التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

الامارات والسعودية .. الخلافات والابتعاد في المواقف 

بينما كان الجميع يعتقد بأن الامارات والسعودية هما حليفتان في شتى المجالات، نشر موقع ويكيليكس مؤخرا وثيقة يقول فيها ولي العهد الاماراتي محمد بن زايد آل نهيان: “دخلت الامارات الحرب مع السعودية ٥٧ مرة خلال الـ ٢٥٠ عاما الماضية، ان السعوديين ليسوا اصدقاءنا الاعزاء وإنما نحتاج لأن نتفاهم معهم فقط”، وقد تسبب نشر هذا التصريح بطرح تساؤلات كبيرة عن طبيعة العلاقات بين ابوظبي والرياض، فما سر هذا الخلاف الاماراتي والسعودي وما هي اوجه الخلافات بين البلدين؟  

 

يعرف المتابعون للعلاقات بين الامارات والسعودية ان هناك ائتلافاً عميقاً ومتيناً بين الامارات والسعودية اللتين دعمتا على سبيل المثال الجيش المصري للاطاحة بحكم الاخوان المسلمين لكن خلف هذا التعاون والعلاقات الظاهرية هناك خلافات كثيرة يمكن الاشارة اليها باختصار وايجاز فيما یلي:  

 

 الخلافات الحدودية

هناك خلافات حدودية بين الامارات والسعودية والمثال على ذلك هو الخلاف على منطقة “خور العديد” الذي له بعد سياسي واستراتيجي وهو مرتبط ايضا بأصل انشاء دولة الامارات. 

 

 التقارب بين الامارات وايران

تفيد التقارير ان الامارات كانت في عام ٢٠١٠ ثاني اكبر شريك اقتصادي لايران في مقابل تدهور العلاقات السعودية الايرانية ولذلك من الطبيعي ان تمتعض السعودية من العلاقات الودية بين الامارات وايران وتعتبرها خطرا. 

وتشير الاحصائيات إلى ان هناك الان ٨ آلاف شركة تجارية ايرانية تنشط في الامارات وخاصة في مدينة دبي كما ان قرابة ١٨ بالمئة من سكان دبي هم من الايرانيين الذين يمتلكون ١٥ بالمئة من العقارات الموجودة في دبي بقيمة ٣٠٠ مليار دولار.  

 

الخلافات الاقليمية وموقف الامارات من الحكم المصري

هناك تنافس اقليمي بين الامارات والسعودية وقد دعمت الامارات عبدالفتاح السيسي في مصر كما اعلنت دعمها للجنرال خليفة حفتر في ليبيا وقد سعت ابوظبي ايضا لعرقلة الثورة التونسية كما تنافس ابوظبي ايضا الدور السعودي في اليمن وهذا ما لم يرق للسعودية التي لاتتحمل وجود اي منافس لها ورغم ذلك تستمر الرياض في تعاملها مع ابوظبي من دون ان يعني ذلك الانسجام والتكاتف بين الطرفين، وفي هذا السياق يقول الكاتب السعودي خالد الدخيل ان الامارات تسعى دوما الى اظهار نفسها كأقوى قوة اقليمية وبديلة للسعودية، ويشير الدخيل الى برقية نشرها موقع ويكيليكس في عام ٢٠٠٨ جاء فيها ان وزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد كان يسعى دوما لتحريض الامريكيين ضد السعودية.  

 

الخلاف على اليمن والعملية السعودية 

تشير معظم التقارير الاعلامية إلى ان الامارات قد اطلعت الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ونجله على موعد العدوان الجوي السعودي لكي يغادرا منزلهما، ورغم اعلان الامارات الصريح بأنها تشارك في الحرب على اليمن لكنها ساعدت علي عبدالله صالح سرا، ومن جهة أخرى تريد الامارات ترشيح “أحمد” نجل علي عبدالله صالح للرئاسة اليمنية وهو اقتراح عارضته حركة انصارالله لكن هذا الامر لم يرق للسعودية التي لاتريد اي تدخل اماراتي وتعتبر اليمن حديقة خلفية لها. 

     

الخلافات الشخصية القوية بين المسؤولين السعوديين والاماراتيين 

تضاف الخلافات الشخصية بين المسؤولين السعوديين والاماراتيين الى الخلافات الموجودة بين الدولتين فعلى سبيل المثال يحتقر محمد بن زايد دوما بعض المسؤولين السعوديين ومنهم الامير نايف بن عبدالعزيز وكان ينعت الاخير بأنه من فصيلة القرود لكن نايف قد اصبح مؤخرا وليا لولي العهد السعودي كما تم ابعاد خالد التويجري ومتعب بن عبدالله عن الديوان الملكي والجميع يعلم بالعلاقات الودية التي كانت موجودة بين الشخصيتين الاخيرتين ومحمد بن زايد.  

 

ولايقتصر القلق الاماراتي على هذا وهناك وثيقة أخرى لويكيليكس كشفت ان ما بين ٥٠ الى ٨٠ بالمئة من الجيش الاماراتي البالغ عددهم ٦٠ ألف شخص هم يأتمرون بأمر احد المفتين الوهابيين السعوديين في مكة المكرمة وهذا ما دفع الامراء الاماراتيين الى الاستعانة بالشركات الامنية الاجنبية والامريكية على الخصوص مثل شركة بلاك ووتر للحفاظ على حياتهم. 

 

الخلاف حول سوريا

كشفت المصادر الدبلوماسية لصحيفة “رأي اليوم” عن خلافات تكتيكية وامنية وسياسية بين السعودية والامارات فيما يخص الملف السوري خاصة فيما يخص الدعم المقدم للجماعات الارهابية في سوريا وسط الضبابية التي تلف قضية العمليات العسكرية الجارية ضد اليمن وفي هذا السياق تؤكد هذه المصادر الدبلوماسية ان الامارات تدعم جبهة المعارضة في جنوب سوريا لكنها لاتريد الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد بل تريد حصار دمشق للضغط عليها لكي تقبل ببرنامج سياسي يتنحى الأسد بموجبه عن السلطة وهذا ما يعتبر قريبا اكثر الى الموقف الروسي.  

 

الخلافات حيال تركيا

تتسبب العلاقات الوثيقة بين السعودية وانقرة بالقلق لدى الامارات وهناك الآن خلاف بين الامارات وتركيا فيما يتعلق بالملف المصري فأنقرة تريد عودة الاخوان المسلمين الى الحكم في القاهرة فيما تدعم الامارات عبدالفتاح السيسي.

والى جانب القضايا الخلافية التي ذكرناها هناك ايضا قضايا وموضوعات أخرى اشار اليها الكاتب السعودي مهنا الحبيل الذي قال ان بعض الدول العربية التي لديها مواقف مشتركة مع ايران تعتبر السعودية خطرا مباشرا وكبيرا على بعض الملفات الاقليمية، ويعتقد هذا الكاتب السعودي ان المستفيد من هذه الخلافات هو ايران وان هذه الخلافات ستؤثر حتما في مسار القضية اليمنية.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق