التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

سياسات السعودية تجاه ايران.. تأليب القوميات الايرانية من الداخل! 

 تغييرات دراماتيكية كبيرة حصلت خلال الاشهر الماضية في مشهد الصراع في المنطقة، ومن ابرز اوجه التغييرات دخول السعودية على خط المواجهة المباشرة مع من تعدهم اعداء لها في المنطقة والعدوان المستمر على اليمن خير دليل. فبعيد موت عبد الله وتسلم سلمان زمام الحكم في السعودية، استهل الاخير عهده بسلسلة تغييرات داخلية في مراكز القرار السعودية طالت مجموعة من كبار الامراء والمسؤولين السعوديين (تشير التقارير الى ان فصولها لم تكتمل بعد) وكان من المتأمل أن ينتهج سلمان سياسة اكثر عقلانية من ذي قبل وخاصة في سياسة السعودية الخارجية وخصوصا بعد تنحية وزير خارجيتها سعود الفيصل واستبداله بعادل الجبير سفير السعودية لدى امريكا، وفي ظل جلوس الامريكيين والايرانيين الى طاولة المفاوضات النووية توقع المتابعون أن تتخذ السياسة السعودية منحى أقل تشددا فيما يخص ايران مراعاة لحليفتها الاقوى والاهم عالميا امريكا.

 

السعودية تابع لنظام الشاه

والمتابع لسياسة السعودية تجاه ايران، يجد أن العلاقات السعودية الايرانية مرت بمستنقعات كثيرة وكبيرة خلال عمر كلتا الدولتين. وهنا ليس من السيء الاشارة (من باب التذكير) الى أنه وقبل انتصار الثورة الاسلامية في ايران كان النظام الايراني آنذاك وعلى رأسه الشاه يوصف بالشرطي الامريكي في المنطقة وكانت السعودية ومن يحيطها من الدول الخليجية مجرد اتباع مطيعين لذلك النظام. والمستغرب هنا أنه وبمجرد انتصار الثورة في ايران ورغم التصريحات والتأكيدات على الوحدة الاسلامية وحسن الجوار من قادة الثورة وعلى رأسهم الامام الخميني، الا ان السعودية انتهجت سياسة محاربة لايران الاسلامية فبدأت وبتكليف امريكي لكافة الدول الخليجية بدعم مفتوح للحرب المفروضة على ايران والتي كان صدام رأس حربتها.

وبعد انتهاء الحرب المفروضة على ايران والى اليوم، مرت العلاقات السعودية الايرانية بمراحل كثيرة لم تكن مميزة تخللها مراحل من التوتر وأخرى اتسمت بالهدوء الحذر بين الجانبين. اما بضع السنوات الاخيرة والتي تشهد المنطقة برمتها ازمات ومواجهات عسكرية فقد كانت ضمن مخطط على رأسه بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودية آنذاك. والمخطط يهدف بشكل اساسي الى اضعاف المعسكر العربي في محور المقاومة المتمثل بسوريا والعراق وحزب الله – لبنان والهدف تطويق واضعاف النفوذ الايراني. واليوم ورغم تنحية بندر عن مركز القرار ولاسباب كثيرة منها الفشل في تحقيق اهداف مخططه، لا زالت استراتيجيته المتمثلة باسقاط سوريا واضعاف العراق واشغاله في حرب داخلية بالاضافة الى السعي لاضعاف حزب الله في الداخل اللبناني عبر تفجيرات ارهابية وجره الى حرب طائفية داخلية هي القائمة على الارض مع تعديلات تكتيكية في الاداء الميداني. بل أن المشهد بدأ يأخذ منحنى اكثر سخونة مع دخول السعودية على خط المواجهة المباشرة عبر العدوان على اليمن. 

 

نقل التجربة التكفيرية الى الداخل الايراني

وبالعودة الى المخطط السعودي البندري المستمر منذ سنوات والذي كما ذكرنا سابقا يهدف بالاساس الى اضعاف محور المقاومة وتطويق ايران واضعافها فقد اتبع سياسات أخرى خدمة لمشروعه، فسعى وعبر عملاء له أن يؤسس لحركات تكفيرية داخل ايران ولكن الرد الايراني كان صارما وما اعتقال الارهابي المدعو “عبد المالك ريغي” واعدامه وحل حركته الموسومة بجند الله الا مثال بسيط للاقتدار الايراني في الداخل. 

 

تأليب القوميات الايرانية من الداخل

(کقناة «وصال حق» و قناة «کمله») والتي تشير الكثير من التقارير الى ارتباطها المباشر ماديا بالسعودية. وكثيرة هي مواقع الانترنت والصفحات الايرانية في مواقع التواصل الاجتماعي التي تسعى لبث الفتنة بين ابناء الشعب الايراني الواحد وما الحديث عن مظلومية العرب في محافظة خوزستان الايرانية ومدينة الاهواز الا واحدة من فصول هذه الفتنة. 

 

السياسة النفطية السعودية

طبعا هنا لا بد من الاشارة الى ان السياسة النفطية السعودية خلال السنتين الماضيتين كانت تصب بنفس الاتجاه، حيث تؤكد التقارير الاستراتيجية أن هدف السعودية الاساسي من تعويم السوق النفطية واضعاف قيمة برميل النفط ليصل الى مستويات غير مسبوقة انما هو استهداف لايران وروسيا التي يعتمد اقتصادها الى حد ما على الموارد النفطية. 

 

ايران الوحدة والانسجام بين القوميات المختلفة

ان العارف بحقيقة الداخل الايراني يعرف ان القوميات الايرانية على رغم اختلاف عروقها وحتى لغاتها تنادي كلها بايرانيتها وتتسم بانسجام ووحدة وطنية قل نظيرها، وعرب ايران ليسوا سوى جزء من هذا النسيج الايراني المتماسك الحاضر للتضحية بالغالي والنفيس ذودا عن وطنه وثورته الاسلامية، في وجه اعداء الامة باختلاف أوجههم. هذه الحقيقة غابت عن العقلية السعودية البندرية والتي لم تتساوَ الى اليوم حسابات بيدرها مع قبانها في اي من الساحات. ورغم ذلك ودونما كلل لا تزال تمعن في انتهاج سياسة المعاداة لكل من خالفها الموقف من دول جوارها العربي الاسلامي.

 المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق