التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, نوفمبر 13, 2024

تفجيرات غزة: حين تتقاطع المصلحة الإسرائيلية التكفيريَّة 

 يعيش الداخل الفلسطيني حالةً من التوتر الأمني كالعادة ولكن عبر مشهدٍ قد يكون جديداً لأسبابٍ عديدة. فالتفجيرات التي حصلت في غزة البارحة، ليس مُستغربة من ناحية أن المقاومة وقياداتها تقع في دائرة الإستهداف دوماً. لكن المُستغرب هو الجهة المُنفذة، لا سيما أن تقاطع المصالح بين الكيان الإسرائيلي والتنظيمات الإرهابية لا سيما داعش، قد يكون الخلفية الحقيقية لهذه التفجيرات. فماذا في التفجيرات الحاصلة؟ وكيف يمكن قراءة دلالاتها وتحليلها؟

تقرير حول تفجيرات غزة:

ذكرت وسائل الإعلام الفلسطينية والمصادر الصحفية البارحة، أن خمس سيارات تعود لناشطين في حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” دمرت صباح يوم الأحد، في إنفجارات شبه متزامنة، وقعت في شمال مدينة غزة، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها بعد. ولم تقدم الشرطة التابعة لـ”حماس” أي معلومات أو تفاصيل عن المنفذين المحتملين لهذه التفجيرات أو ملابساتها، مكتفية بالقول إنها تسببت بـ”أضرار مادية” فقط، ومتوعدة بأن منفذي التفجيرات “لن يفلتوا من العقاب”. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم في تصريح صحافي إن “عناصر إجرامية قامت صباح اليوم بتفجير عدد من السيارات التي تتبع لفصائل المقاومة في منطقة الشيخ رضوان ما خلف أضراراً مادية”. وأكد البزم أن “الأجهزة الأمنية باشرت التحقيق في الحادث وتعمل على تعقب الفاعلين”، مضيفاً أن “المجرمين لن يفلتوا بجريمتهم”. وقال شهود إن قنابل وضعت تحت السيارات المتوقفة أمام منازل أصحابها في منطقة الشيخ رضوان، ووقعت جميع الانفجارات بشكل منسق تباعاً خلال ربع الساعة. وتعود ثلاث من السيارات إلى أعضاء في “كتائب عز الدين القسام”، الجناح العسكري لـ”حماس”، واثنتان إلى “سرايا القدس”، الجناح العسكري لـ”الجهاد الإسلامي”، بحسب ما ذكر الشهود.

وأكدت “كتائب عز الدين القسام” و”سرايا القدس” في بيان مشترك أنهما لن تتهاونا “في ملاحقة الأيادي الآثمة” التي استهدفت مركبات عناصرهما في مدينة غزة. وأضاف البيان إن “هذه الأفعال القذرة لن تثنينا عن دورنا وواجبنا المقدّس في حماية شعبنا والدفاع عن أرضنا والإعداد لمواجهة عدونا، فبوصلتنا نحو العدو، ولن يظفر المتربصون سوى بالخيبة والعار”. وأوضح البيان “أن هذه الأفعال الإجرامية تحمل عنواناً واحداً، وهو التساوق مع الاحتلال وخدمة أهدافه، وأن الأدوات المأجورة المنفّذة تضع نفسها في مربع الخيانة، وأن بعض الأيادي الآثمة الغادرة تحاول النيل من المقاومة في محاولات يائسة بائسة، في الوقت الذي يعيش فيه شعبنا الفلسطيني المجاهد الذكرى الأولى للحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، وذكرى الملحمة البطولية العظيمة التي خاضتها المقاومة الفلسطينية ضد هذا العدوان الهمجي”.

وتعتبر هذه الهجمات غير مسبوقة على مستويات عدة، حيث أنها المرة الأولى التي تستهدف فيها حركة “الجهاد الإسلامي” التي تعتبر ثاني أكبر قوة في غزة، كما إنها أول هجوم منسق (بواسطة خمس قنابل انفجرت خلال ١٥ دقيقة في حي واحد) يستهدف هذا العدد من أعضاء الحركات الإسلامية في غزة. وكان قد بث غزاويون قد التحقوا بتنظيم “داعش” في سوريا مؤخراً، تسجيل فيديو يدعو إلى مهاجمة حركة “حماس”.

 

في الدلالات والتحليل:

لا شك أن التفجيرات تثير التساؤلات العديدة حول المتورط بها. لكن أغلب التحاليل تُشير الى مصلحة الكيان الإسرائيلي فيها. فكيف يمكن إثبات ذلك

 – حاول البعض الربط بين مكان التفجير وأن هناك شعاراً لداعش مرسوماً على الجدار المقابل للإنفجار، إلا أن ذلك لا يمكن أن يكون دليلاً قوياً على تورط التنظيم، كما أن ذلك لا يعني عدم تورطه.لكن الأصابع الأساسية تشير الى تل أبيب لأسبابٍ تعود لما قاله محللون أمنيون، وذكرته الصحافة الفلسطينية في أن الجهد الأمني والإستخباراتي المبذول لا يمكن أن يتناسب مع قدرات طرفٍ محليٍ في قطاع غزة. وبالتالي فإن الربط بين التحليلين يقود لنتيجة مفادها، أن الكيان الإسرائيلي هو المتهم الأساس بالتفجيرات، إما تخطيطاً وتنفيذاً أو من خلال التخطيط وتوجيه الدعم اللوجستي والميداني لتنظيم داعش الإرهابي في التنفيذ.

 – فلا أحد يمكنه الشك بأن تقاطع المصالح قائم بين الطرفين، لا سيما عندما يكون الهدف زعزعة الإستقرار والوضع الأمني أو ضرب محور المقاومة.ويمكن ربط ذلك بعددٍ من المتغيرات. منها الإتفاق النووي المُبرم منذ أيام والذي قد تكون الفعلة الإسرائيلية ردة فعلٍ تقع في خانة المقدور عليه حالياً. كما أن التوجه الذي قامت به حماس ولقاء قياداتها بالملك السعودي قد يكون له العديد من الدلالات التي قد لا تصب في تفاصيلها في مصلحة الأطراف الإرهابية. وإن كانت الكثير من التحليلات أشارت الى أن اللقاء يأتي ضمن محاولة السعودية إنشاء حلفٍ مقابل إيران.

قد تنجلي بعد أيام حقيقة التفجيرات وفحوى رسائلها. في دولةٍ إعتادت جرائم الإحتلال الإسرائيلي بحق شعبها وأمنها. ولأن الإحتلال الإسرائيلي يبقى المُتهم الأساسي في التفجيرات، لا يمكن غضُّ الطرف عن تقاطع المصالح الإسرائيلية التكفيرية. وهنا يبقى السؤال الأبرز اليوم: هل دخلت السياسة الإسرائيلية التكفيرية مرحلة التنفيذ بحق الشعب الفلسطيني؟

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق