التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

واشنطن ورسائل التطمينات إلى حلفائها في الشرق الأوسط 

 لم تكتف إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالطمأنة الشفهية للمعترضين على الإتفاق النووي بين طهران والدول الست، بل أقدمت في الأيام الماضية على سلسلة من الإجراءات الميدانية لطمأنة حلفائها في الشرق الأوسط، سواء الكيان الإسرائيلي أم النظام السعودي.

ورغم أن تجربة الإتفاق أثبتت أن الإدارة الأمريكية لم تتوان عن المضي بأي إجراء يهدف لتأمين مصالحها في المنطقة والعالم، متجاهلةً مصالح حلفائها، إلا أنها تحافظ على “الحد الأدنى” من الدعم، حتى شفهيا لو إقتضى الأمر، حفاظاً على مصالحها مع هذه الأطراف لا أكثر ولا أقل.

 

اذاً، لم تكن إجراءات واشنطن الأخيرة بعد الإتفاق النووي حيال حلفائها، إلا خطوة على طريق الحفاظ على المصالح الأمريكية في المنطقة عموماً، والسعودية والكيان الإسرائيلي على وجه الخصوص. وفيما يلي نستعرض أبرز الإجراءات الأمريكية مؤخراً:

 

كارتر إلى المنطقة

لم ينتظر وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر طويلاً عقب تصريحاته النارية ضد طهران عبر التلويح بالخيار العسكري في سياق إسترضاء الحلفاء الشرق أوسطيين، بل بدأ قبل أيام جولة إلى المنطقة إستهلها بالكيان الإسرائيلي مختتمها بالسعودية. كارتر الذي حمل رسائل طمأنة لحلفاء بلاده الرافضين للاتفاق النووي مع طهران، حاول إعادة ترتيب أوراق واشنطن من جديد على طاولات تل أبيب والرياض، وذلك عبر جولة سريعة لهذه العواصم على أن تليها جولة قريبة لوزير الخارجية الأمريكي جان كيري، في السياق نفسه والهدف ذاته أي طمأنة الحلفاء .

إسرائيلياً، جدّد كارتر الذي إلتقى كبار المسؤولين وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الغاضب بنيامين نتنياهو، أن أمن الكيان الإسرائيلي من أمن واشنطن وأنه سيظل يحتل سلم الأولويات في أمريكا وأن قدرة الدفاع الإسرائيلية ستبقى مضمونة مع التشديد على أن بلاده ستراقب نشاطات طهران النووية عن كثب.

وتتمثل تطمينات وزير الدفاع الامريكي الذي وصل إلى الحدود الشمالية مع لبنان لتقييم المخاطر التي يقول الكيان الإسرائيلي “إن حزب الله اللبنانى يشكلها على أمنه ” بتقديم أحدث الأسلحة وأكثرها تعقيدا للكيان وفي مقدمتها أحدث طائرات الأسطول الأمريكي “اف – ٣٥” .

سعودياً، التقى وزير الدفاع الأمريكي بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في الجولة الشرق أوسطية حيث حاول التخفيف من صدمة الإتفاق النووي. تطمينات واشنطن في الملعب السعودي سبقت الاتفاق من خلال مشروع الدرع الصاروخية المشتركة وعقد صفقات أسلحة جديدة، كما أنه وبعد توقيع الإتفاق عاد كارتر ليؤكد على الرسالة نفسها وهي إن “السعودية حليف إستراتيجي لأمريكا في المنطقة”.

كذلك أعلن وزير الدفاع الأمريكي بالأمس أن ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز سيزور واشنطن في سبتمبر/ أيلول المقبل، حيث يلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما .

 

حزب الله على لائحة العقوبات

لم تكتف الإدارة الأمريكية بزيارة وتطمينات كارتر، بل حاولت واشنطن طمأنة السلطات الإسرائيلية وحلفائها في المنطقة من أي انعكاس للاتفاق الإيراني – الأمريكي على لبنان وعلى نفوذ “حزب الله” فيه، مسارعة إلى إدراج ثلاثة مسؤولين في الحزب على لائحة عقوباتها بسبب “مشاركتهم في الحرب في سوريا”. 

الخطوة الأمريكية التي تبدو غريبة في ظاهرها وتوقيتها حيث إحتوت على أسماء مدرجة أصلاً على معظم لوائح الإرهاب في العالم، وهو مصطفى بدر الدين، تؤكد أنها جاءت لإرضاء الكيان الإسرائيلي تارة كون الأسماء المدرجة تعتبر من قيادات “الصف الأول” في الحزب، والسعودية أخرى خاصةً أن وكالة الأنباء السعودية “واس” قالت قبل فترة إن “المملكة وصمت قياديين كبيرين في حزب الله اللبناني بالإرهاب وقالت إنهما تورطا في الصراعين بسوريا والعراق ويتحملان مسؤولية عمليات في الشرق الأوسط”. يتضح أن الذريعة السعودية مشابهة تماماً للذريعة الأمريكية، في حين أن الكيان الإسرائيلي يعتبر الرابح الأكبر من أي تضييق للخناق على حزب الله.

 

الصحافة الأمريكية

لم تقتصر التطمينات الأمريكية على القنوات الرسمية “العسكرية والدبلوماسية”، بل شهدت فترة ما بعد الإتفاق النووي طفرة إعلامية أمريكية على غرار الإعلامين السعودي والإسرائيلي. على سبيل المثال لا الحصر، قال السفير السعودي لدى واشنطن عبدالله المعلمي في مقابلة حصرية مع CNN ، إن بلاده تنظر إلى سلوك إيران بعد الاتفاق على برنامجها النووي مع دول ٥+١، لافتا إلى أنه يأمل بأن تستخدم طهران هذا الاتفاق كصفحة جديدة إقليميا ودوليا.

وأضاف: “ننظر بتقدير إلى التطمينات التي قدمت لنا، نحن نقبل بها في الوقت الحالي كقاعدة يبنى عليها أن هذا الاتفاق معقول”. كذلك أعلن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، وفي مقابلة أجراها مع شبكة “CNN”  أنه يختلف مع الانتقادات التي وجهها السفير السابق للسعودية في واشنطن الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز، حول الاتفاق النووي الإيراني، لافتا إلى أن وجود اتفاق أفضل من عدم وجوده . وأضاف: “أختلف بالرأي معه بشكل كبير، بالأمس قابلت وزير الخارجية للمملكة العربية السعودية حيث قال على الهواء بأنهم يريدون اتفاقا وأدرجوا عددا من النقاط التي سيرتاحون لوجودها بالاتفاق، والاتفاق تناولها بالعقل .”

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق