التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

صواريخ بالستية أمريكية جديدة للكيان الاسرائيلي… 

أعلنت السلطات الأمريكية في الأيام القليلة الماضية عزمها تزويد الكيان الاسرائيلي بصواريخ وبطاريات صواريخ بالستية وذلك خلال فترة وجيزة، هذه الصواريخ وغيرها من الدعم الأمريكي للكيان الاسرائيلي يأتي ضمن سلسلة كبيرة من الدعم الأمريكي لأوجه الإرهاب في المنطقة، وفي سياق الدعم الدائم والمستمر بهدف زعزعة أمن المنطقة وهدوئها لما فيه خدمة مصالحها ومنافعها التي تهيمن عليها من حقوق الشعوب، إلا أن طبيعة التصريح الامريكي الجديد وفي هذا التوقيت يحمل جملة من الأهداف والرسائل، وإن اختلفت الأهداف إلا أن مجمل الدعم كله يصب في خانة واحدة ومخطط ممنهج وواضح لضرب المنطقة والقضاء على اي جهود حلحلة، وهو ما يتناقض والسياسة الأمريكية المعلنة والتي يصرح بها المسؤولون الأمريكيون على الدوام، فما هي طبيعة الرسائل الإستثنائية التي تحملها التصريحات الامريكية الأخيرة بتزويد الكيان الإسرائيلي صواريخ بالستية جديدة وغيرها من الرسائل؟

 

قبل الخوض في الحديث عن الأهداف لا بد من الإشارة إلى التساؤل الأبرز وهو كيف تضع أمريكا هذه الصواريخ بيد من يصنف عالميا على انه المهدد لأمن المنطقة؟ اليس هناك من خشية أن تستخدم هذه الصواريخ كما استخدمت سابقا في قتل الشعوب وتدمير البلدان؟ أم أن سياسة امريكا من خلال دعمها الكيان الاسرائيلي خير دليل وشاهد واضح على التناقض بين السياسات المعلنة والخفية؟

– الهدف الأول والأساس من التصريحات الأمريكية الأخيرة هو تطمين الكيان الاسرائيلي إزاء القلق الأخير الذي ساد الكيان جراء توافق مجموعة الخمسة +١ على حق ايران الإستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية، وبالتالي فإن أمريكا تريد الإشارة إلى أن هذا التوافق لا يعني أن سياسة أمريكا العدائية في المنطقة ستتغير، بل هي ماضية بدعمها للكيان بكل إجرامه ومخططاته، وهذه الصواريخ البالستية هي تأكيد على استمرار تبني السياسة الامريكية دعم الكيان وأي جهة أخرى في المنطقة تتماشى والسياسة الأمريكية التدميرية كالجماعات الإرهابية والتي هي ايضا صناعة أمريكية كسابقتها الإسرائيلية.

– هي أيضا رسالة أمريكية لدول المنطقة كما كل الرسائل السابقة بأنها صاحبة السلطة في المنطقة وأن من يريد ان يعمل وفق سياسات تحرر عن سياساتها الإستعمارية فإن يدها الإستعمارية وهو الكيان الاسرائيلي بجهوزية تدميرية متصاعدة، وبالتالي رسالة بأن لا ملجأ لشعوب المنطقة إلا الرضوخ لإرادتها، وتجدر الإشارة إلى أن شعوب المنطقة والتي أبت الرضوخ لإرادة المستعمر على مر السنين هي ماضية على ذلك ولن يخيفها أي تهديد ووعيد. 

– هذا الدعم هو ضمن سياق السياسة الأمريكية الهادفة إلى زعزعة أمن البلدان أينما كان وبالتالي إيجاد مزيد من بؤر الصراع لتصريف إنتاجها العسكري الذي يدر عليها بالأموال الطائلة، وهي السياسة نفسها التي تتبعها مع حكومات البلدان العربية المصدرة للنفط بالعمل على تخويفها من ايران وبالتالي إجبارها على شراء سلاحها. 

– يأتي ذلك أيضا ضمن سياق الدعم الأمريكي للكيان الإسرائيلي وجماعات التكفير في المنطقة والذي يعود مرده ايضا إلى الإيديولوجية المتحدة بينهما والفاقدة لأي عنصر ومقوم لمقومات الحياة والإنسانية والتعايش، بل هو القائم على التدمير والقتل وإلغاء الآخر في سبيل تحقيق المكاسب غير المحقة. 

 التطور العسكري والتقني الذي تشهده ايران والذي يأتي في سياق تدعيم الإمكانات والخبرات في سبيل التصدي لأي اعتداء محتمل عليها في ظل التهديدات المستمرة، هذا الأمر تقابله أمريكا بدعم الكيان الإسرائيلي في مخطط لإحداث سباق تسلح في المنطقة وبالتالي إعمال محدودية للصواريخ البالستية الإيرانية الصنع والذي من شأنه زعزعة أمنها واستقرارها. 

 

إذن أمريكا وبالرغم من كل إدعاءاتها التي تشير فيها إلى سياساتها الداعمة للحريات والتي تخالفها وقائع الأرض في كل زمان ومكان، وعلى الرغم من إظهار شيء من الإنفتاح في سياساتها والإتفاق النووي الأخير، إلا أن الحق يقال إن أمريكا دولة قامت في بنيتها على نهب الارض والحقوق وسلب الممتلكات، وبالتالي مهما اظهرت من ليونة في سياساتها إلا أنها هي السياسات الخادعة ذاتها التي تنتهجها أمريكا في سبيل تحقيق منافعها ومكاسبها غير المشروعة وبالتالي لا يمكن الركون إليها وإلى منهجها.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق