التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

اتفاق تاريخي ومنعطف مهم لمحاربة الإرهاب 

عبدالرضا الساعدي
أخيرا ، توصلت القوى الست الكبرى وجمهورية إيران الإسلامية  إلى اتفاق نووي نهائي، بعد مفاوضات شاقة وطويلة ،  في العاصمة النمساوية فيينا.
ويمكن وصف هذا الاتفاق بأنه ‘‘ لحظة تاريخية وصفحة أمل جديدة ، كونه قرارا يمهد الطريق أمام فصل جديد في العلاقات الدولية،ويفتح “آفاقا جديدة” بعد حل “هذه الأزمة غير الضرورية” – على حد وصف الرئيس الإيراني السيد حسن روحاني الذي أشار أيضا أن نجاح المحادثات دليل على أن “الالتزام البناء يأتي ثمارا” وانه بات من الممكن الآن “التركيز على التحديات المشتركة” في إشارة إلى مكافحة الإرهاب وبالتحديد تنظيم داعش المجرم.
هذه الاتفاقية التي تضم 5 ملاحق ونص رئيس ، وافقت عليها جميع وستقدم إلى مجلس الأمن لإقرارها ، تمثل خارطة طريق مع إيران، ويهدف إلى حل كل القضايا العالقة بشأن برنامج إيران النووي بحلول نهاية العام.
وكما يبدو فإن هناك ارتياحا في الشارع الإيراني لهذا المكسب والمنعطف الجديد بشأن الاتفاقية ، كما أن هناك ارتياحا دوليا بشكل عام ومن دول صديقة وقريبة  لإيران بشكل خاص وأبرزها روسيا التي عبرت عن هذا الاتفاق بأنه سيساهم في محاربة الإرهاب بالشرق الأوسط، مبدية ترحيبها الشديد بهذا الاتفاق
كونه عاملا صحيا بالنسبة للوضع في الشرق الأوسط بشكل عام. . وكذلك الصين التي بينت أن الاتفاق النووي مع إيران يظهر أن التفاوض يمكن أن يحل القضايا العالمية.
الدولتان الوحيدتان غير المرتاحتين لهذه الاتفاقية هما إسرائيل والسعودية ومن تحالف معهما ، فبعد ساعات قليلة من إعلان الاتفاق ، دعا المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر لعقد جلسة طارئة!! كما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي الاتفاق بين إيران والقوى الكبرى الست بشأن برنامج طهران النووي بالخطأ التاريخي، فيما اعتبرت القائمة بأعمال وزارة الخارجية الإسرائيلية الاتفاق بأنه “استسلام تاريخي” أمام إيران.. أما السعودية فقد قالت ‘‘أن الاتفاق النووي مع إيران سيجعل المنطقة أشد خطورة‘‘!!! ..
 كل هذا يؤكد أن إيران كسبت المعركة وحققت جملة من المكاسب والأهداف لشعبها وللمنطقة والعالم بأسره ، خصوصا  في مجال محاربة الإرهاب الذي تدعمه الدولتان المعارضتان للاتفاقية وغير المرتاحتين لها ، أي :إسرائيل والسعودية ، الداعمتان لداعش والإرهاب في المنطقة والعالم.
نجاح المفاوضات وكسبها والتوصل إلى اتفاقية مهمة مثل هذه ، سينعكس بالإيجاب على العراق أيضا وعلى وضعه الأمني والعسكري وهو يواجه الإرهاب متمثلا بداعش وأخواتها في البلد والمنطقة ، وتأتي نتائج هذا النجاح متزامنة مع ما يحققه الحشد الشعبي والجيش الأبطال من إنجازات وانتصارات كبيرة في الرمادي والفلوجة ، وباتجاه تحقيق الحسم الأكبر في نينوى فيما بعد ، من أجل إزالة كل آثار الموجة الإرهابية الداعشية في البلد .

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق