كاتب اسرائيلي يدعو لدعم علماء باكستانيين معادين لايران
عندما يقرأ المرء بعض اقوال الكتاب والمنظرين اليهود والغربيين يكتشف في ثنايا هذه الكتابات مواقف جاءت على لسان اليهود والغربيين أنفسهم كان من الصعب افهامه للعرب والمسلمين من خلال آلاف الصفحات من الكتابات على يد العرب والمسلمين، فعندما يعترف احد الاسرائيليين بمدى خدمة التيار الوهابي السلفي التكفيري للكيان الاسرائيلي فعندئذ يجب على القارئ العربي والمسلم ان لاينظر بعد الآن الى الفكر الوهابي السلفي الا كتيار متلاصق ومتحالف مع الصهاينة والغرب ضد مصالح الامة الاسلامية. وفي جديد المواقف نشر موقع “تالريني” الاسرائيلي مقالا لكاتب اسرائيلي يحمل عنوان “هل يوجد هناك رجال دين مواكبون لعالم الحداثة؟” يطلب فيه من الحكومة الإسرائيلية بدلا من أن تنفق الأموال لشراء الدبابات، أن تخصص ميزانية لدعم رجال الدين المعادين لإيران في مختلف البلدان بما فيهما رجلا دين باكستانيان وهما “مولانا سمیع الحق” و”مولانا لودیانَوي”.
وأشاد المقال بأفكار رجلي الدين التنويرية على حد زعمه، موضحا أنهما بدلا من أن يروّجا لمعاداة الکيان الاسرائيلي يقومان بترويج معاداة ايران ويحذران من النفوذ الإيراني مما يدعو لإغتنام الفرصة ودعمهما ماديا للتحريض على معاداة ايران، واضاف المقال “أن معظم الجماهير في الدول الإسلامية لاتعرف شيئا عن الحقائق وذلك بسبب قدرة تأثير رجال الدين الإيرانيين، نحن في اسرائيل شئنا أم أبينا، شهدنا خلال الأعوام الـ35 الماضية بأن (الامام) الخميني و(السيد) الخامنئي، استطاعوا أن يحمّلونا تكاليف أمنية وغير أمنية باهضة وذلك عبر شحن الرأي العام ضدنا.”
وتابع المقال “إن لم تكن الثورة الإيرانية وقادتها الدينيون لكنّا اليوم محققين هدفنا الأسمى وهو “من النيل إلى الفرات” لكن للأسف إن الإيرانيين تسبّبوا بعرقلة طريقنا بشكل كبير مما دفعنا الى أن نواجه تحديات كبيرة في شتى المجالات بما فيها أمنية وعسكرية”.
وأوضح “أن توسع نطاق النفوذ الإيراني قد بلغ شبه القارة الهندية حيث بات التأثير الإيراني على الشعبين الهندي والباكستاني واضحا تماما، مما سبب تحديات جديدة لنا وهذا ما يدعونا للتوجه نحو التحريض على معاداة ايران عبر رجال دين منفتحين في هذه المنطقة أمثال “مولانا سمیع الحق” و”مولانا لودیانَوي”.
ويؤكد الكاتب على ضرورة الإهتمام بهاتين الشخصيتين الدينيتين ودعمهما ماليا بسبب أفكارهما المعادية لإيران حيث قال: “قرأت في أحد كتيبات سميع الحق بأن أفضل الأعمال في الإسلام هو الجهاد المقدس ضد ايران، ومن يقتل في هذا السبيل فهو شهيد وأجره على الله، والحرب ضد “اسرائيل” لم تكن أولويتنا، لأن السلام حلّ محلّه بين الفلسطينيين والإسرائيليين وفي حالة السلام لايجوز لنا أن ندخل الحرب مع اسرائيل”.
وفي نفس السياق يضيف الكاتب: “إن مولانا لوديانوي أيضا في أحد خطاباته في عام 2014 بمدينة بيشاور يؤكد على أن زمن الحرب على اليهود قد ولّى بعد الفتوحات الإسلامية ولذلك لايجوز لنا ذلك شرعا”.
وتابع الكاتب قائلا “إن اسرائيل فضلا عن السعودية وقطر والإمارات ومصر والأردن والمغرب تستطيع أن تجلب لنفسها أصدقاء من جنوب آسيا وأقترح على الحكومة الإسرائيلية أنها لو تخصص تكاليف شراء الدبابة الواحدة في كل شهر لأحد من رجال الدين هؤلاء، تستطيع أن تواجه وتردع ايران بشكل أفضل بكثير ولذلك ادعو الحكومة الإسرائيلية بأن تجعل هذا الإقتراح في جدول أعمالها، لأننا نستطيع بهذه الطريقة أن نوفر الأمن لمواطنينا ونقضي على معاداة السامية دون اللجوء إلى الخيارات العسكرية”.
بالامعان في كلام هذا الكاتب الاسرائيلي واقوال هاتين الشخصيتين المتطرفتين الباكستانيتين ربما يمكننا التوصل الى نتيجة مفادها بأن هاتين الشخصيتين الباكستانيتين ربما كانتا قد قبضتا فعلا النقود الاسرائيلية لأنه في حال قبض النقود لايمكن لهاتين الشخصيتين التكلم بكلام اكثر مما قالوه لأنهما ذهبتا في عدائهما لايران وتشويه التاريخ والمفاهيم الدينية الاسلامية الى اقصى الحدود فماذا يمكنهما ان يقولا اكثر من هذا عندما يحرفان المفاهيم القرآنية التي اكدت ان اشد الناس عداوة للذين آمنوا هم اليهود والذين اشركوا؟
ان الدعوة العلنية لهذا الكاتب الاسرائيلي تكشف أن التحالف بين الوهابية والصهيونية قد بلغ حدودا متقدمة وبات علنيا بشكل لايشعر هؤلاء بأي حرج عندما يتحدثون بشكل علني عن خطواتهم ومخططاتهم ومؤامراتهم ضد المسلمين والعرب فهل اصبح امام المسلمين والعرب طريق سوى مقارعة ومواجهة الوهابية بنفس القدر من وجوب مقارعة الصهيونية؟
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق