخارجية الامريكي “جون كيري” لم يغادر فيينا منذ ١٦ يوماً من أجل مواصلة المحادثات النووية مع إيران، وهي أطول مدة يقضيها وزير خارجية أمريكي لمناقشة موضوع ما في نفس المكان منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن.

 

وكان كيري قد أعرب عن أمله بتوقيع الاتفاق الشامل بين إيران والسداسية. واصفاً هذا الاتفاق بالتاريخي والمهم كونه يمهد الارضية لحل الكثير من الأزمات الاقليمية والدولية. 

 

وتجدر الاشارة الى ان أعضاء الحزب الجمهوري في الكونغرس الامريكي وبعض الانظمة العربية في المنطقة أعربوا عن خيبة أملهم ازاء الاتفاق النووي المزمع بين طهران والسداسية، واصفين إياه بأنه يمثل انتصاراً واضحاً لإيران، فيما وصفه رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي “بنيامين نتنياهو” بإنه إتفاق سيء، معرباً عن خشيته بأن يؤدي الى زيادة قوة ونفوذ إيران في المنطقة والعالم. 

 

ومن الجدير بالذكر أن الجمهورية الاسلامية في إيران أكدت مراراً سلمية برنامجها النووي ورفضها الشديد للمزاعم التي تتحدث عن سعيها لحيازة السلاح النووي، مشددة على ان هذه المزاعم تتعارض تماماً مع الأسس الدينية والانسانية التي تتبناها الجمهورية الاسلامية. 

 

يأتي هذا في وقت تؤكد فيه جميع التقارير والوثائق الدولية ان الكيان الاسرائيلي يمتلك ترسانة ضخمة من الاسلحة النووية بينها المئات من الرؤوس النووية والتي تشكل خطراً كبيراً على الأمن والاستقرار على الصعيدين الاقليمي والدولي.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق