أضواء على مؤتمر دمشق الاعلامي الدولي لمواجهة الارهاب
أنهت وزارة الاعلام السورية تحضيراتها لعقد المؤتمر الإعلامي الدولي لمكافحة الإرهاب التكفيري الذي سيعقد يومي ٢٤-٢٥ تموز/يوليو الجاري في دار الأوبرا بدمشق بمشاركة الجمهورية الاسلامية الإيرانية وروسيا والعراق ولبنان.
وكشف مصدر مسؤول في وزارة الإعلام السورية أن الوزارة ستعقد مؤتمراً لمكافحة الإرهاب، مؤكداً أن ما يقارب ١٠٠ شخصية مستقلة عربية وأجنبية أكدت حضورها إلى الآن بعدما وجهت الوزارة دعوات لـ٢٥٠ شخصية.
وبين المصدر أن بعض الدول العربية والأجنبية ستشارك في المؤتمر بصفة رسمية مثل لبنان والعراق وروسيا وإيران، لافتاً إلى أنه سيشارك في المؤتمر نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم كممثل عن الحزب، إضافة إلى حضور عدد كبير من الشخصيات الإعلامية سواء كانت العربية أم الأجنبية.
وأكد المصدر أن من بين الشخصيات المستقلة الحاضرة في المؤتمر شخصيات برلمانية أوروبية ومنظمات غير حكومية، معتبراً أن انعقاد المؤتمر في وقت توقيع اتفاق ملف إيران النووي، سيكون له دور في العمل على وقف الحرب في سوريا، وأضاف أن المؤتمر سيناقش العديد من الملفات منها دور الإعلام في مكافحة الإرهاب وإيصال الصورة الحقيقية للمجتمعات في العالم.
وتابع المصدر أن اللجان التحضيرية القائمة على المؤتمر قد أنجزت جميع أعمالها، وأنهت تحضيراتها المتصلة بجدول أعمال المؤتمر وعناوين جلسات النقاش ومحاوره الأساسية، كما تم انجاز كل الترتيبات الخاصة باستقبال الوفود المشاركة.
وتراكم سوريا تجربة كبيرة في مجال مواجهة الجماعات الارهابية المسلحة، وذلك بحكم الأزمة التي تمر بها البلاد منذ أربع سنوات، واستماتة بعض الأطراف الاقليمية لاسقاط النظام السوري عبر دعم الارهاب، واستخدامه وسيلة لاضعاف الدولة السورية، الأمر الذي تسبب بتنامي ظاهرة الارهاب في سوريا، واتساع رقعتها، بل وعبورها للحدود السورية لتصل نيرانها إلى بلدان كثيرة بما فيها تلك الداعمة لها، وكان آخرها تركيا التي شهدت أمس تفجيراً ارهابياً في مدينة سورش على الحدود السورية تسبب بمصرع ٣٠ شخصاً إضافة إلى عشرات الجرحى.
وتأتي أهمية المؤتمر بسبب الدور الهام الذي يلعبه الاعلام في توعية الرأي العام للخطر الذي يشكله الارهاب على دول العالم، ومواجهة الحملات الاعلامية التحريضية التي تخصص لها دول خليجية منابر ومحطات تلفزيونية ومواقع على الشبكة العنكبوتية تكلف عشرات المليارات، من أجل بث الفتنة المذهبية وشيطنة محور المقاومة، وإذكاء خطاب الكراهية بين أبناء العالم الاسلامي الواحد.
وبالرغم من إدراجها على قائمة الارهاب، ما تزال الجماعات والحركات الارهابية تحظى بدعم أمريكا وحلفائها بشكل علني وواضح، حيث تشارك جبهة النصرة –تنظيم القاعدة في بلاد الشام، وحركة أحرار الشام في غرفة جيش الفتح التي سيطرت على مدينة إدلب بدعم تركي –سعودي –قطري، كما يتم معالجة جرحى جبهة النصرة في مستشفيات الكيان الاسرائيلي، ومن الناحية الاعلامية، تقوم وسائل الاعلام الأمريكية بالترويج للمنظمات الارهابية في خطوة على ما يبدو ترمي إلى الاعتراف التدريجي بها، حيث أفردت صحيفة واشنطن بوست صدر صفحاتها لحركة أحرار الشام الارهابية لنشر مقال لمسؤول العلاقات العامة في الحركة لبيب النحاس، الخطوة التي لاقت إدانة وانتقادات واسعة حول العالم.
هذه التحديات تتطلب تضافر الجهود من قبل دول العالم والمنطقة من أجل ارساء ركائز مشتركة لمحاصرة الخطاب التحريضي والقضاء عليه، وذلك من خلال إعداد برامج إعلامية مدروسة وموجهة للتعامل مع مشكلة الإرهاب والإهتمام بتوجيه رسائل إعلامية للأفراد والمجتمعات خاصة في المناطق المحرومة التي قد تشكل بيئة حاضنة لهذا الارهاب، ومن الضروري التنسيق والتعاون المشترك بين الخبراء العاملين في المجال الإعلامي للتخطيط لبرامج تعالج بصورة تكاملية مشكلة الإرهاب، كما ينبغي العمل على التدريب المتخصص للإعلاميين في مجال التوعية بمشكلة الإرهاب في الوطن العربي وأسس التعامل معها.
وينتظر أن تصدر في نهاية المؤتمر جملة من التوصيات المتعلقة بمكافحة الإرهاب التكفيري، بناء على ما توفر وما تراكم من تجربة سورية في هذه المواجهة ودور الإعلام فيها.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق