التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

الإستخبارات السعودية والاردنية: عمالة لامريكا والکيان الاسرائيلي أم تعاون ؟؟ 

 يتردد في الوسط السياسي والأمني والاعلامي الحديث كثيرا عن ادوار خطيرة جدا تلعبها اجهزة استخبارات عربية وتركية لمساعدة الاستخبارات الاسرائيلية والامريكية في تنفيذ مشاريعها القائمة في المنطقة.

 

وتتمتع الحركة الاستخباراتية العربية بوقاحة بالغة في الفترة التي تلت احداث ما يسمى بالربيع العربي، حيث أثبتت الادلة الفيزيائية والجنائية التي توصلت اليها التحقيقات في العديد من عمليات الاغتيال والتجنيد ومتابعة حركة التسليح وغرف ادارة معارك المجموعات الارهابية، واقعا سيئا جدا عن دور اجهزة الاستخبارات العربية الذي وصل الى حد العمالة لا التعاون !! 

 

فبدل أن تكون اجهزة الاستخبارات اداة لوقاية البلاد العربية من الارهاب والخطر الاسراامريكي الذي يتبنى تقسيم المنطقة العربية، تحولت هذه الاجهزة الى خلايا لتجنيد الارهابيين والعملاء والمشاركة في عمليات الاغتيال والتخريب داخل الجسم العربي المفترض في ظل هذا المشروع الاسراامريكي الخطير أن يقف موقفا موحدا لدرء المخاطر المحدقة والتي تهدد الدول العربية جمعاء.

 

الاستخبارات الاردنية:

 

تاريخ الاستخبارات الاردنية حافل بالاغتيالات والتجسس والتجنيد، حيث تتعهد المخابرات الاردنية _البريطانية المنشأ_ تولي ملف التجسس عربيا لصالح الاستخبارت الامريكية والموساد الاسرائيلي والاستخبارات البريطانية.

 

فمن باكستان وافغانستان وملف القاعدة قديما وحديثا ايضا، عمليات استخباراتية معقدة تحكي عن دور الجهاز الاردني في تلك البلاد. نذكر أهمها عملية تجنيد مزدوجة شكلت سابقة مهمة في العمل الاستخباراتي، فالطبيب الاردني همام خليل محمد أبو ملال البلوي، وقصة تجنيده من قبل النظام الأردني وعمليته المزدوجة التي تكشف عن مدى عمق العلاقة بين الاستخبارات الاردنية والسي أي اي ومستوى الثقة التي ينالها الجهاز الاردني من قبل الاستخبارات الامريكية.

 

وتكشف تفاصيل تلك العملية عن مستوى الدور الواسع للاردن في العمل الاستخباراتي العالمي، وهذا العميل المزدوج الذي جندته الاجهزة الاردنية للعمل في عمق تنظيم القاعدة في باكستان، انقلب على مشغليه ونفذ عملية انتحارية في قاعدة خوست في أفغانستان عام ٢٠٠٩م أثناء اجتماعه بمجموعة من الضباط المشغلين الاردنيين والامريكيين، ادت الى مقتل مجموعة كبيرة من الضباط. 

 

الطبيب الاردني المجند، وقبل تنفيذه للعملية الانتحارية كان قد اعترف عبر تسجيل مصور اعترافات خطيرة جدا عن الاستخبارات الاردنية وفضح تاريخا من الاوساخ الأمنية لهذا الجهاز، واتهمه بالتورط في قتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبي مصعب الزرقاوي وعبد الله عزام وقيادات كثيرة في “ساحات الجهاد” وفق تعبيره.

 

كما اعترف بأن ضابطا كبيرا في استخبارات النظام الأردني كان قد حدثه عن تفاصيل عملية اغتيال القيادي في المقاومة اللبنانية عماد مغنية متباهيا ان له اليد الطولى في الرصد والتتبع والتشخيص للقيادي الشهيد، فضلا عن قيادات من حركة حماس والجهاد الاسلامي في الضفة وغزة وخارج الاراضي الفلسطينية والاشراف على تشغيل عملاء في غزة والضفة الغربية يرفدون الجهاز بمعلومات ثمينة جدا وحساسة عن حركات المقاومة الفلسطينية وقيادييها وتحركاتهم.

 

وفي سجل الاستخبارات الاردنية الحافل أيضا، محاولة اغتيال العقيد حافظ مخلوف، المسؤول عن أمن القسم ٤٠ من العاصمة السورية، والذي له دور أوسع وأكبر من ذلك داخل النظام، بحكم ثقة الرئيس الأسد به لفاعليته وأسلوبه الأمني المميز.

 

حيث استهدف العقيد بعملية إرهابية أدت إلى تدمير السيارة التي كان يستقلها على أوتستراد المزة، لكن نجاته من الاغتيال وردّة فعله الفورية، حيث طلب من رجاله محاصرة كل الأبنية والمخارج، وتفتيش الشقق المطلة على موقع الحدث، لم تعطِ  للمنفدين فرصة طويلة لإخراج معداتهم، فهربوا من الشقة قبل وصول الاستخبارات السورية إليهم تاركين الوسائل الفنية التي استخدموها والتي كشفت عن هوية المنفذين ودور الاسرائيليين والأمريكيين وللأسف الاستخبارات السعودية والأردنية عبر عملائهم الميدانيين.

 

ومن جهة اخرى يقيم جهاز الأمن الأردني غرفة استخباراتية في المنطقة الجنوبية مقرها مدينة المفرق، في نقطة استراحة الرشيد. هذه الغرفة كانت غرفة إسرائيلية-أردنية قديمة، أنشئت في عام ١٩٩٨ بموجب اتفاقية وادي عربة، ضمن الجزء الأمني غير المعلن من الاتفاقية .

 

واليوم، أصبحت عبارة عن غرفة عمليات مشتركة بين ضباط أمريكيين وضباط من دول غربية والإمارات والکيان الإسرائيلي والأردن وتركيا، وعدد من الضباط السعوديين، بينهم العميد أحمد الدوسري، ويرأس الغرفة الأمير سلمان بن سلطان، الأخ غير الشقيق لبندر بن سلطان، ونائب وزير الدفاع السعودي.

 

واقع الاستخبارات الاردنية وتاريخها العلني تحكيها عمليات امنية كثيرة قام بها الموساد أظهرت التحقيقات فيها حضور الاستخبارات الاردنية بقوة الى جانب عناصر الموساد، فملف التعامل الاردني مع اسياده المؤسسين مليء بالاحداث، ويبقى في الذاكرة والارشيف اعمال التفتيش التي كانت تنفذها الاستخبارات الاردنية والاسرائيلية علنا للطائرات المدنية اللبنانية التي كان مفروضا عليها التوجه الى مطار الاردن للخضوع للتفتيش قبل التوجه من والى لبنان عقب انتهاء حرب تموز عام ٢٠٠٦.

 

الاستخبارات السعودية:

 

الواقع الاستخباراتي السعودي ليس اشفى حالا من نظيره الاردني، فالاجهزة الأمنية السعودية تنشط في الساحة الدولية خدمة للاسرائيليين والامريكيين وقد عبرت عن هذا الواقع السيء من التعامل السعودي مع الاستخبارات الاسراامريكية تفاصيل تحقيقات في حوادث عديدة جرت في الساحة السورية وغيرها.

 

فالحركة الاستخباراتية السعودية التي كان يقودها بندر بن سلطان الوجه الامريكي العلني في النظام السعودي لم تكن فقط ابان بدء الازمة السورية بل قبلها أيضا. وهذا دليل على ان ما جرى في سوريا ليس الا مخططا للانقضاض على النظام الممانع بشخص الرئيس الأسد تحت ستار الربيع العربي وثورة الحريات الملونة.

 

فمنذ العام ٢٠٠٦، صدرت اوامر من المخابرات السعودية وبالتنسيق مع الاستخبارات الامريكية، لشخصية امنية لبنانية _ يعتقد أنه وسام الحسن رئيس سابق لجهاز فرع المعلومات اللبناني _ للبدء بتشكيل خلايا أمنية له داخل سوريا. فبعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، يقول معارض سوري بارز «تلقينا عروضا عبر وسيط لإقامة اتصالات مع مسؤول أمني لبناني بارز، قال انه يعمل بالتنسيق مع بندر بن سلطان». وقال الوسيط، الذي كان يتصل بمعارضين سوريين في الخارج، انه مكلف من قبل الأمير بندر بن سلطان، رئيس المخابرات السعودية، بتنظيم المعارضة السورية، ودعمها، و« زودنا برقم المسؤول اللبناني، وطلب منا التحدث إليه، وقدم لنا تصوراً سياسياً متكاملاً، لما ينبغي أن تكون سوريا عليه في المستقبل، مع نصوص دستورية جديدة، وبرنامج عمل سياسي جاهز».

 

وفي سجل العمالة السعودية ودورها الأسود، فإن تحقيقات حادثة محاولة اغتيال العقيد مخلوف في دمشق وما تركه المنفذون الاسرائيليون في ساحة الجريمة من أجهزة كانت عبارة عن أدوات تكنولوجية للرصد الهاتفي أو المصور، فاجراء المخابرات السورية المباشر والسريع حال دون تمكنهم من إخراج معداتهم، وهذا ما كشف عن دور الاستخبارات السعودية الكبير عبر عملائها الذين كانوا أداة الأمريكيين في التعاون مع الإسرائيليين.

 

حادث اخر تمثل في اغتيال خلية الأزمة، تلك العملية التي شارك الأمريكيون فيها من خلال السعوديين، ومن خلال الدور التركي الذي كان المنفذ الرئيسي للعملية، حيث أدارت المخابرات التركية عملية الاغتيال عبر إدارتها لاختراقين، أمريكي وسعودي، داخل مكتب مدير مكتب الأمن القومي السابق في سورية، اللواء بختيار. 

 

أحدهم وضع العبوة التي هي عبارة عن ورق من السي فور، مصنع ليكون لاصقاً لباطن الطاولة التي جلس حولها أفراد خلية الأزمة، حيث بقي العميل حسين الحموي (مجند ممدد له لثلاثة سنوات بعد نهاية خدمته) لمدة طويلة سابقة، يدخلها ويستغل الفرصة للصقها بالطاولة، وهي تبدو بعد اللصق تماماً كما لو أنها (الطاولة نفسها). 

 

هذا العمل لم يكن ليتم لولا إطفاء جهاز (جام) يحجب البث الإلكتروني. وهذا الجهاز موجود في مكتب بختيار، ومن أطفأه هو عميل آخر لا يعرف العميل الأول، وجرى تجنيده من خلال سفره للعلاج في فرنسا، حيث كان عاقراً، ويرغب بإنجاب أولاد، أو على الأقل هذا ما كان يبرر به سفره المتكرر إلى فرنسا مع زوجته أمام مسؤوله المباشر اللواء بختيار، فقد كان هذا العميل مديراً في مكتب بختيار، وموثوقاً به .

تبادل الادوار وتنسيق المهام:

 

بين الاستخبارات السعودية والاردنية، تاريخ مشترك من العمالة وليس التعاون، فواقع الأدلة التي أوجزنا عرضها يشير الى ان اجهزة الدولتين ليست الا خدما أمنيين وعملاء يتبعون مباشرة للاستخبارات الامريكية التي تنسق عملهم مع الموساد الاسرائيلي، ففي كل العمليات الامنية المتعددة، التي كان هناك امكانية لتفكيك احداثها وتفاصيل حدوثها، يستدل على دورين اساسيين يكونان على عاتق الاستخبارات السعودية والاردنية الحاضرة دائما الى جانب الامريكيين.

 

ففي حين يتبنى الجهاز الاردني عمليات الجمع المعلوماتي والتجنيد والاستطلاع الفني والميداني وتأمين ساتر لعناصر الموساد الاسرائيلي وتجهيز الوسائل اللوجستية واماكن التموضعات، يتبنى الجهاز السعودي عملية تنسيق التواصل مع اجهزة استخباراتية اخرى في الدول الواقعة في محيط الدولة الهدف، على غرار التواصل مع الاستخبارات في تركيا ولبنان ومصر والعراق. كما يقع على عاتق الاستخبارات السعودية التنسيق المباشر مع الخلايا الارهابية والمجموعات التكفيرية المسلحة وتنسيق عملية التسليح والدعم المالي وتشخيص المتعاونين والتجنيد وتحديد الاهداف للقيام بعمليات ارهابية وتسهيل تنقلات الارهابيين والانتحاريين عبر الاستفادة من علماء دين تكفيريين غير معروفي الهوية والانتماء.

 

وسط كل هذا، لا يخفى على احد ان ابرز امراء الجماعات التكفيرية هم من الجنسيات السعودية والاردنية، على شاكلة ابي مصعب الزرقاوي الاردني وماجد الماجد السعودي امير كتائب عبد الله عزام في سوريا الذي اوقف في بيروت اثناء قيامه بأعمال ارهابية وتوفي لاحقا نتيجة وضعه الصحي السيء.

 

بين الاردن والسعودية وقطر، ارهاب متنقل متأصل بلباس الوهابية والسلفية التي ولدتها الاجهزة الاستخباراتية لهذه الدول، والتي يذهب ضحيتها الالاف من دماء الشعوب العربية البريئة طوعا لعيون الاسياد الاسراامريكيين، وكل ما يقال حول معارك ضد الارهاب هي كذب محض وادعاء وليست الا عمليات للحفاظ على السيطرة على الارهابيين بيد المشغلين الاسياد الامريكيين والانظمة العربية العميلة والاسرائيليين. لكن قادم الأيام ولعبة النار التي يراد منها حرق قوى المقاومة والممانعة لن تکون نتائجها الا حرق لاصابع مشعليها، فطابخ السم آكله قصة ستحملها الايام القادمة في قلب الاحداث الجارية. 

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق