الإعلام .. لمواجهة الإرهاب التكفيري
عبدالرضا الساعدي
بمشاركة نحو ١٣٠ شخصية إعلامية محلية وعربية وأجنبية ، يضافون إلى وزير الخارجية السوري وليد المعلم ، وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران علي جنتي ونائب الأمين العام لحزب الله لبنان سماحة الشيخ نعيم قاسم ، والأمين العام لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية علي كريميان ، أقيم في العاصمة السورية دمشق، مؤخرا، المؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري .
تأتي أهمية إقامة مثل هذه المؤتمرات في ظل مواجهة مباشرة ضد أبشع تنظيم تكفيري متمثل بداعش ، ولأن المواجهة العسكرية وحدها لا تكفي في مثل نمط من أنماط هذه المواجهات التي تعتمد على التعبئة العسكرية المباشرة وكذلك التعبئة الإعلامية والفكرية والثقافية ، كان على الدول التي تدخل في مواجهة مباشرة مع هذا النوع من الإرهاب ، وكذلك الدول الأخرى الساندة والداعمة في هذه المواجهة ، أن تعطي للجانب الإعلامي والتعبوي والتثقيفي حيزا أكبر يستحق أن يكون بموازاة الجهود العسكرية الواضحة في صد وطرد تنظيمات الإرهاب بوسائل عدة من بينها الإعلام وإقامة المؤتمرات الإعلامية المحلية والإقليمية والدولية ، الخاصة بمكافحة وتعرية ومقاتلة هذا الصنف الكريه من الأعداء التكفيريين الذين أساءوا للدين والحياة والإنسانية .
خطورة الموقف تفرز مجموعة من المشاكل والتعقيدات التي يستفيد منها هذا الفكر الضال مدعوما من جهات عربية ودولية تريد له أن يظل شاغلاً لنا ومستهلكا لقضايانا وهمومنا ، ومستنزفاً دماءنا بعيدا عن قضايانا الأساسية وفي مقدمتها قضية فلسطين ، كذلك ثمة مشاكل أخرى لا تقل أهمية ، يمكن تلخيصها بعبارة قالها أحد الشخصيات الإعلامية المشاركة :
‘‘ مشكلتنا أننا أمام إعلام يصف دعاة الإرهاب بالثوار ويزيف الوعي العربي بينما هؤلاء في الحقيقة مجرمون ومرضى نفسيون وهذا ما يستدعي من المشاركين اليوم وضع الآليات المفيدة لمحاربة هذا الإعلام المروّج للفكر التكفيري وأن يكون مؤتمرهم نقطة البداية نحو إعلام واعٍ ومسؤول‘‘.
هكذا ينبغي فهم الأمور اليوم ، وتشخيص جميع جوانبها وأطرافها لكي يكون العالم على دراية وفهم ويتبصر بشكل حقيقي في ما يجري ، وبحسب رأي بعض المشاركين في المؤتمر ‘‘ أن مواجهة الإرهاب تتم بأمرين: أولاً: بالحسم الأمني والعسكري، وثانياً: بنشر التنوير الثقافي في الوطن العربي تحصيناً للأمن الثقافي.
أهمية المؤتمر واضحة في مجمل مناقشاته التي تتمحور في دور الإعلام الوطني والصديق والمعادي في سياق الخطاب السياسي والفكري والعمل الإخباري والميداني وسبل تحالف إقليمي ودولي لمواجهة الإرهاب ، ودور الإعلام في الحروب الراهنة وتشكل العالم الجديد ، وأهمية الإعلام في العمل الميداني والعسكري وتحقيق رؤية مستقبلية لدور الإعلام خلال المرحلة القادمة..
باختصار شديد فإن المرحلة بحاجة ماسة للمزيد من هذه المناسبات التنويرية والثقافية التي تسلط الضوء وتدعو للمواجهة الإعلامية الجادة ضد الإرهاب التكفيري ، ولعلها تفتح الأفق واسعا لتعزيز المشاركة والتعاون الحقيقي بين كل الأطراف الإعلامية المحلية والعربية والدولية التي تعنى بمواجهة هذا النوع من الإرهاب وكافة أشكاله ومستوياته في عالمنا المتأزم والمشتعل بنار أساسها التخلف ، التطرف والجرائم التكفيرية .
في الافتتاحية