التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

المشهد اليمني: مساعدات “لاإنسانية” وهدنة من لا عهد لهم 

 دخل العدوان السعودي على اليمن شهره الخامس حاصداً الآلاف من الشهداء والجرحى كان آخرها المجزرة المروعة بحق المدنيين في محافظة تعز والتي راح ضحيتها أكثر من 120 شهيد وأكثر من 150 جريح. الخطوة السعودية التي تلت المجزرة والمتمثلة بإعلان هدنة إنسانية لمدّة خمسة أيام تعيد إلى الأذهان ما إرتكبه الكيان الإسرائيلي في قانا عامي 1996 و2006، وفي غزة 2012 و2104. زمنياً كان العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014 أطول فترة للحرب الإسرائيلية، إلا أنه لم يتجاوز الـ51 يوماً، في حين يدخل العدوان السعودي حالياً في شهره الخامس. لا نود الدخول حالياً في غمار المقايسة بين الطرفين، إلا أنه في ظل الهدنة القائمة حالياً، والحديث عن ما يسمى بـ”مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية”، لا بد من التطرق إلى الواقع اليمني من الناحيتين الإنسانية والعسكرية، فما هي أهداف الهدنة الإنسانية؟ وما هي حقيقة المساعدات التي ترسلها السعودية إلى اليمن؟ أين تتوزع وإلى من تصل؟

 

هدنة نكث العهود

لم تكن هذه الهدنة هي الأولى من نوعها في العدوان السعودي، إلا أن السعودية لم تتوان في أي هدنة من الهدنات السابقة عن المضي قدماً باستهداف الشعب اليمني، لكن الهدنة الأخيرة جاءت خشية من الإدانة الدولية بعد المجزرة البشعة التي ارتكبت بحق المدنيين في محافظة تعز، ولتمرير مشروعها الجديد في محافظة عدن.  

نجزم أن السعودية لن تراعي الهدنة الحالية سوى في المناطق التي تحتاج لإعادة ترتيب الصفوف فيها (عدن على سبيل المثال)، فلا يتوقعن أحد أن تتوقف الغارات السعودية على صعدة أو صنعاء أو أي منطقة لا تتواجد فيها قوات موالية للرئيس المستقيل والفار إلى السعودية عبد ربه منصور هادي أو تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، لذلك تهدف الرياض من خلال إعلانها الهدنة إلى ترتيب أوراق القاعدة ومليشيات هادي في محافظة عدن. وتحاول السعودية التي تسيطر ميدانياً على أجزاء من عدن، أن توظف هذا التقدّم الميداني في الأيام الأخيرة على أي مفاوضات مرتقبة مع أنصار الله والجيش اليمني، خاصةً أنها لم تستطع أن تحقق أي هدف من الأهداف الموسومة “لعاصفة الحزم” و”إعادة الأمل” في الفترة السابقة.

ولايخفى على أحد سعي الرياض حالياً للإستفادة من الهدنة والسيطرة على مطار عدن، لإرسال المساعدات العسكرية تحت إشراف “مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية”، وهذا ما اوضحه القيادي في حركة أنصار الله “محمد البخيتي” عندما إعتبر أن معظم الحمولة التي ارسلتها السعودية عبر طائراتها التي هبطت في مدينة عدن، هي عبارة عن حمولة أسلحة وتعزیزات عسکریة مرسلة للجماعات الإرهابية خاصة القاعدة لاراقة المزيد من دماء الیمنيين ولیست مساعدات إنسانیة. فما هو واقع المساعدات الإنسانية؟

 

مساعدات لاإنسانية

حاولت السعودية التي تشن حالياً أطول حرب في القرن الواحد والعشرين أن تحافظ على صورتها “الإنسانية” لدى الرأي العالمي عموماً، والعربي على وجه الخصوص، لذلك وبعد الفشل الذريع في المرحلة الأولى من عدوانها الهمجي بما يسمى “عاصفة الحزم” تماشياً مع عاصفة الصحراء الأمريكية، حاولت تلميع صورتها عبر شعار جديد وبرّاق للعدوان السعودي “إعادة الأمل”. لم تزد عملية “إعادة الأمل” الشعب اليمني إلا همّا وآلام، إلا أنها في المقابل لم تمنح النظام السعودي أي أمل ونشوة في الإنتصار.

وفي مرحلة لاحقة حاولت الرياض التي غدت جارة السوء بعد أن كانت الشقيقة الكبرى معالجة صورتها المدمّرة لدى أبناء الشعب اليمني والشعوب العربية والإسلامية عبر ما يسمّى “مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية”، فهل فعلاً يعتبر هذا المركز إنسانياً، أم أنه وسيلة للمضي قدماً في عدوانها؟ وإلى من تصل المساعدات السعودية؟ إليكم التالي:

أولا: إن المساعدات التي تقدّمها الرياض تنحصر بمحافظة عدن تقريباً، فهل أبناء العاصمة صنعاء وبقية المحافظات اليمنية ليسوا بيمنيين؟

ثانياً: إن هذا المركز هو عبارة عن وسيلة تتمتع بغطاء “شرعي” و”إنساني” لإيصال السلاح إلى مليشيات هادي وتنظيم القاعدة.

ثالثاً: إن ما تعتبره السعودية مساعدات للشعب الیمني لا يعادل شيئاً مقارنة بما دمرته طيلة الحرب علی الیمن، حتى أنه لا يعادل حتی قيمة الطائرات التي أحرقتها الصواريخ السعودية في المطارات اليمنية.

رابعاً: إن ما تدعيه السعودية من إرسال مساعدات تأتي للتغطية علی جريمة الحصار الذي تفرضه بالتعاون مع حلفائها علی الشعب الیمني.

هدنتهم هي هدنة نكث العهود، ومساعدتهم أبعد ما تكون عن الإنسانية، والشعب الیمني ليس بحاجة الی مساعدة أعدائه من السعوديين الذين يدمرون البلاد ويقتلون العباد، بل يحتاج إلى كف ظلمها عنه ووقف الحصار الذي تفرضه الرياض وحلفائها، ولكن مهما طالت أيام العدوان، فإن النصر سيكون حليف اليمنيين، ولن يعدم الصبور الظفر وإن طال به الزمن.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق