التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

بعد فشل سیاسة دعم الإرهاب… تونس تقرر إعادة علاقاتها الدبلوماسیة مع سوریا 

إعتقدت الدول التي شاركت في الحرب علی سوريا، أن النظام السوري سينهار بعد أسابيع وروجت الی أن العالم سيكون أكثر أمنا في حال تخلصت المنطقة من نظام الرئیس بشار الاسد، لكن ما حدث كان عكس هذه التوقعات، فان النظام وبعد ما يقارب الـ ٥ أعوام لم يسقط وبات أكثر تماسكاً. كما عرف العالم الیوم أكثر من أي وقت مضی أن لسوريا دوراً مهماً في أمن وإستقرار المنطقة من خلال محاربة الإرهاب، ولو لم يكن صمود الجيش السوري أمام الجماعات الإرهابية، لكانت جميع دول المنطقة الیوم ساحة لنشاطات هذه الجماعات المتطرفة. وبناء علی هذه النتائج بات العالم يغير سلوكه تجاه سوريا، وما يتطلع الیه الشعب السوري هو متی تصحو الدول العربية من سباتها وتوقف دعمها للجماعات الإرهابية وتعيد فتح سفاراتها في دمشق كما فعلت تونس مؤخرا.

 

وخلال السنين التي مضت علی عمر الأزمة السورية، روج الإعلام العربي حجما كبيرا من الأكاذيب ضد النظام السوري متهما ایاه بممارسة الدیكتاتوریة ضد شعبه بالرغم من أن هذا النظام جاء عبر الانتخابات علی عكس ما هي علیه حال الأنظمة الملكية في معظم الدول العربية. وبعد ذلك قطعت العديد من دول العالم التي دعمت الإرهاب ضد سوريا ومن بينها تونس وفرنسا والكويت والسعودية، علاقاتها مع دمشق، لكن سرعان ما اكتوت هذه الدول بنیران الإرهاب الذي دعمته ضد سوریا. وادی ذلك الی أن تستيقظ بعض هذه الدول وعلی رأسها تونس لما ارتكبته من خطأ استراتیجي تجاه سوریا. حيث أعلنت تونس يوم أمس وبشكل رسمي فتح باب قنصليتها في دمشق وإعادة علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة إستمرت لعدة أعوام. ويعتبر هذا القرار خطوة في الطريق الصحيح من قبل الحكومة التونسية، وبغض النظر عن أن هذه السياسة الجديدة من قبل تونس تأتي بعد تلقيها ضربات قاسية ومؤلمة من قبل الجماعات الإرهابیة خلال الأشهر الأخيرة والتي راح ضحيتها عشرات السياح الأجانب في متحف «باردو» ومدينة «سوسة» الساحلية، لكن رغم كل ذلك، فإن قرار الحكومة التونسية وقف دعمها للإرهاب في سوريا یعتبر خطوة تستحق التقدير.

 

وأكدت الحكومة التونسية علی لسان مصدر مطلع وفق ما نقلته وكالة الأنباء التونسیة الرسمیة أن تونس أعادت علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وعينت «إبراهيم الفواري» قنصلا عاما في قنصليتها بدمشق بعد قطيعة إستمرت لثلاث سنوات إثر قرار الرئيس التونسي المؤقت آنذاك «المنصف المرزوقي» الذي اتخذ قرار قطع هذه العلاقات. وأضاف المصدر أن “العلاقات الدبلوماسية مع دمشق قد “استؤنفت” وأن فريقا دبلوماسيا تونسيا بدأ العمل في العاصمة السورية منذ أشهر”. 

 

 

وتعتبر تونس أول دولة عربية طردت السفير السوري بعد إشتداد المعارك بين الجماعات الإرهابية والنظام السوري في عام ٢٠١٢، بالاضافة الی ذلك يقول بعض المسؤولين التونسيين إن ما لايقل علی الـ ثلاثة آلاف تونسي يقاتلون في صفوف المجموعات الإرهابية في سوريا حالیا، حیث یجب علی الحكومة التونسیة إنقاذهم من قبضة المجموعات المتطرفة. وقبل أن تعلن الحكومة التونسية فتح قنصليتها رسميا في دمشق، اعلن وزير الخارجية التونسي «الطيب البكوش» في وقت سابق أن القنصلية التونسية في دمشق ستعمل علی مساعدة الجالیة التونسية في سوريا التي تقدر بحوالي ٦٠٠٠ شخص والعمل علی إعادة من غرر بهم وإنضموا الی الجماعات الإرهابية التي تقاتل في سوريا. 

 

كما أعلن البكوش يوم الخميس الماضي أن الحكومة التونسية أكدت للجانب السوري أنه يستطيع «إرسال سفير الی تونس». ويأتي هذا القرار من قبل الحكومة التونسية بإعادة علاقاتها الدبلوماسية بعد فوز حزب «نداء تونس» الذي وعد قبل فوزه بالإنتخابات الرئاسیة والتشریعیة أنه سيعيد العلاقات الدبلوماسية مع سوريا في حال فوزه بهذه الانتخابات، وهو ما تحقق الیوم. ويرى الخبير الامني الدكتور احمد الحلقين في تصريح نقلته صحیفة الشروق التونسیة ان «المطلب المنطقي العقلاني من الحكومة التونسية الان هو فتح قنوات اتصال مع النظام السوري للتباحث بشان المقاتلين التونسیین والمساعدة على توقيفهم واعتقالهم او القضاء علیهم، وكذلك الاستفادة من خبرة الجيش السوري الذي يحارب الارهاب منذ ٥ سنوات وكيفية تفكيك الخلايا النائمة التي تشكل خطرا على تونس داخل البلاد».

 

لا شك أن قرار تونس بإعادة علاقاته مع سوريا یعتبر قراراً مهماً سیشجع العديد من الدول العربیة الاخری في العالم العربي علی إعادة علاقاتها مع سوريا، لمحاصرة الإرهاب وهزيمته علی أرض سوريا قبل الانتقال لتلك الدول، حتی إن أصرت السعودیة وقطر علی مواصلة سیاساتهما الخاطئة ضد الشعب السوري.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق