التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

إنضمام الامريكيين لجماعات التكفير في وتيرة تصاعدية 

 كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن عدد المسلحين العسكريين الأجانب بصفوف الجماعات التكفيرية في سوريا والعراق، ويعود ذلك إلى القلق الذي تستشعره الأوساط والحكومة الأمريكية من ظاهرة ازدياد هذه الأعداد، حيث أشارت الدراسات الأخيرة التي أجراها مكتب مدير الإستخبارات الوطنية الأمريكية بأن العدد وصل إلى أكثر من ٢٥ ألف مقاتل، ويشير المكتب في دراسته إلى أن العدد ارتفع من ٢٢ ألف و٥٠٠ مقاتل في شهر أيار إلى ٢٥ في الشهر الحالي، ويشمل هذا العدد ٢٥٠ مقاتلا من امريكا فقط. وتجدر الإشارة وبحسب تقدير الإحصائية إلی أن كل تلك الأرقام تعد مجرد تقديرات في أحسن الأحوال، ومن المرجح أن تكون الاعداد أكثر من ذلك وهي في كل الأحوال متجهة نحو المزيد. 

 

كما تقوم الشرطة الأمريكية بين الحين والآخر باعتقال عدد من المنتمين للجماعات التكفيرية على اراضيها مما يثير قلقا باحتمال وجود خلايا نائمة لهذه الجماعات. فخلال الأسبوع الماضي تمكنت الشرطة من اعتقال ٥ اشخاص في ولايتي أوهايو ونيويورك، سبق ذلك إعتقال شخص آخر في بلدة شيفلغ ليغ بولاية أوهايو، هذا بالإضافة إلى قيام الشرطة باعتقال مجموعة كانت تخطط لإنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لتجنيد أمريكيين. تجدر الإشارة إلی أن الوثائق تثبت بأن أمريكا عملت خلال السنوات الماضية ولا زالت تعمل على إنشاء قواعد تدريب لهذه الجماعات في البلدان المجاورة لسوريا والعراق وليبيا، وهي تمدهم بالسلاح والإحتياجات اللازمة وهو ما يعد بمضمونه عملا تشجيعيا للإنضمام إلى هذه الجماعات بخلاف الإدعاءات العلنية من محاربة هذه الجماعات. 

 

هذا وكانت الشرطة قد اعتقلت شابا يبلغ من العمر ٢١ عاما في نيويورك في الشهر الماضي بتهمة الإنتماء إلى الجماعات التكفيرية، فيما تحدثت أنباء عن أن جملة من المشتبه بانتمائهم إلى هذه الجماعات هم من طلبة الجامعات في مجالات مختلفة كالطب والهندسة والطيران وهو ما يثير مخاوف بشأن استفادة الجماعات التكفيرية من موقعية البعض منهم للإستفادة في أعمال كبيرة مشابهة لتلك التي حدثت في ايلول من العام ٢٠٠١، هذا إلى ما بينته التحقيقات مع الموقوفين من إمتلاك البعض منهم المعرفة في صنع القنابل، وتجدر الإشارة إلى أن السياسات العنصرية الأمريكية بحق المواطنين والتمييز الذي تشهده البلاد يعد سببا أساسيا يعتد به وراء خلفية إنضمام بعض الشباب إلى هذه الجماعات. 

 

كما أشارت التحقيقات التي أجريت مع بعض الموقوفين امتلاكهم لخرائط وصور عن مواقع سياحية في نيويورك، وهو ما يشير إلى مشروع لدى الجماعات القيام بأعمال هجومية تستهدف تلك الأماكن. فيما تحدث كثير من الموقوفين عن أن الدافع وراء التحاقهم بجماعات التكفير يعود إلی السياسات العنصرية بحقهم فضلا عن خدمات التعليم والصحة والمساعدات الإجتماعية المحرومين منها وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى شعورهم بصعوبة الإندماج مع المجتمع. هذا وتشير تعليقات المقاتلين الأجانب على مواقع التواصل الإجتماعي إلى الواقع الذي عانى منه المنضمون قبل ترك بلدهم والإلتحاق بهذه الجماعات.

 

إذن هذه الأسباب التي تحتوي في دفتها البطالة والفقر والتهميش الإجتماعي والإقصاء العنصري هي الأسباب التي تدفع بعض الأمريكيين إلى الإنضمام لجماعات التكفير، فلا شك في ذلك أنها أسباب للنقمة على المجتمع والخروج من الواقع المرير الذي يعيشونه، هذا بالإضافة الی الشعور الذي ينتاب طبقة الشباب الأمريكي اليوم من استبعادهم في تحمل المسؤولية المجتمعية ومن المشاركة في توجيهها وإدارتها وهو بالتالي تشجيع لهم على الإنضمام إلى هذه الجماعات وبالتالي خروج عن المجتمع الذي يعيشون فيه، بالإضافة إلى السياسات الأمريكية التي انتهجتها على مدى أعوام ولا زالت مستمرة بها والقائمة على دعمها للإرهاب والفكر المتطرف.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق