التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, نوفمبر 14, 2024

إيران ومنظمة شانغهاي.. آفاق التعاون بين الواقع والطموح 

 قبل عدة أيام استضافت مدينة أوفا عاصمة جمهورية باشقیرستان الروسیة اجتماعات مهمة لثلاث منظمات اقلیمیة ودولیة کبری هي (مجموعة بریکس) و(اتحاد أوراسیا الاقتصادي) و(منظمة شانغهای للتعاون) التي تشکل نفوسها اکثر من ٥٠ بالمائة من سکان العالم ولها نحو ٣٠ بالمائة من الناتج الاجمالي العالمي. 

وقد شاركت إيران في هذه الاجتماعات على أعلى المستويات، وتمثلت هذه المشاركة بحضور الرئيس حسن روحاني الذي التقى أيضاً على هامش هذه الاجتماعات برؤساء الدول المشاركة وبحث معهم تطورات الاوضاع الاقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل تطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات. 

ونود في هذه السطور التركيز على علاقة إيران بمنظمة شانغهاي والمكاسب التي يمكن أن تتحقق للجانبين في حال انضمامها اليها كعضو دائم وغير ذلك من الأمور التي لها صلة بهذا الموضوع. 

 

نبذة مختصرة عن منظمة شانغهاى للتعاون 

تضم منظمة شانغهای للتعاون التی تأسست في عام ٢٠٠١، ١٤ دولة هي روسیا والصین وکازاخستان وقرغیزیا وطاجیکستان وأوزبکستان إضافة إلی الهند وإیران وباکستان وأفغانستان ومنغولیا کعضو مراقب وبیلاروسیا وترکیا وسیریلانکا کعضو شریك في الحوار .

وتشكلت هذه المنظمة لقناعة دولها بأهمية التعاون فيما بينها والبحث عن صيغ ومقاربات تخدم مصالحها الاقتصادية والسياسة والأمنية، في عالم لم تعد فيه مقبولة معادلة القطب الواحد وسياسة الاملاءات والضغوط في العلاقات الدولية. 

ومن الأهداف المعلنة للمنظمة هي مكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف، والتصدي لتجارة الأسلحة والمخدرات، فيما ينظر الكثير من المراقبين إلى هذه المنظمة كحلف عسكري جديد يهدف إلى مواجهة حلف الناتو على الرغم من نفي مؤسسيها لذلك.

ويدعو أعضاء المنظمة المجتمع الدولي إلى إعادة صياغة نظام مالي واقتصادي عالمي قائم على العدالة والمساواة يضمن حقوق جميع الدول ويسمح لها بالإستفادة من فوائد هذا النظام بشكل مناسب.

كما يعتقد أعضاء المنظمة بأن التعاون الدولي هو أداة أساسية وفعّالة لاحتواء الأخطار والتحديات المشتركة، وتأمين موارد الطاقة، والأمن الغذائي، وحل مشاكل المناخ وتداعياته .

وتقدمت إيران عام ٢٠٠٤ بطلب الانضمام إلى منظمة شانغهاي، وتم قبولها كمراقب في قمة استانة عام ٢٠٠٥. بيد انها تطمح للانضمام إلى المنظمة كعضو دائم، الأمر الذي يلقى تاييداً من قبل غالبية اعضاء شانغهاي، لما تمتلكه إيران من قدرات اقتصادية وبشرية وعلمية هائلة، وموقع جغرافي استراتيجي يربط بين جهات العالم الاربع، اضافة إلى ما تتمتع به من سياسة مستقلة ومناهضة للهيمنة الامريكية، والتي تتناغم تماماً مع اهداف المنظمة التي أشرنا إليها آنفاً والتي تم الاعلان عنها في قمة (ألماتي) في ١٤ سبتمبر / أيلول عام ٢٠٠١.

ويعتقد المراقبون ان انضمام إيران البلد الآسيوي الكبير نفوساً والعريق تاريخاً والمؤثر ثقافياً إلى منظمة شانغهاي سيشكّل بكل تأكيد رجحاناً هاماً للمنظمة على الصعيدين الجيوبوليتيكي والجيوستراتيجي في العالم. خصوصاً بعد نجاحها الباهر في توقيع الاتفاق النووي الشامل مع السداسية الدولية (مجموعة ٥+١) والذي سيؤهلها للعب دور أكثر فعالية لحل الملفات الشائكة في المنطقة والعالم والمساهمة في تعزيز الأمن والاستقرار وتسريع النمو الاقتصادي على الصعيدين الاقليمي والدولي .

كما يعتقد المراقبون ان انضمام إيران إلى منظمة شانغهاي كعضو دائم من شأنه أن يشكل رافداً اقتصادياً قوياً للمنظمة باعتبارها رابع اكبر منتج للنفط في العالم، وتمتلك احتياطيا نفطياً، يصل إلى ١٣٧ مليون برميل، اي نحو ١٠ بالمائة من احتياطي العالم، كما تمتلك نحو ١٦ بالمائة من احتياطي العالم من الغاز. وهو ما جعلها تفرض نفسها بقوة على الاسواق العالمية كمنتج ومصدر للطاقة لا يمكن الاستغناء عنه. 

في مقابل ذلك يمكن لإيران ان تكسب بانضمامها لمنظمة شانغهاي سوقاً واعدة للنفط والغاز وصادراتها غير النفطية، بالاضافة إلى تأمين حاجاتها في المجالات التقنية واستقطاب الرساميل لتطوير بنيتها الصناعية، كما يمكنها الاستفادة من دول المنظمة وبشكل خاص الصين كجسر يربط شرق آسيا بجنوبها .

إذاً يمكن القول وبضرس قاطع إن من مصلحة إيران أن تسعى للانضمام كعضو دائم إلى منظمة شانغهاي لما يوفره لها ذلك من مساحات اكبر للتعاون مع الدول الاعضاء في المنظمة على كافة المستويات، كما ان مصلحة شانغهاي ضم إيران اليها، لما تتمتع به من امكانيات وطاقات هائلة في مختلف المجالات اضافة إلى ما تملكه من مواقف سياسية مبدئية وواضحة تصب في صالح شعوب المنطقة والعالم وتسهم في تعزيز الأمن والاستقرار وتسريع النمو الاقتصادي اقليمياً ودولياً.

المصدر : المصدر

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق