التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

خطاب الحريري: نجاح في التنظير وفشل في التطبيق 

 بعد ان وافقت حرکة طالبان الافغانية على الحوار مباشرة ووجها لوجه مع ممثلي الحكومة الافغانية جرى عقد لقاء بين الجانبين قبل أيام في باكستان بحضور ممثلين عن امريكا والصين ايضا ما يعني ان طالبان قد اعترفت بشرعية حكومة الوحدة الوطنية الحاكمة حاليا في افغانستان وهو امر اعتبره بعض اعضاء الوفد الحكومي الافغاني المفاوض انجازا ايجابيا في مسار ارساء السلام في هذا البلد.  

وكان ممثلو طالبان قد التقوا عدة مرات وبشكل غير رسمي بممثلي الرئيس الافغاني السابق حامد كرزاي في قطر وبعض العواصم الدولية لكن طالبان كانت في كل مرة تعلن بأن المفاوضين لم يكونوا ممثلين لقيادة طالبان اما في هذه المرة فقد صدر بيان من طالبان جاء فيه ان المكتب السياسي لهذه الحرکة (لديها مكتب في قطر) لديها صلاحية عقد اجتماعات مع اي طرف داخلي وخارجي وكذلك صلاحية وقف المفاوضات.

ويقول محمد ناطقي وهو احد اعضاء الفريق الحكومي المفاوض مع طالبان انه ما من شك بان الذين جاؤوا من قبل طالبان للتفاوض مع ممثلي الحكومة الافغانية في باكستان هم من المستويات العليا في قيادة طالبان وشبكة حقاني ومجلس كويتا، وقد ضم وفد طالبان مساعد وزير خارجية الجماعة “الملا عبدالجليل” ووزير الداخلية “الملا عيسى” ووزير المياه والكهرباء والمناجم والصناعة “عباس آخوند” ووزير الصحة “الملا حسن رحماني” والوالي السابق لقندهار في زمن حكومة طالبان وشخص آخر يدعى “الملا فرهاد” وان هذا المستوى من التمثيل يثبت ان هذا الوفد لايمكن ان يأتي الى باكستان للتفاوض الا بعلم القيادات العليا في طالبان والسؤال المطروح هنا هو “ما هي اسباب قبول طالبان بالتفاوض؟” 

ان اي سبب دفع طالبان الى التفاوض لايمكن النظر اليه الا بعد الاخذ بعين الاعتبار الجهة التي استضافت المفاوضات اي باكستان وكذلك الجهات التي حضرت المفاوضات كمراقبين رسميين اي امريكا والصين، ان النفوذ الكبير لباكستان في طالبان يدركه الشعب الافغاني وحكومته بشكل جيد وفي هذا السياق يقول الصحافي الافغاني الكبير فهيم دشتي انه لايعتقد بأن ارساء السلام المستديم في افغانستان يتطلب التفاوض مع زعيم طالبان الملا عمر بل يتطلب التفاوض مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف. 

وفيما يتوقع ان يعقد ممثلو طالبان وممثلو الحكومة الافغانية اجتماعهم الثاني بعد شهر رمضان المبارك يجب على المراقب للشأن الافغاني ان ينتبه الى الدور الامريكي والصيني في هذه المفاوضات، وهناك من الشخصيات الافغانية من قال بأن الدور الامريكي والصيني في هذه المفاوضات يدل على أن القوى العالمية الكبرى قد اتفقت على اجراء محادثات السلام وربما ارساء السلام في افغانستان وقد صدرت مواقف من وزارتي الخارجية الامريكية والصينية تؤكد دعم واشنطن وبكين لهذه المفاوضات.

واستغرقت الجولة الاولى من المفاوضات بين طالبان والحكومة الافغانية في باكستان ٤ ساعات وطرحت طالبان ٣ مطالب اثنائها وهي اطلاق سراح سجناء طالبان وخروج طالبان من القائمة السوداء وانسحاب القوات الاجنبية من افغانستان وقد وافق الطرفان في هذه الجولة فقط على استمرار المفاوضات وعلى ان يتم طرح كافة المطالب من قبل الجانبين في الجولة القادمة. 

وربما تتطلب موافقة الحكومة الافغانية على مطالب طالبان تعديل الدستور الافغاني في بعض بنوده لكن البنود الخاصة بحقوق المرأة ضمن هذا الدستور لن تتغير كما اكد الرئيس الافغاني اشرف غني فطالبان الذين كانوا في السابق من دعاة حصر النساء في البيوت باتوا الان مجبرين على تكييف انفسهم مع الحقائق الموجودة في المجتمع الافغاني وقد قال بعض مسؤولي طالبان انهم لايعارضون وجود بعض القنوات التلفزيونية بعدما كانت طالبان في السابق تقدم على تحطيم اجهزة التلفاز في الشوارع كرمز للحضارة الغربية.  

ورغم وجود بعض الجهات التي تعتقد بأن المفاوضات بين طالبان والحكومة الافغانية الحالية قد وصلت الى طريق مسدود منذ بدايتها نظرا الى المطالب التي قدمتها طالبان لكن هناك من يعتقد ايضا بامكانية ان يقدم الجانبان على سلوك طريق آخر يؤمن الربح لكلا الجانبين نظرا الى شعور طالبان والحكومة الافغانية بأن ظهور تيارات تكفيرية وارهابية جديدة على الساحة الافغانية في الآونة الاخيرة يعتبر تهديدا حقيقيا للجميع وان الاوضاع تتطلب الآن تقديم تنازلات من أجل التوصل لاتفاقيات.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق