التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

ايران وحماس… سياسة دعم المقاومة من الأولويات الثابتة 

 شهدت السنوات الأخيرة مجموعة من التحولات المصيرية في المنطقة كان أبرزها ظهور جماعات التكفير في كل من سوريا والعراق بالإضافة إلى الدول الأخرى التي تعمل على التمدد داخلها، هذا إلى العدوان السعودي الأخير على اليمن والذي لا زال مستمرا، إزاء هذه التطورات كان لحركة حماس المقاومة في فلسطين مواقف عملانية اتجاه هذه التطورات الحاصلة لا سيما تلك التي في سوريا بالإضافة إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها وفد من حماس إلى السعودية في ظل استمرار العدوان الذي تشنه الأخيرة على الشعب اليمني، وأمام مجازر الدمار والقتل الذي تخلفه آلة القتل السعودية جاءت القاءات هذا اللقاء بين الطرفين بالإضافة إلى مجريات الأحداث في سوريا لتطرح مجموعة من الأسئلة والإستفهامات والتحليلات مفادها خصوص مستقبل العلاقات بين ايران وحركات المقاومة الفلسطينية، وهل أن الدعم الإيراني لهذه الحركات المقاومة الفلسطينية سيتأثر أم لا ؟

 

الطروحات والتساؤلات الأخيرة التي ظهرت إلى ساحة التحليل المتعلق بمستقبل العلاقة بين إيران وحركات المقاومة الفلسطينية وبأن مستوى الدعم الإيراني لهذه الحركات من المحتمل أن يشهد تراجعا هو تحليل يمكن وضعه في إطار التحليل اللاواقعي، فدعم ايران لحركات المقاومة في فلسطين خصوصا وحركات المقاومة في المنطقة والشعوب المستضعفة عموما هو دعم قائم على مجموعة من الثوابت التي لا يمكن أن تتأثر بمجموعة من الإختلافات في وجهات النظر، وللتشعب في الموضوع يمكن ذكر النقاط التالية:

 ان سياسة ايران في المنطقة هي سياسة قائمة على التحاور والتفاهم والتقارب وقبول الآخر، فإيران في علاقاتها مع الدول والمنظمات والجهات، لا تتوقع في المقابل أن تكون الأطراف المقابلة متوافقة مع السياسات الإيرانية توافقا كاملا، فهي تحترم حق الآخرين في سياساتهم ورؤيتهم للأمور، وهي سياسة تبحث مع الآخرين على ركائز أساسية يمكن الإنطلاق من خلالها لبناء علاقات وثيقة ومتينة تتيح بناء جو من التفاهم والتحاور والتواصل وإضفاء روح التعاون بدل روح الإختلاف والفرقة.

– سياسة ايران قائمة على حماية الشعوب المظلومة وحركات المقاومة والتحرر، هذه السياسة الإيرانية المنتهجة تعد من اصول الدستور والأولويات الأساسية لنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد اتخذت ايران الإسلامية من سياسة دعم قضية فلسطين وتحرير القدس الشريف اساسا للإنطلاق نحو بنية اسلامية متحدة، وهذه الأولويات لن تتأثر وإن كانت ايران الإسلامية ترى في خيار حماس الذي اتخذته في سوريا متناقضا ومنهجية محور المقاومة، ولو كانت زيارة السعودية في ظروف العدوان الذي تشنه على اليمن هو عمل متناقض ومبادئ الإسلام، خاصة وأن الشعب الفلسطيني يعاني في كل يوم وعلى مدى أكثر من ٦٥ عاما ولا زال نفس المصير الذي يعانيه الشعب اليمني على يد النظام السعودي.

– ايران في دعمها لحركات المقاومة في المنطقة لا تقف عند الاختلافات، والتوافق ما زال قائماً على ضرورة الوقوف بوجه الكيان الإسرائيلي، وهو الإطار الذي لا زالت حركة حماس تعمل عليه، وايران في دعمها لحركات المقاومة لا تميز ولا تنظر إلى التفاوتات المذهبية والسياسية، فهي في دعمها لحزب الله الشيعي في لبنان كما هي في دعمها للمقاومة الفلسطينية من دون تمييز.

 

إذن العنوان الأساس في حماية ودعم إيران لحركات المقاومة هو عنوان حاجة ومظلومية هذه الحركات المقاومة للوقوف بوجه القوى الإستعمارية التدميرية، وايضا تعزيز الوحدة الإسلامية والتوافق بين المسلمين وتشكيل محور مواجهة وممانعة في المنطقة يكون بإمكانه إفشال مخططات أعداء الأمة، كما أن سياسة إيران لا تخضع لبعض التصرفات الفردية التي تصدر من هنا وهناك بل ترتكز على الإطار والأسس العامة التي تعمل عليها القوى والحركات الفاعلة.

 

إن سياسة إيران التي تعمل عليها وتنتهجها أثبتتها خلال السنوات الماضية، وكان العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والذي استمر ٥١ يوما خير دليل وشاهد على مصداقية إيران في دعم فلسطين رغم كل الإختلافات التي لا تمنع الإستمرار في التعاون والتنسيق، إيران هذه وبسياساتها الداعمة للمظلومين دفعت حتى الآن ضريبة كبيرة، فكثير من دول العالم التي لها مطامع ومنافع في منطقتنا انتهجت مع ايران سياسات عدائية بسبب دعمها لقوى المقاومة والممانعة ووقوفها سدا منيعا بوجه القوى العالمية الإستعمارية العدائية التي عملت ولا زالت على تفكيك وحدة عالمنا الإسلامي ونشر الخلافات والضغينة، فبالرغم من كل هذه الضرائب التي تدفعها إيران، ومع وجود الإختلافات التي نشأت من خلال سياسات بعض حركات المقاومة الفلسطينية الأخيرة، إلا أن ايران ماضية بأولوياتها التي تعد جزءاً من واجبها الديني والإنساني والأخلاقي.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق