التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

الشيخ أحمد كريمة علم من أعلام الوحدة ونبذ التطرف 

الشيخ أحمد كريمة، الداعية الاسلامي المعروف بمواقفه الرافضة للفكر الوهابي القائم على التكفير، والباحث الاسلامي الذي كتب العديد من المؤلفات التي تلقي الضوء على أوجه التلاقي الكبيرة بين الشيعة والسنة، علم من أعلام الأزهر وصوت حق في زمن كثر فيه شراء الأصوات. ولد الشيخ أحمد كريمة في ٢ يونيو عام ١٩٥١ بمحافظة الجيزة في عائلة متدينة، حصل على درجة الدكتوراه في “الفقه” مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة الأزهر بالقاهرة .

“أحمد كريمة” لم يكتف بتدريسه للشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر، بل يتولى أيضا إلقاء الخطب والمحاضرات وإقامة الندوات بالمساجد ومراكز الشباب والجمعيات الدينية، كما يقوم بنشر تعاليم الدين الإسلامي عبر العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية داخل مصر وخارجها .

ولم تقتصر نشاطات الشيخ أحمد كريمة على الداخل المصري فقط، بل إنه يتمتع أيضا بالعديد من المشاركات والمساهمات العلمية خارج مصر حيث قام بالتدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كما قام بتدريس العلوم الشرعية ووضع منهج التربية الإسلامية لسلطنة عمان، كما أن برامجه التلفزيونية تتمتع بنسب مشاهدة عالية في الدول العربية والغربية. بلور أستاذ الشريعة الإسلامية أفكاره ومعتقداته حول الفقه والشريعة في العديد من المؤلفات، ومن أبرزها “الاعتداءات الأثيمة على السنة النبوية القويمة- الوجيز في حقيقة الإيمان- الرضاع وأحكامه في الشريعة الإسلامية- سجود الشكر وأحكامه في الفقه الإسلامي- وسائل الدفاع الشرعي ومقاصده ”.

كما يقوم بمعالجة التطرف المنسوب إلى الدين والرد على الأحكام التي دخلت الى الاسلام عن طريق البدع والأحاديث المزورة خصوصا تلك التي أدخلها ابن تيمية ومحمد عبد الوهاب المؤسس الرسمي للتيار الوهابي الذي قام أساسا لمساندة حكم آل سعود بعد أن سيطروا على الحجاز ( السعودية حاليا)، وله لهذا الغرض مؤلفات منشورة عديدة، من أهمها: “قضية التكفير في الفقه الإسلامي- اعتزل تلك الفرق- إسلام بلا فرق- قضية الحكم بغير ما أنزل الله تعالى- السنة النبوية بين الاجتراء والافتراء- إراحة الأنام في راجح وأدلة الأحكام ”.

 

الشيخ كريمة والدعوة الى التجديد في الأزهر

أكد الشيخ الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أنه ذهب إلى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في مكتبه ٣ مرات خلال ٤ سنوات وقدم له ملفات عن إصلاح التعليم الأزهري وتطوير الخطاب الديني وإنشاء قناة فضائية وآخر الأبحاث والدراسات في ذلك، وقد أحال شيخ الأزهر هذه الملفات في نفس الجلسة إلى وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان . وقال كريمة، في تصريحات صحفية: “تيقنت وقتها أنه لا توجد نوايا أو عزائم للاستماع إلى نصائح الآخرين ولا مشورة من هم خارج دائرة صناع القرار “. وأضاف: “انتصر لهم رئيس الجامعة الحالي الدكتور عبد الحي عزب منذ أيام قليلة وأصدر قرارا بإيقافي عن العمل لمدة ٣ أشهر “. وأكد أن “هذا المناخ الفاشي الديكتاتوري لا يجرؤ علماء الأزهر فيه على التحدث أو الإمساك بقلم لإصلاح المعوج في مؤسسة الأزهر “. ووصف هذا العصر في الأزهر بأنه “زمن تكميم الأفواه، حيث طالبوا العلماء بعدم الحديث عن الأزهر لا بالخير ولا بالشر “.

قرار توقيف كريمة عن التدريس أكده الدكتور أحمد زارع، المستشار الإعلامي لجامعة الأزهر، بأن القرار الذي صدر بحق الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، بوقفه عن العمل، هو قرار صريح، مشدداً على أن القرار صدر من رئيس الجامعة صباح اليوم السبت . وأشار زارع إلى احترامه الشديد لكريمة، وكونه قامة وقيمة علمية، لافتا إلى أنه ظهر مؤخرا بزياراته المتكررة لدولة إيران بصورة (لم يرض عنها الأزهر) .يأتي ذلك في الوقت الذي نفي فيه الدكتور أحمد كريمة فصله من الأزهر، مؤكدا أنه لم يصله أي إخطارات بخصوص هذا القرار .

وكما يبدو فان صوت الشيخ أحمد كريمة الذي يدعو دائما الى التقريب بين المذاهب ورفض البدع، ومهاجمة الفكر السلفي الوهابي ومنشأه لم يلق استحسان السعودية التي مارست ضغطا واسعا عليه عبر الترويج الى فكرة تشيعه وتسليط الضوء على زياراته التي قام بها الى ايران، رغم أنه ليس الشيخ الوحيد الذي يزور ايران باستمرار لحضور المؤتمرات والندوات للتقريب بين المذاهب الذي تسعى اليه ايران عند كل فرصة سانحة، وقد انتشرت على مواقع الانترنت مقاطع فيديو عديدة ونشر العديد من الأخبار التي تزعم اعتناق الشيخ أحمد كريمة للمذهب الشيعي، وهذا ما ينفيه مقربون منه مؤكدين أن الغرض من هذه الحملة الدعائية هو النيل من شخصية الشيخ كريمة بعد أن رأوا مدى تأثيره على مشروعهم الفتنوي التفريقي.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق